أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن التطبيع الذي تجريه دول عربية مع إسرائيل يمثل “تأمينا للكيان الصهيوني”، وطالب الدول التي أبرمت اتفاقيات التطبيع بـ”العودة عن الخطيئة”، كما طلب من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في المملكة، وأكد أن حماس تتبنى سياسة الانفتاح على الجميع، ولا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية.
وقال هنية في كلمة ألقاها في ختام فعاليات المؤتمر السياسي السابع الإلكتروني لحركة حماس، ونقلها الموقع الرسمي للحركة، إن التطبيع العربي الحاصل يؤدي إلى “تهجير المنطقة العربية من داخلها وتفجيرها من داخلها وبث الشقاق فيها”، محذرا من أن الذي جرى هو “تثبيت حقائق سياسية وجغرافية يراد بها أن تستمر في المستقبل”.
وأكد هنية أن السياسة الأمريكية خلال الفترة الماضية “أعادت ترتيب مصفوفة الأعداء والأصدقاء في المنطقة وفق رؤيتها، وأمريكا أجبرت بعض الأطراف على أن تتعامل مع هذه الرؤية”، مؤكدا رفض حماس لأي عملية تطبيع بين أي دول عربية مع الاحتلال، وطالب الدول المطبعة بـ”العودة عن هذه الخطيئة”، وقال إن حماس “لا تحرف بوصلتها بأن يكون صراعنا مع أي دولة عربية، مع أننا نعتبر أن التطبيع خطيئة سياسية”.
وحين تطرق إلى اقتراب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، من تولي مهامه كرئيس للإدارة لأمريكية الجديدة، وانتهاء عهد دونالد ترامب، قال: “لا نُراهن على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولكن علينا أن نقرأ الأمور قراءة سياسية، وندرك أن المتغيرات يمكن أن تكون مفيدة لصالح قضيتنا”.
وتابع: “حلّلنا المشهد المستجد في سياسية الإدارة الأمريكية وتعامل الاحتلال مع موضوع الضم والتطبيع، وجدنا أننا ملزمون بوضع خطة بعدة محاور، أهمها توحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة الخطط المختلفة (الضم، وصفقة القرن، والتطبيع)”.
وأكد هنية أن هناك تحديا يتمثل بمحاولة الإدارة الأمريكية “تفتيت المنطقة” وإفقادها عناصر الممانعة في المجالات كافة، ومحاولة بناء تحالف أمني يستند فيه الاحتلال ضمن تفوقه عسكريا أو أمنيا واقتصاديا.
وأكد على ضرورة بناء استراتيجية وطنية متكاملة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وشراكة وطنية حقيقية في مستويات عدة من خلال المؤسسة القيادية منظمة التحرير، وأضاف: “حماس كانت في مسار المصالحة متمسكة بالانتخابات بشكل متزامن، لأننا كنا معنيين بإعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية”، وشد على أنه لا يمكن مواجهة هذه المخططات دون قيادة فلسطينية جامعة.
وجدد رفض حماس لـ”اتفاق أوسلو للسلام”، وقال إنه كان “وبالا”، مشيرا إلى ان السلطة الفلسطينية تراهن على المتغير الذي حصل في البيت الأبيض، وهي تعتقد بأنه سيحيي عملية التسوية والمفاوضات. وأضاف: “الرهان ليس في محله، وهو خاسر على الإطلاق، وكل المتابعين لشأن الإدارة الأمريكية القادمة يقول بأنها ستتفرغ للوضع الأمريكي الداخلي لمعالجة الآثار الوحشية لترامب”، ودعا إلى إدراك حجم ومستوى التحرك الأمريكي بخصوص قضيتنا، ويجب ألا نبيع شعبنا الأوهام والعودة للمفاوضات.
وأكد أن “اتفاق أوسلو” لا يمكن أن يشكل قاعدة سياسية بأي تفاهمات فلسطينية مستقبلية، وأن النتائج على الأرض له تمثل “كوارث سياسية”، ودعا هنية إلى الاتفاق بعيدا عن أوسلو والتعاون الأمني مع الاحتلال.
وحين تحدث عن وضع حركته الحالي، قال إن الحركة تمتلك علاقات مع مصر، وهي تمثل قوة كبرى، وإيران ودورها في دعم المقاومة، أيضا وتركيا وقطر، وتابع: “لنا علاقات مع دول المغرب العربي، وعلاقات مع السعودية والأردن ونسعى إلى استعادة العلاقات التي ضعفت”، منوها إلى أن حماس تتبنى سياسة الانفتاح على الجميع، ولا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول، ولا بالأمن القومي العربي، وهو عمق لأمننا في فلسطين.
وطالب الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، والمسؤولين في المملكة بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، مضيفا: “لا يجوز بقاؤهم في السجون لأن لهم علاقة مع حركة حماس التي لم تعبث بأي شؤون داخلية لأي دولة”.
ورحب بالمصالحة الخليجية، وإعادة ترتيب البيت الخليجي، وإعادة الاعتبار لهذا المجلس، وإنهاء الحصار عن قطر، مبينا أن أي مصالحات في المنطقة تصب في المحصلة الأخيرة في صالح القضية الفلسطينية.
وبعث هنية بالتهنئة للمسيحيين بأعيادهم، قائلا إنهم “شركاء في الوطن، ونسعى معًا إلى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال”، وأضاف: “عشت مع إخوان مسيحيين في السجون، فمنهم أسرى وشهداء، وكشعب واحد نقدم لهم التهاني والتبريكات بمناسبة أعيادهم”.