قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن فايروس كورونا في قطاع غزة قنبلة موقوتة؛ لذلك من المهم جدًا دعم القطاع الصحي لأنه على وشك الانهيار.
وأوضح لازاريني خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر أونروا الرئيس بمدينة غزة، اليوم الخميس أن وكالة الغوث الدولية تعاني من أزمة مالية غير مسبوقة؛ مضيفا أنه "لأول مرة في تاريخ الأونروا لا يوجد تمويل لتغطية مصروفاتها من الآن وحتى نهاية العام".
وأكد أن اللاجئين الفلسطينيين بحاجة لأكثر من أي وقت مضى للأونروا، فهم يعتمدون علينا في الحصول على المساعدات، والتعليم والصحة، ولكن الأهم أنهم يعتمدون علينا بتوفير الحماية اللازمة لهم.
وأضاف "نحن على حافة الهاوية، ولتجنب السقوط يجب على المجتمع الدولي أن يقدم الدعم لأونروا، يجب ألاّ يصل مستوى الدعم لأونروا في عام 2020 لمستويات الأعوام السابقة".
وأعرب لازاريني أنه متفائل أن الأونروا تستطيع أن تنجح في حل أزمتها؛ وليس في مصلحة أي أحد على الإطلاق أن تكون الاحتياجات أكبر من التوقعات.
وأشار إلى أن هناك مؤتمرا دوليا للأونروا سيدعو إليه بداية العام القادم، وسيوضح هذا المؤتمر خطة الأونروا الاستراتيجية أو الاحتياجات للاجئين واحتياجات الدول المضيفة، وتوقعات تبرعات المانحين.
وأضاف "هذا المؤتمر سيحدد احتياجات أونروا القادمة بصورة استراتيجية؛ وأقول للمجتمع الدولي إن الاستقرار بالمنطقة لا يمكن أن يتحقق إلاّ باستثمار اللاجئين وتعزيز التنمية البشرية".
وتابع حديثه "لا أحد من اللاجئين يريد أن يبقى لاجئا لمدة 70 عاما، ومن المهم جدًا أن تواصل الأونروا تقديم خدمات التنمية البشرية لنحو نصف مليون طالب وطالبة في مدارس وكالة الغوث".
وشدد لازاريني على أن أونروا ستقلب كل حجر من أجل ترجمة هذا التأييد الدولي لتعهدات حقيقية وتعاقدات مالية تمكّن اللاجئين الفلسطينيين من الوصول للصحة والتعليم وحياة كريمة.
وأعرب عن أمله أن يتم سماع نداء الأونروا، خاصةً في وقت تمتد فيه أزمة كورونا وتدهور الأوضاع الاقتصادية بغزة؛ ويجب أن يتم دعم اللاجئين الذين يكافحون في حياتهم يوما بيوم.
ونبّه لازاريني إلى أن الوضع المالي للأونروا مختلف هذا العام وغير مقبول على الإطلاق لأن المصاريف لا تتناسب مع المدخولات، قائلاً "اليوم ميزانية أونروا تساوي تمامًا ما كانت عليه عام 2012، ولكم أن تتخيلوا الأزمات وازدياد أعداد اللاجئين ومتطلباتهم".
وأضاف أن "التأييد لم يعد كما كان سابقًا، اليوم لدينا ميزانية أقل من 300 مليون دولار مثلما كان عام 2018 وأقل من 2019، وهذه تقليصات غير مسبوقة في وقت يوجد لدينا 28 ألف موظف في الخطوط الأمامية لمواجهة فايروس كورونا".
وقال إن "هناك تكلفة دفعها هؤلاء الموظفون من حياتهم، وأيضا مجتمعات اللاجئين تدفع ثمنًا وضريبة أكثر جراء انتشار هذا المرض".
وشدد لازاريني على أن التأييد السياسي الضخم والكبير يجب أن يترجم لتأييد مادي حقيقي عبر تمويل الأونروا؛ "يجب ألا نجعل اليأس يسيطر علينا، يجب أن نرى ضوءً في نهاية النفق".
وفي معرض ردّه على سؤال حول جهود أونروا في مكافحة فايروس كورونا، أكد أن وكالة الغوث تتعاون مع وزارة الصحة في غزة، وتبقي عياداتها مفتوحة، وتقدم حملات توعية من هذا المرض.
وعلى صعيد التعليم أوضح لازاريني أن أونروا قدّمت نظام التعليم المدمج للطلبة، والذي يشمل التعليم المجاني والتعليم عن بعد.