إن دعوة الإمام الخميني (رحمه الله علیه)، واعتبار أسبوع الوحدة الإسلامية في مناسبة المولد النبوي الشريف، جاءت في لحظة تاريخية حرجة، وفارقة كانت تعيشها الأمة الاسلامية، بعد أن أجمع أعداء الإسلام على إجهاض أي حالة نهوض، وإسكات أي صوت للثورة في العالم العربي والاسلامي، وأحكم خططه ومؤامراته لإخضاع منطقة الحوض الإسلامي الكبير؛ كي يسهل للغرب السيطرة عليها والهيمنة على مقدراتها وسلبها استقرارها.
جاءت دعوة الإمام الخميني؛ في مرحلة كثُرت فيها التحديات التي تواجهها الشعوب الإسلامية، من قوى الاستكبار والاستعمار، من خلال دعم وضمان تفوق رأس حربتها في المنطقة، لضمان بقاء المنطقة العربية والإسلامية مرتهنة ومسلوبة الإرادة أمام المشروع "الصهيو – غربي"، فيسهل السيطرة عليها من خلال إذكاء الصراعات الوهمية، القومية، المذهبية، الإثنية، بين مكونات الأمة الواحدة، وتشكيل الكيانات التي تخدم مشروعهم وخططهم الخفيّة.
في تلك اللحظة السياسية الحساسة، جاءت دعوة الإمام الخميني؛ لتكتسب أهمية مضاعفة، كونها جاءت في مرحلة كثُرت وتناسلت فيها التحديات والتهديدات التي تواجهها الشعوب الإسلامية، من قوى الاستكبار والاستعمار، من خلال دعم وإسناد وضمان تفوق رأس حربتها في المنطقة المتمثل في الكيان الصهيوني الغاصب، عبر تحالف عضوي بين المشروع الغربي والمشروع الصهيونى؛ لضمان بقاء المنطقة العربية والإسلامية مرتهنة و مسلوبة الإرادة أمام المشروع "الصهيو – غربي"، وبذلك يسهل السيطرة عليها وإخضاعها بعد تقسيمها من خلال إذكاء الصراعات الوهمية، القومية، والمذهبية، والإثنية، بين مكونات الأمة الواحدة، وتشكيل الكيانات التي تخدم مشروعهم وخططهم الخفيّة.
في ذلك الوقت، شكّل أعداء الأمة جبهة واحدة؛ لمواجهة الإسلام وضرب الوحدة الإسلامية؛ لإدراكهم أن رسالة الإسلام ومقوّمات الأمة الإسلامية تستطيع إذا ما تحققت الوحدة بين مكوناتها، مواجهة التهديدات والتحديات التي تتمثل في المشروع "الصهيو- غربي"، الذي عمل منذ زمن طويل على بث الفرقة والخلاف بين مكونات الأمة وغذّاها بكل الأضاليل والأباطيل واستخدم فيها كل جيوشه، وإمكانياته، وإعلامه، وأجهزة أمنه، وعملائه، المنزرعين في جسد الأمة وفي عقل بعض حكامها الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان.
يأتي أسبوع الوحدة الإسلامية هذا العام، في مرحلة هي الأكثر حساسية وتعقيدا، لتكون معها الأمة في حاجة ملحّة لوحدة المسلمين ضمن مشروع حضاري إسلامي مقاوم، وجبهة إسلامية عريضة، ترفض العدوان والاستكبار والتبعية للغرب، وتتبني مقاومة كل أشكاله، وتدفع عبر برنامجها الوحدوي المقاوم إحداث التغيير المنشود في واقع الأمة؛ لتكون أكثر قدرة على المواجهة والتصدي للمشروع الاستكباري.
إن الأمة الإسلامية ليس أمامها من خيار للخروج مما هي فيه الآن، وإفشال كل المؤامرات التي تُحاك ضدها؛ لإبقائها منقسمة ومفتتة ومنشغلة بصراعاتها الداخلية الوهمية، إلاّ بالوحدة، أولاً وأخيراً.
إن مما لا شك فيه أن مؤامرة زرع الكيان الصهيوني الغاصب في قلب الأمة العربية والإسلامية في فلسطين، واعتباره رأس حربة المشروع "الصهيو _ غربي" إنما يشكل الخطر الحقيقي الداهم والوجودي لكل دول المنطقة، كونه كيانًا توسعيًا استيطانيًا إحلاليًا، أطماعه لا تقف عند حدود فلسطين، وإنما يعتبر المجال الحيوي الاستراتيجي له المنطقة العربية والإسلامية برمتها.
وحتى تنهض الأمة وتصحو من سباتها وتقف على مسار الوحدة، لابد أن تتسلح بالوعي والبصيرة؛ لمعرفة أعدائها الحقيقيين وعملائهم، ومن ثمّ تسهل عليها مواجهتهم وكشف مخططاتهم ومشروعهم الخطير.
إن فلسطين بما تمثله من أبعاد قرآنية وسياسية وتاريخية وجغرافية، تعتبر نقطة التقاء لكل الأحرار والمقاومين المدافعين عن شرف الأمة ووجودها، وبالتالي فإن تبني قضية فلسطين كقضية مركزية وأولى للأمة ولجبهة الرفض الإسلامية، هو جوهر استراتيجية المواجهة للمشروع "الصهيوني- الغربي".
لن تتحقق وحدة الأمة ما لم يُكسر رأس الحربة للمشروع الغربي في المنطقة المتمثل في الكيان الصهيوني، ولن يُكتب النجاح لأي محاولة استقلال وامتلاك الإرادة الوطنية لأي دولة عربية وإسلامية، ما لم يكن في صُلب مشروعها السياسي والفكري، مواجهة الكيان الصهيوني ومقاومته.
ولن تتحقق وحدة الأمة واستقلالها ونهضتها ما لم يُكسر رأس الحربة للمشروع الغربي في المنطقة المتمثل في الكيان الصهيوني الغاصب، ولن يُكتب النجاح لأي محاولة استقلال وامتلاك الإرادة الوطنية لأي دولة عربية وإسلامية، ما لم يكن في صُلب مشروعها السياسي والفكري، مواجهة الكيان الصهيوني ومقاومته.
أمّا الذين ذهبوا بعيدا في مؤامرة التطبيع مع الكيان الصهيوني، من حكّام، وأنظمة عربية خانعة وذليلة، وإقامة حلف أمني عسكري معه، إلى جانب زمرة من الكتاب والسياسيين المأجورين الذين امتهنوا الترويج للتطبيع مع العدو؛ لتزييف وعي
الجماهير، فإن قادمات الأيام ستفضحهم، وستكشف كم كانوا مخادعين وعملاء تطوعوا في خدمة الاعداء.
فلن يجلب التطبيع مع الكيان لهذه الدول أي استقرار، وإنما سيجلب لهم المزيد من الضعف والارتهان والارتماء في أحضان الاعداء، والمزيد من حالة الفلتان الأمني وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في بلدانهم.
وإن أي محاولة من قبل المطبعين والمأجورين؛ لصناعة عدو آخر للأمة غير العدو الصهيوني تعتبر محاولات يائسة وفاشلة، لن يكتب لها النجاح، وستبقى الأمة وشعوبها المسلمة تنظر للكيان الصهيوني باعتباره كيانًا غريبًا وطارئًا، وعدوًا مركزيا لها، وحتمًا ستسقط رهاناتهم الخاسرة قريبًا، عندما تنهض الشعوب والقوى الحية لتقول لهذه الأنظمة الخانعة والخائنة إنها لا تفرط في دينها ولا في حضارتها ولا في قدسها ولا بفلسطين.
ويقينًا، لن يُجدى أنظمة التطبيع، إقامة تحالف يهودي عربي، مهمته الانقضاض على الأمة والتلاعب في مستقبلها والتعاون الأمني مع الكيان الغاصب ضد قوى الأمة الناهضة والمقاومة، وستُسقِط مقاومة الجماهير المؤمنة هذا الحلف المدنس.
إن أسبوع الوحدة الإسلامية، فرصة مهمة، ومناسبة مُلهمة للأمة، كي توجّه بوصلتها صوب عدوّها الحقيقي والمركزي، ما يمهّد الطريق لوحدة حقيقية تنهض بالأمة وتأخذ بيدها نحو طريق العزة والسؤدد والتمكين، فوحدة الأمة باتت مطلب في غاية الأهمية، كونه يدشّن مرحلة جديدة تُعيد بناء استراتيجية الأمة من خلال وحدة الوعي الإسلامي، ووحدة الإرادة، وحدة الوعي الاسلامي والعقل الاسلامي، وبذلك تواجه الأمة الناهضة أعداءها.
وهذا هو سر استشراف الإمام الخميني (رحمه الله علیه) لأهمية الوحدة الإسلامية بين مكونات الأمة في أسبوع الوحدة الإسلامية