رأى ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان إحسان عطايا، أن "التطبيع الإعلامي هو من أخطر أشكال التطبيع في وقتنا الحالي، ولا سيما أنه يستهدف عقول الأجيال الصاعدة، والفكر المقاوم، وثقافة شعوب أمتنا العربية"، داعياً إلى "مواجهته بإعلام مقاوم يفضح جرائم العدو الصهيوني، ويعيد توجيه البوصلة نحو قضية فلسطين التي كانت وستبقى القضية المركزية لشعوب الأمة وأحرار العالم".
وأسف عطايا في مقابلة له على قناة "العالم"، أن "يصل إعلام الدول المطبعة مع كيان الاحتلال إلى مستوى من السقوط الديني والانحطاط الأخلاقي في التماهي مع المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، من خلال تزييف الحقائق والاستماتة في الدفاع عن كيان الاحتلال المجرم، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني باستعادة أرضه المحتلة".
وقال: "لا بد من مواجهة هذا الإعلام التطبيعي الذي يعتبر الكيان الصهيوني دولة صديقة تريد السلام، ويتفاخر برفع العلم الصهيوني على أراضيه، ويسمح لطائرات صهيونية بالهبوط في مطاراته، ويرسل رسائل تهنئة بالسنة العبرية على شبكات التواصل... وكأن الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه أصبح هو العدو".
ولفت إلى أن "هذا التماهي مع المشروع الصهيوني من قبل نظام الإمارات والبحرين لم يكن ليحصل لولا الغزو الفكري والثقافي الذي استهدف شعوب تلك الدول عبر الإعلام الغربي والأمريكي والصهيوني معتمدين على مختلف وسائل الإعلام ومن ضمنها منصات التواصل الاجتماعي. وهذا أمر خطير جداً، لأن الهدف من ذلك الغزو هو الوصول إلى احتلال تلك الدول ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً، بعد أن يئس من احتلالها جغرافياً لأسباب تتعلق بفشله في تثبيت تواجده العسكري سواء أكان في جنوب لبنان أم في غزة، لوجود مقاومة قوية أرغمته على الاندحار والتقهقر. ومن المؤسف أن نراه اليوم يحقق إنجازاً عبر توقيع اتفاقيات مع دول عربية ستكون بالنسبة إليه نقطة الانطلاق لإشعال الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية بينها وبين جيرانها، وكذلك سوف يعمل على إغراقها بالديون ثم إفلاسها، بعد نهب ثرواتها وخيراتها الطبيعية".
واعتبر عطايا أن "ما يقوم به إعلام الأنظمة المطبعة (الإمارات والبحرين) من مبالغة في التعبير عن حب الكيان الصهيوني ومتانة العلاقات معه، ما هو إلا استخفاف بعقول الشعوب، ومحاولة للتأثير على أنماط تفكيرهم، وتغيير المفاهيم والمصطلحات التي تعبر عن حب فلسطين وعشق القدس والعداء للكيان الصهيوني المجرم".
ودعا عطايا إلى "إنهاء أوسلو وكل الاتفاقيات مع العدو، والعودة إلى مربع المقاومة من أجل تحرير فلسطين والأراضي العربية المحتلة، والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لمشروع المقاومة، وتفعيل الانتفاضة الشاملة على كل الأراضي المحتلة، بعد قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وبذلك نقطع الطريق على تلك الدول التي تتخذ من "أوسلو ذريعة للاستمرار في علاقاتها مع الكيان الصهيوني"، مؤكداً على أن "الشعوب العربية التي تقيم أنظمتها علاقات مع العدو الصهيوني ما زالت ترفض التطبيع، لأنها مع فلسطين قلباً وقالباً. ونحن على قناعة بأن هذه المهزلة سوف تنتهي يوماً ما، ولن يكون بعيداً".