Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

الانطلاقة الجهادية الثالثة والثلاثون في ظل المتغيرات المحلية الإقليمية والدولية

فضائية فلسطين اليوم

بقلم د. عبد الجواد العطار

يطل علينا شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام، والذي يحمل تاريخاً نضالياً، انطلاقةً ثوريةً جهادية لحركة الجهاد الإسلامي، وإرثاً بطولياً كان عنوانه فلسطين، وبوصلته القدس، وطريقه الجهاد، وفكراً إسلامياً يمزج بين التربية والجهاد.

فكانت معركة الشجاعية التي ارتقى فيها أربعة من مجاهدي حركة الجهاد الإسلامي، تأسس لمرحلة جديدة من تاريخ الشعب الفلسطيني بتاريخ 6/10/1987م، والتي أطلقت الشرارة الأولى لانتفاضة الحجارة عام 1987م، ومروراً باستشهاد الأمين العام لحركه الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله بتاريخ 25/10/1995م، والذي كان له الدور البارز في إبراز القضية الفلسطينية كقضية مركزيه للأمة العربية والإسلامية؛ وليقود الحركة الدكتور رمضان شلح رحمه الله حتى عام 2018م، لتبدأ مرحله جديدة عنوانها البناء والتنظيم فاشتد صلب الحركة وأصبحت أكثر قوه وتنظيماً، وليكمل المسيرة بعده الحاج زياد النخالة "أبا طارق" حفظه الله، لتمضى الحركة بخطىً ثابتة للحفاظ على مبادئها والدفاع عن فلسطين.

تطل علينا الذكرى 33 لانطلاقة حركة الجهاد الإسلامي وسط متغيرات محلية وإقليميه ودوليه كان لها الأثر الفعال على القضية الفلسطينية وتتمثل هذه المتغيرات في أربع محاور رئيسية:

أولاً/ خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية: هذه الخطة هي جزء من صفقه القرن التي أعلنتها الإدارة الأمريكية أواخر عام 2017م والتي تشمل غور الأردن وجميع المستوطنات في الضفة الغربية واستيلاء الاحتلال الإسرائيلي على 30%-40% من مساحه الضفة الغربية، وتسعى الى تكريس الاحتلال الاستعماري الاحلالي وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وقتل الحلم الفلسطيني للسلطة الفلسطينية في إقامة دولته المستقلة، وأيضاً قطع التواصل الحدودي مع الأردن.
ويتطلب لمواجهة هذه الخطة وضع رؤية إستراتيجية فلسطينية وعربية موحدة للوقوف ضد تطبيق هذه الخطة، فكان الموقف الفلسطيني موحد ضد صفقه القرن وخطة الضم الإسرائيلية، حيث عقد المؤتمر الوطني الفلسطيني "موحدون في قرار مواجهة قرار الضم وصفقه القرن" بتاريخ 28/6/2020 لبحث سبل مواجه هذه الخطة.

وكان لحركه الجهاد الإسلامي موقف ثابت ومتقدم لمواجهة خطة الضم ففي مقابلة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي مع فضائية فلسطين اليوم بتاريخ 18/7/2020م قال: "إن خطة الضم الإسرائيلية هي جزء من المخطط الذي قام عليه في الأصل المشروع الصهيوني، وهي ليست خطه جديدة؛ لكن تنفيذها جديد ومركز المشروع الصهيوني قائم على دولة في الضفة الغربية وما أطلق عليه يهودا والسامرة"، ودعا لمقاومة الخطة بالوحدة والقتال فقال: "الحياة موازين قوى وليست مفاوضات، وأن تقاتل تفرض ميزان قوي على الأرض وعندما لا تجد إسرائيل من يقاتلها سوف تتغول على كل الأرض الفلسطينية"، وبناءً على هذا الموقف، والموقف الفلسطيني الموحد استطاعت القوى الفلسطينية أن تفشل تطبيق خطة الضم الإسرائيلية.

ثانياً/ التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي: فبعد إن فشل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي من تطبيق خطة الضم توجه للتطبيع مع بعض الدول العربية؛ ليكسب ثقة الناخب الإسرائيلي، فكانت دوله الإمارات ومملكة البحرين أولى الدول العربية التي أعلنت تطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي، هذا التطبيع الذي تجاوز القيم الوطنية والإسلامية لقضية تمثل الروح والوجدان للشعوب العربية والإسلامية؛ لتوجه دوله الإمارات ومملكة البحرين طعنة في الظهر للأمة العربية والإسلامية بتطبيعها مع الاحتلال الإسرائيلي وتوقيعهما اتفاق التطبع مع الاحتلال الإسرائيلي برعاية أمريكا بتاريخ 15/9/2020م.

وكان موقف حركة الجهاد الإسلامي حاضراً لمواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي حيث أصدرت بياناً أدانت فيه التطبيع مع الاحتلال وقالت: "أن ما جرى التوقيع عليه ليس اتفاقاً للتطبيع، وإنما إعلان الانتقال من التطبيع إلى إقامة حلف يكرس الهيمنة الأمنية والاقتصادية على المنطقة، ويفتح الباب إمام توسع استعماري صهيوني جديد"، وأضافت الى أن هذه الاتفاقيات لن تحقق الاستقرار، بل ستدفع بقوى المقاومة والشعوب العربية والإسلامية لمزيد من الفعل الجهادي لإنهاء اتفاقيات ظالمة مع عدو محتل.

ثالثاً/اجتماع الأمناء العامون لفصائل المقاومة الفلسطينية: حيث تطل علينا الذكرى 33 للانطلاقة الجهادية بلقاء الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية، والذي يهدف لوحده الصف وترتيب البيت الفلسطيني، هذا اللقاء حمل الأمل من جديد للشعب الفلسطيني بإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، ووضع إستراتيجية جديدة تنطلق منها الفصائل الفلسطينية لمواجهة مخططات الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية.

ورغم مخرجات اللقاء الايجابية والتي توافقت عليها الفصائل الفلسطيني، إلا أن هذه المخرجات تحتاج لتطبيق عملي على أرض الواقع، والانطلاق لمواجهة المؤامرات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، وعلى الرغم من تحفظ حركة الجهاد الإسلامي على نقطتين في البيان الختامي المتمثلتين: بإقامة دولة فلسطين على حدود 1967م، وبأن منظمة التحرير الفلسطينية تمثل الكل الفلسطيني، ألا أنها أكدت بأنها لن تكون عائقاً أمام تنفيذ بنود البيان الختامي بل ستساهم في تنفيذ آليات وقرارات البيان الختامي.

رابعاً/جائحة كورونا: هذا المرض الخطير الذي يعصف بالأرضي الفلسطينية ويحتاج إلى تكاثف الجهود لاحتوائه، كان لحركة الجهاد الإسلامي الموقف المساند للجهات الحكومية في مواجهة جائحة كورونا، فمنذ ظهوره نفذت حركه الجهاد الإسلامي العديد من المبادرات لاحتوائه ومنها حملة النظافة من الإيمان والتي تضمنت تعقيم المساجد والمرافق العامة والبيوت كإجراء احترازي للوقاية من فيروس كورونا، كما ونشر الاتحاد الإسلامي للنقابات التابع لحركه الجهاد الإسلامي قوائم عدة للأطباء والممرضين والمرشدين النفسيين؛ لتقديم الخدمات للمحتاجين من الجمهور الفلسطيني، كما وقدمت الطرود الغذائية.

وحذرت حركه الجهاد الإسلامي الاحتلال الإسرائيلي من استغلاله لجائحة كورونا واستمرار عدوانه ومواصله حصاره ضد الشعب الفلسطيني، وقالت بأنها على جاهزية كاملة لمواجهه الاحتلال والتصدي لأي عدوان إسرائيلي.

في ظل هذه المتغيرات كان الموقف الثابت لحركة الجهاد الإسلامي المنطلق من وعيها الشامل للواقع الفلسطيني والإقليمي والدولي والذي تجسد بالتالي:

1-تأكيد حركة الجهاد الإسلامي على استمرار نهجها المقاوم لتحرير فلسطين كل فلسطين، وأن جهازها العسكري سرايا القدس يمتلك القوة التي ستفاجئ العدو الصهيوني إذا أقدم على أي عدوان على الشعب الفلسطيني.

2- مواجهه الحركة لكل الخطط الأمريكية-الصهيونية التي تسعى لتصفيه القضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقه القرن ومخططات الضم الإسرائيلية.

3-هرولة بعض الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لن يمنحهم سوى الوهم والذل والانكسار، وهي محاولة لاختراق وعي الشعوب وتزيف تاريخها وثقافاتها، وحركة الجهاد الإسلامي ستقف ضد هذا التطبيع ومواجهته، وتعتبره خيانة للدين والقيم والأعراف.

4-أكدت حركة الجهاد الإسلامي بأن وحدة الصف الفلسطيني هي الأساس الذي يبنى عليه في مواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية، وبأنها مع كل جهد لترتيب البيت الفلسطيني ووضع رؤية إستراتيجية موحده للحفاظ على الثوابت الفلسطينية.

5-من خلال مشاركتها الفعالة في مواجهه جائحة كورونا أكدت حركه الجهاد التحامها بأبناء شعبها وتقديم الخدمات الطبية والإغاثية لاحتواء جائحة كورونا.