أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور "محمد شلح" أن القضية الفلسطينية برمتها تتعرض لمؤامرات وتحديات خطيرة، بهدف تسويتها وفق مخطط صهيو أمريكي، وبمشاركة ومباركة من بعض الأنظمة العربية.
وقال د. شلَّح خلال حديثه خاص لــ"فضائية فلسطين اليوم"، "أنه وفي ظل هذا الواقع لا مجال أمام شعبنا الفلسطيني إلا أن ننحاز لنهج وفكر ومشروع المقاومة، والانتفاض في وجه المحتل، لاستنزافه وإرباك حساباته وإجهاض مخططاته الرامية لتصفية قضيتنا الوطنية".
وحول مناسبة ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الــ ( 33 )، اعتبر "شلَّح" الانطلاقة بمثابة يوم فرح وفخر كبير، لاسيما وأنها قطعت أربعة عقود في مقارعة الاحتلال.
وأوضح أن حركة الجهاد مازالت بناءً صلباً راسخاً، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صوابية النهج والفكر الذي قامت عليه الحركة، ولا يراود "شلَّح" أدنى شك في كون الحركة واثقة بتحقيق الانتصار، مراهناً على قوة وبسالة سرايا القدس ومعها كافة قوى وأذرع المقاومة الأخرى.
وأضاف القيادي في الجهاد الإسلامي قائلاً: "في كل عام يزداد حب الجماهير لنا، وتجمعهم حول نهجنا، وهذا هو مصدر فخرنا وعزنا"، مشيراً إلى أن نهج حركة الجهاد بات أمل الأحرار والثوار على الأرض المباركة والأمة بأسرها.
وعاد "شلَّح" خلال حديثه ما يقارب 40 عاماً حين تبلور فكرة حركة الجهاد الإسلامي وقال: حين بدأت النواة الأولى للحركة كان الشهيد فتحي الشقاقي على ثقة ويقين بأنه سوف ينتصر مع إخوانه ورفاق دربه الذين انطلقوا من حرم جامعة الزقازيق بجمهورية مصر العربية، ضمن مجموعة صغيرة ومع مرور الوقت أصبحت فكرتهم اليوم تملأ أرجاء العالم كله، ما يزيدنا يقينا بأننا حتماً لمنتصرون بهذه الآلاف التي تلتف حول نهج وطريق الجهاد الإسلامي" .
وأوضح القيادي في الجهاد أن حركته كانت وستبقى صمام أمان في الشارع الفلسطيني لأن بوصلتها هي نحو القدس باعتبارها المعركة الرئيسية في المواجهة والاشتباك مع العدو الصهيوني، لافتاً أن حركة الجهاد استطاعت أن تبعد نفسها عن التصارع على السلطة والتي أنتجت انقساما في الشارع الفلسطيني.
وعلى وقع التطورات المتعلقة بإنهاء الانقسام واجتماع الأمناء العامين للفصائل مؤخراً، طالب القيادي في الجهاد "محمد شلح" حركتي حماس وفتح ليختصروا زمن التفاهمات، ويكونوا جادين، من خلال خطوات إيجابية تنفذ على الأرض لطمأنة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنه لا مفر أمامنا إلا الوحدة وطيّ صفحة الانقسام بأقل الخسائر، في ظل المؤامرات التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.
وفي معرض حديثه دعا "شلَّح" قيادة السلطة إلى الاستدارة عن نهج التسوية العقيم، والانحياز لتطلعات الشعب الفلسطيني وآماله، وتعزيز الوحدة على قاعدة المقاومة، لحماية الثوابت، وتحرير الأرض، متوجهاً لكل من راهنوا على خيار التفاوض مع العدو أن يراجعوا حساباتهم، مشدداً على أن ضريبة الحرية والخلاص من الاحتلال أخفُ وأعز من التسليم بوجوده ورفع الراية البيضاء أمامه.
وبشأن جوهزية المقاومة الفلسطينية للتصدي لأي عدوان من قبل الاحتلال، طمأن "شلَّح"، جماهير شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية، بأن المقاومة وفي مقدمتها سرايا القدس لديها بُنية تحتية قوية، وهي تبدع في كافة المجالات العسكرية لإيلام العدو، والدفاع عن شعبنا.
ويرى القيادي "شلَّح" أنه من الأهمية أن يكون لدى شعبنا ذراعاً عسكرياً واحداً في مواجهة العدو، موجهاً التحية لأذرع المقاومة كافة ولكل الذين يقفون صفاً واحداً وأيديهم على الزناد في معركة فلسطين والقدس.
وأشاد القائد "شلَّح"، بدرو الغرفة المشتركة التي ولدت أثناء مسيرات العودة وكانت سرايا القدس رأس الحربة فيها وثبّتت من خلالها معادلة القصف بالقصف، ما شكل انتصاراً كبير لمحور المقاومة، مستدركاً؛ لقد دفعت حركة الجهاد الإسلامي ثمنا غاليا في سبيل تثبيت هذه المعادلة، وعلى إثر هذا الإصرار ارتقى قائد أركان المقاومة الشهيد "بهاء أبو العطا" بعملية اغتيال جبانة من قبل الاحتلال في محاولة يائسة من العدو لتغيير قواعد المعادلة لصالحه لكنه فشل في ذلك.
وكشف د. "شلَّح" أن سرايا القدس عملت ومنذ سنوات طويلة على تطوير عملها العسكري وأصبح لديها خبرة كبيرة، بجانب بنية تحتية قوية من السلاح والمعدات القتالية، يقودها مختصون في التقنية والصناعات العسكرية، ويعملون على مدار الساعة لتطوير العمل العسكري، منوهاً إلى أن السرايا اليوم أعدت نفسها جيداً لأي مواجهة مقبلة مع الاحتلال.
وأرجع القيادي "شلَّح" الفضل لما وصلت إليه سرايا القدس من قوة على المستوى العسكري بعد الله تعالى للجمهورية الإسلامية في إيران، والتي قدمت دعماً لامتناهي، متوجهاً في الوقت ذاته بالتحية -في ذكرى الانطلاقة الجهادية - لمسؤول الدائرة العسكرية في الحركة المجاهد الكبير أكرم العجوري، ولجميع إخوانه في قيادة سرايا القدس، الذين يواصلون مسيرة البناء والتطوير بخطىً واثقة، وجهود لا تعرف المستحيل.
كما بعث د. "محمد شلَّح "بالتحية للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة، الذي حمل الراية من رفيق دربه الراحل د. رمضان شلَّح، والذي سبقه في حمل الراية المؤسس الشهيد د. فتحي الشقاقي.
ووجه القيادي في الجهاد تحيةً خاصة لكافة الأسرى في سجون الاحتلال، وخصَّ منهم بالذكر الأسير المضرب عن الطعام لليوم الــ 73 على التوالي القائد ماهر الأخرس، والذي يقود معركة بطولية بعزيمة وتحدٍ، مصمماً في ذلك على الانتصار، في وقت أبرق بالتحية لأرواح الشهداء الأطهار، الذين كان لهم الفضل في إذكاء روح المقاومة والاشتباك على أرض فلسطين المباركة.
وتعهد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. "محمد شلح" في ختام حديثه بإبقاء المعركة مفتوحة مع العدو الصهيوني حتى النصر أو الشهادة، مؤكداً أن حركته لن تكل أو تمل، ولن تبدل في أبجدياتها التي ذُكرت في وثيقتها ومبادئها حتى نيل النصر أو الشهادة".