تشهد مدينة القدس المحتلة إغلاقاً شاملاً يُمنع خلاله المواطنون من دخول البلدة القديمة إلا سكانها المسجلين في بطاقات الهوية، وذلك لليوم التاسع عشر على التوالي، بحجة الأعياد اليهودية ووباء "كورونا"، فيما يُستثنى المستوطنون من هذه الإجراءات، حيث واصلوا خلال هذا الاغلاق اقتحاماتهم للمسجد الاقصى المبارك بمرافقة قادة اجهزة امنية وعناصر في الجيش وحماية الشرطة .
وانتشرت اليوم حواجز شرطة الاحتلال على مداخل البلدة القديمة وعلى الشارع رقم واحد الذي يفصل القدس الشرقية عن الغربية، وقاموا بتفتيش المواطنين وتحرير مخالفات لهم، فيما جابت شوارع المدينة الدوريات الراجلة والمؤلَّلة وفرق "اليسام".
وفي ظل هذا الإغلاق شهدت أسوار البلدة القديمة إغلاقاً يكاد يصل الـ100%، فيما أغلقت معظم محلات المدينة المقدسة أبوابها، خشيةً من المخالفات التي باتت تشكل هاجساً لأنها أصبحت تخضع لمزاج عناصر شرطة الاحتلال وقواته الخاصة الذين حوّلوا القدس إلى ثكنة عسكرية.
بدورها، قالت الأوقاف الإسلامية إن شرطة الاحتلال وقواته الخاصة المدججة بالسلاح انتشرت في المسجد الأقصى المبارك قبل الاقتحامات الصباحية على طول مسار الاقتحامات من باب المغاربة حتى باب الرحمة لتأمين المستوطنين المقتحمين الذين بلغ عددهم في الفترة الصباحية 39 مستوطناً قاموا بجولات استفزازية برفقة مرشدين من جماعات الهيكل المزعوم.
وكانت جماعات الهيكل المتطرفة دعت لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى؛ في آخر أيام الأعياد اليهودية، هذا في الوقت الذي يُمنع فيه المسلمون من الدخول للبلدة القديمة والوصول إلى المسجد المبارك بحجة الإغلاق ووباء "كورونا".
وباعتراف منظمات "جبل الهيكل"خلال نشرة ترويجية، فإنّ عشرات المستوطنين الذين يسكنون بعيداً في المستوطنات المقامة شمال الضفة الغربية، ومن جبال مدينة الخليل، اقتحموا المسجد الأقصى خلال الأُسبوعين الماضيين واليوم.
وأضافت "الأوقاف": إن المستوطنين اقتحموا المسجد على مجموعات متتالية، وشارك في اقتحام الفترة المسائية بعد صلاة الظهر 25 مستوطناً استمعوا لشروحات مكذوبة عن تاريخ وجغرافيا لا تمت للمسجد بصلة، كما حاول بعضهم القيام بصلوات وشعائر والاهتزاز خلال مرورهم من المنطقة الشرقية من المسجد قرب باب ومصلى الرحمة.
وأبعدت شرطة الاحتلال، اليوم، الشيخ رأفت نجيب عن الأقصى دون أي أسباب تُذكر لينضم إلى العشرات من المبعدين عن المسجد في عملية استهداف للمصلين والمرابطين والعلماء والأئمة الذين لا لذنب لهم، إلا لأنهم يواظبون على الصلاة والرباط في الأقصى.
من جانبها، انتقدت مرجعيات دينية ووطنية ونشطاء مقدسيون سياسات الاحتلال العنصرية بحق المصليين الفلسطينيين، الذين يتم إبعادهم ومنعهم من الوصول للمسجد الأقصى تحت حجة "الإغلاق ومكافحة كورونا"، وتجري إعادتهم وتغريمهم بمخالفات باهظة، فيما يسمح للمستوطنين من كافة أنحاء البلاد باقتحام المسجد، مؤكدين أن هذه السياسة هي جزء من مخططات إسرائيلية مدروسة ومبرمجة ومنسقة بين حكومة الاحتلال وبلديته والمستوطنين بهدف تفريغ المسجد من المصلين لتتم الاقتحامات بهدوء وفق الأجندة والرواية التلمودية.
وحذرت المرجعيات الدينية من مطالبات "جماعات الهيكل" المزعوم المتطرفة، ودعواتها لتوسيع دائرة الاقتحامات للمسجد الأقصى خلال ما يسمى بعيد "العرش" و"فرحة التوراة"، ومن استهداف صلاحيات الأوقاف الإسلامية صاحبة الحق في الإدارة والسيادة بالمسجد.
وفي السياق نفسه، أطلق مقدسيون حملة تحمل وسم "صورتك بالمسجد الأقصى"، عبر وسائل التواصل الاجتماعي . وبدأ نشطاء الحملة بالتغريد على الوسم خلال الأيام الماضية، وذلك في تحدٍّ للاحتلال بسبب سياسة المنع والحرمان للفلسطينيين من الوصول للمسجد الأقصى والصلاة فيه.