خاص بوابة الهدف
في ضوء زخم الأحداث والتطورات السياسية المتلاحقة، وخاصة على صعيد جبهة التطبيع العربي الخياني من جهة، وعلى صعيد تغول الاستيطان والتهويد من جهة أخرى، أصبحت كل الأنظار الفلسطينية والعربية الشعبية باتجاه فلسطين التاريخية، ويتساءل الكثيرون من السياسيين والإعلاميين والمحللين المتابعين لتطورات المشهد الفلسطيني في ظل هذا التصعيد الصهيوني الشامل الذي يهدد ليس القدس والأغوار بالضم الكامل فقط، بل يهدد الضفة الغربية بكاملها بالضم والتهويد، ويهدد باختطاف فلسطين من بحرها إلى نهرها:
ما الذي يجري لأرض الهبات والانتفاضات والثورات المتصلة، منذ أكثر من قرن من الزمن في مواجهة المشاريع الاستعمارية؟! لماذا كل هذا الهدوء والصمت إلى حد كبير إزاء هذا التصعيد الصهيوني؟! القدس تتهود والأغوار قاب قوسين أو أدنى من المصادرة والضم والتهويد... فلماذا يا ترى لا تشتعل فلسطين غضبًا وانتفاضة ردًا على ذلك؟! طبعًا هناك الكثير الكثير من الأسئلة والتساؤلات المطروحة بقوة في هذا السياق مثل: هل يا ترى نحن بانتظار انفجار فلسطيني واسع في أنحاء الضفة يقلب الأمور والمعادلات والتوقعات رأسًا على عقب...؟! أو ما هي السيناريوهات المحتملة في المشهد الفلسطيني...؟! فهل نحن بانتظار انتفاضة حجارة أخرى على طريقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى...؟! أم نحن بانتظار مقاومة شعبية عارمة قد تتطور في مرحلة متقدمة إلى عصيان مدني مثلًا...؟! أم نحن يا ترى أمام انتفاضة مسلحة تتدحرج على الطريق...؟!
وحول احتمالات أن تتطور الانتفاضة إلى مرحلة إطلاق النار والعمليات المسلحة، فإن الأحداث تتدحرج بطبيعتها في سياق مواجهة يغلب عليها الطابع الدموي الإجرامي من قبل الاحتلال، ولا شك أن ردود الفعل الطبيعية من جهة الفلسطينيين هي أن يطوروا أدواتهم وأسلحتهم، ما قد يقود إلى استخدام منظم ومنهجي للأسلحة النارية.
إذن، الحديث عن انتفاضة فلسطينية كامنة في الأفق، ليس حديثًا إعلاميًا أو استهلاكيًا أو تعبيرًا عن أمنيات تتفاعل، بل هو حديث مدجج بالأحداث والوقائع وبعوامل التفجير المتراكمة التي إنما تنتظر اللحظة التاريخية المناسبة التي يبدو إنها آتية قريبًا جدًا في الرد على قرارات الاحتلال الإجرامية بالضم والتهويد وفي الرد على تهافت التطبيع العربي الغادر.
الى كل ذلك، فالذي يجمع عليه الفلسطينيون اليوم، أن عوامل التفجير لانتفاضة قريبة قوية متفاعلة متراكمة متزايدة، منذ أن آلت عملية المفاوضات العقيمة إلى ما آلت إليه من دخول الوضع الفلسطيني في الأزمة الشاملة، وفقدان القيادة الفلسطينية القدرة على ممارسة سياسة الإجبار المتبادل، ونجاح الحكومة الصهيونية في العودة بالأوضاع إلى المربع الأول، وبعد أن انتهت عمليًا اتفاقية أوسلو دون أن تنفذ سلطات الاحتلال الاستحقاقات المترتبة عليها، وبعد أن دخل المشهد السياسي طريقًا مغلقًا تمامًا.
ونعود إلى التساؤلات المطروحة أعلاه، بمناسبة مرور عشرين عامًا على انتفاضة الأقصى:
ما الذي يجري في فلسطين وكيف ستكون السيناريوهات؟ وهل نحن بانتظار انتفاضة فلسطينية جديدة... الخ؟!
في الرد على كل ذلك نوثق: أن فلسطين المحتلة حبلى بانفجار بركاني آخر؛ أعتى وأشد وأوسع غضبًا من كل ما سبقه من انفجارات...!
وليس من شك أن ديناميكية الأحداث على الأرض الفلسطينية، وفي قلب المشهد الفلسطيني هي الأقوى والأشد وطأة وتأثيرًا، فهي أقوى من مليون اتفاق أو تفاهم أو تهدئة على الورق...!.
المصدر: بوابة الهدف