Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

الانتخابات قفز عن الواقع

وكالات - قطاع غزة

كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية وقال أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب "أن الفلسطينيين يتجهون لإجراء الانتخابات العامة، وأن قرارهم بات بأيديهم بعيدا عن نفوذ ورعاية أي طرف إقليمي. مضيفا أن الفلسطينيين توافقوا على بناء شراكة تعبر عن موازين القوى الداخلية والوطنية من خلال صندوق الاقتراع. ودعا إلى أن تكون هناك صيغة لحكومة ائتلاف وطني بعد الانتخابات، معربا عن أمله في أن يكون الكل الفلسطيني داخل النظام السياسي".

الدكتور اسماعيل رضوان القيادي في حماس قال "هناك توجه لعقد انتخابات عامة ومجلس تشريعي وصولاً إلى مجلس وطني بحيث يتم تجديد الشرعية وتحقيق الوحدة الوطنية وانهاء هذا الانقسام, ولفت رضوان إلى أنهم يأملون أن يتم اصدار مرسوم رئاسي قبل نهاية هذا العام، حيث أن اتصال الرئيس محمود عباس برئيس تركيا رجب أردوغان وحديثه حول حدوث انتخابات قادمة يوحي بأن هناك أموراً إيجابية على أرض الواقع".

الحقيقة ان الحديث عن انتخابات رئاسية وتشريعية في هذا الوقت الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية هو قفز عن الواقع الذي نعيش, وتجاوز لكل ما يدور حولنا من مؤامرات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية, نحن من حيث المبدأ نرفض اجراء أي انتخابات محكومة بسقف اوسلو, فما بالكم ان كانت هذه الانتخابات تجري في ظل حالة تكالب امريكي عربي ودولي على القضية الفلسطينية, وتحمل تغييرا جذريا لطبيعة الصراع مع هذا الاحتلال, واصطفاف جهات عربية رسمية مع "اسرائيل" بشكل وقح وفج بعد ان حددت خياراتها تماما.

الاهم الذي يجب ان نطرحه هل اجتماع رام الله بيروت خلص الى اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فقط ام انه تحدث عن مقاومة شعبية لإسقاط مسلسل التطبيع العربي الاسرائيلي الذي لا يكاد ينقطع, فها هي السودان تقف على عتبة "اسرائيل" وتطرق بابها للدخول في حظيرة التطبيع مقابل رفع اسمها من القائمة السوداء كدولة راعية للإرهاب, ومنحها ثلاثة مليارات دولار للتغلب على ازمتها الاقتصادية كما تقول, فاين دورنا نحن الفلسطينيين في مواجهة مسلسل التطبيع العربي الاسرائيلي وفضحه وكشفه للشعوب العربية والاسلامية, هل قررنا ان نترك الساحة للأنظمة المطبعة لتمارس مخططاتها الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية, ونسوق لانتخابات رئاسية وتشريعية تأخذ من جهدنا ووقتنا وتشتت توجهنا ونحن في امس الحاجة للوحدة ولبرنامج وطني جامع يتوافق عليه الكل الفلسطيني لمواجهة تلك المؤامرات والمخططات.

 

اللقاء الحواري الذي يجري في اسطنبول بين فتح وحماس يجب ان يركز في الاساس على كيفية تفعيل الميادين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وداخل الاراضي المحتلة عام 48 لمواجهة مخططات ثلاثة تمثل خطورة كبيرة على القضية الفلسطينية اولها مخطط صفقة القرن الذي تفرضه امريكا و"اسرائيل" بالقوة ليس على الفلسطينيين فحسب انما على الامة العربية والمنطقة الشرق اوسطية, ثانيها مخطط الضم الذي لم ولن تتنازل عنه "اسرائيل" مطلقا لأنه جزء من عقيدتها وقناعتها السياسية, وهذا المخطط سيتم في أي لحظة لو لم نواجهه بإدامة الاشتباك مع الاحتلال الاحتلال, بالإضافة لمخطط تقسيم المسجد الاقصى المبارك, ثالثا مخطط التطبيع بين "اسرائيل" ودول عربية والهدف تصفية القضية الفلسطينية والالتفاف على حقوق الشعب الفلسطيني, بعد ان وصل الخذلان العربي لذروته, وبدأت ترتفع اصوات عربية تطالب بضم "اسرائيل" للجامعة العربية, واعتبار اسرائيل حليفا استراتيجيا, ومواجهة ما اسموه بالخطر الايراني الذي يهدد المنطقة.

كون اكثر صراحة يجب ان نتساءل ما الذي يمكن ان يجنيه شعبنا الفلسطيني من اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الان, هل ستحل مشكلاتنا السياسية والاقتصادية بالانتخابات بالتأكيد لا فتج تزداد الامور تعقيدا, وهل ستتعامل "اسرائيل" مع ما تفرزه الانتخابات وتسمح لحماس مثلا بالإمساك بزمام السلطة اذا فازت الانتخابات الرئاسية, وهل ستقبل الدول العربية بنتائج الانتخابات, أما اذا كان الهدف من هذه الانتخابات انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة, فان هذا يمكن ان يتم لو توافقنا على التحاور والنقاش ووضعنا برنامجا وطنيا يحكمنا, فإنهاء الانقسام غير مرتبط بتاتا بالانتخابات الرئاسية والتشريعية, نحن بأمس الحاجة للتفرغ لمواجهة مخططات التطبيع العربي الاسرائيلي, ومواجهة صفقة القرن, ومخططات الضم, وهذا لن يأتي الا إشعال الميادين وتفجير الانتفاضة الثالثة في وجه الاحتلال الصهيوني, فلا تضيعوا وقتكم وجهودكم في معارك جانبية, اجعلوا اولى اولوياتكم مواجهة كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية حتى لا نستفيق على كارثة.