قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور أنور أبو طه، إن الاتفاق الإماراتي البحريني مع دولة الاحتلال يتجاوز التطبيع إلى إعادة رسم الدور الإماراتي في المنطقة ووضعها ضمن تحالف جديد، مؤكدا أن الاتفاق يضرب القضية الفلسطينية ويغلق الباب أمام مسألة حل الدولتين.
وأوضح د. أبو طه خلال لقاء عبر برنامج المدار الذي تبثه "قناة فلسطين اليوم"، الخميس، أن الاتفاق البحريني الإماراتي مع الاحتلال لا يمكن تسميته تطبيعا، بل هو اتفاق يعيد رسم دور الإمارات ويضعها ضمن حلف جديد.
وقال: لا يمكن أن نسميه سلاما مقابل سلام، أو سلاما مقابل الأرض، لأن هذا الاسم انتهى وفق اتفاقية السلام العربية، بل هذا الاتفاق اعتراف مقابل الحماية، أي أن تعترف الإمارات بإسرائيل مقابل حمايتها من تحالف جديد يتشكل في المنطقة".
وأكد د. أبو طه أن الإمارات كيان هش، رغم تقدمها الاقتصادي، وعمرها أصغر من عمر الصراع العربي "الإسرائيلي".
وأشار إلى أن العقيدة الأمنية للنظام العربي لم تعد تتمثل في مقاومة إسرائيل ومحاصرتها والانتصار للقضية المركزية للعرب والمسلمين، مبينا أن النظام العربي، فشل على أكثر من صعيد.
وأضاف د. أبو طه: بعد "الربيع العربي" بدأت الأنظمة العربية تخشى وصول حركات الإحياء الإسلامي كما حصل في مصر وتونس وفي أكثر من بلد عربي، وعادت وموضعت نفسها في حلف ليس قوامه الدفاع عن الأمن العربي في مواجهة الاختراق الإسرائيلي، بل التحالف مع الكيان الصهيوني ضد أمن العرب والمسلمين في المنطقة ظنا منهم أن هذا التحالف يمكن أن يشكل لهم حماية، وتم استبدال الخطر الإسرائيلي بالخطر الإيراني أو التدخل التركي أو خطر الحركات الأصولية والحركات الإسلامية".
وبيّن أن التطبيع الإماراتي البحريني مع الاحتلال يضرب أمن العالم العربي والإسلامي ويضرب جوهر هذا الأمن وهو القضية الفلسطينية ويتموضع في صف العدو التاريخي والمركزي للأمة.
وزاد د. أبو طه بالقول: بعد الربيع العربي تشكل محوران في المنطقة، المحور الأول محور المقاومة وتقف على رأسه إيران وقوى المقاومة، وهناك بلد أخذ بالانحياز وعدم التسليم للسياسة "الإسرائيلية" في المنطقة وهي تركيا، وتعاونت مع قطر في هذا الموضوع" موضحاً أن المحور الثاني هو الذي يقف موقف العداء للمحور الأول، ومن خلاله تصطف الإمارات مع "إسرائيل" في كل موانئ العرب والخليج العربي والبحر الأحمر وحتى في اليمن.
ولفت إلى أن الإمارات تدخل على منتدى الغاز في الشرق الأوسط وترسل طائرات إلى اليونان ضد تركيا، وتستقوي بالطرف الأمريكي و"الإسرائيلي" الذي يشكل لها غطاء للتدخل في كثير من الدول، كاليمن وليبيا ومصر وتونس، مشيرا إلى أن كل هذه التدخلات تعثرت وفشلت.
وتابع د. أبو طه بالقول: الاتفاق "الإسرائيلي"- الإماراتي أغلق الباب أمام مسألة حل الدولتين وأمام ما رفعه العرب في جامعة الدول العربية فيما يسمى الأرض مقابل السلام، ولم تعد إعادة الحقوق الفلسطينية أو بناء الدولة الفلسطينية أو الانسحاب من حدود 67 مدخلاً للعلاقات العربية "الإسرائيلية"، ونسخ هذا الاتفاق الاتفاقيات العربية السابقة"، مؤكداً أن هذا هو المخطط الذي وضعه (جامتوسكي) منذ العام 1925 والذي تبناه نتنياهو عندما تحدث عن سلام الردع.
وشدد عضو المكتب السياسي للجهاد، على ضرورة أن يعود الفلسطيني إلى أصل المشروع الوطني القائم على تحرير الأرض، لمواجهة الأخطار المحدقة المتمثلة في خطة الضم وصفقة القرن والتحالف الجديد.
واستطرد بالقول، لم يعد هناك مشروع دولة فلسطينية، والمفاوضات لا وجود لها، صفقة القرن أعطت كل شيء للإسرائيليين، و كنا على أبواب الضم، ولم يكن أمام الفلسطينيين إلا البحث عن القواسم المشتركة كي يجتمعوا، فكان اجتماع الأمناء العامين، وهو اجتماع الحد الأدنى، لبحث المخاطر المحيطة، وتم تشكيل بعض اللجان في ختام الاجتماع، ونأمل لها النجاح".
وأكد د. أبو طه أن حركة الجهاد الإسلامي ستدعم أي حراك وطني لتعزيز الصمود الفلسطيني ورفض كل الاتفاقيات والمؤامرات التي تستهدف القضية الفلسطينية، وستدفع لأن تكون الإنجازات ذات طابع إيجابي، وستدعم الحراك الشعبي في غزة والضفة للوصول إلى انتفاضة في وجه الاحتلال الذي لا ينفع معه إلا الردع، بحسب توصيفه.
وأًكمل د. أبو طه حديثه قائلاً: "اتفاق أبراهام يكشف مدى المؤامرة التي يشتغل بها "الإسرائيلي" على مدار 20 عاما مع الإماراتي ومع الأمريكي، وتسميته باتفاق ابراهام لم يأت مصادفة، وسنكتشف المسعى والدور الإماراتي فيما يطلق عليه الولايات الإبراهيمية المتحدة، التي تستهدف المنطقة" مشيراً إلى أن هذا مخطط قديم وسيكشف دور الإمارات المركزي في مشروع تمكين "إسرائيل" اليهودية التوراتية ونسخ الإسلام كدين، واستبداله بما يسمي بالدين الإبراهيمي".
وقال: "هم يقرأون الدين بمعنى مختلف، يريدون تجريد هذا الدين من مصادر القوة وإلغاء الجهاد ومفهوم الولاء والنصر ومقاومة الظلم والأمر بالمعروف، والتكلم عن التسامح والقيم المشتركة وإعادة قراءة التاريخ والصراع بين الإسلام واليهودية وتفنيد الرواية الإسلامية، هم يحاولون نزع القداسة عن الدين وعن المقدسات وإعطاءها لهذا الدين الجديد المتمثل بالدين الإبراهيمي، ونزع القداسة عن دور العبادة وبناء دور عبادة جديدة تسمى المراكز الإبراهيمية"، مشدداً على أن الهدف مما سبق هو القضاء على جذور الصراع والاستيلاء على القدس ونسخ الإسلام وتزييف التاريخ وتعزيز وجود إسرائيل في المنطقة.
وعدّ د. أبو طه أن خطورة الاتفاق مع الإمارات وتسميته بأبراهام، تتمثل في الدعوة لنسخ الإسلام وتجاوز العقائد والشرائع الإسلامية للتمكين لبني "إسرائيل" في فلسطين.
وذكر عضو المكتب السياسي للجهاد أن هناك في الإمارات مؤسسة ثقافية اسمها (المؤسسة الإسلامية للثقافة والتسامح الديني) أقامت ندوة في عام 2009 بأسبانيا بعنوان (العائلة الإبراهيمية سلام وتواصل).