أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية يوم الخميس، عن رؤية حركته للخروج من الوضع الراهن والمتمثل باستراتيجية وطنية عبر 3 مسارات.
وقال هنية خلال كلمته باجتماع الأمناء العامين للفصائل العامين في بيروت ورام الله، إن المسار الأول يتمثل بترتيب البيت الفلسطيني واستعادة الوحدة الحقيقية وإعادة تطوير منظمة التحرير والتوافق على استراتيجية نضالية مشتركة.
وأوضح أن المسار الثاني هو أن المقاومة الشاملة ركن أساس في الاستراتيجية المقبلة ويجب أن تكون بكل أشكالها وألونها وفي مقدمتها العسكرية.
وبين أن المسار الثالث عبر ترتيب علاقاتنا مع محيطنا والعمل على بناء كتلة صلبة تتصدى لمحاولات الاختراق الإسرائيلية.
ودعا إلى تشكيل لجان ثلاث، الأولى لتطوير المقاومة وأدواتنا الكفاحية، والثانية لتطوير وتفعيل منظمة التحرير، والثالثة لجنة ثنائية مع فتح لكيفية إنهاء الانقسام.
وقال إن ضوابط اللجان تكون عبر جدول زمني محدد، والتحرك على قاعدة الشراكة، وإيجاد مرجعية واضحة للجان.
وأكد أن عناصر الاستراتيجية الثلاث هي وحدة شعبنا، والاستراتيجية الوطنية القائمة على المقاومة الشاملة وبناء تحالف على المستوى العربي والاسلامي.
وشدد هنية على أن الفشل في هذه المرحلة ممنوع ويجب أن ننجح وأن نحقق الاختراق الإيجابي في هذه اللحظة التاريخية، وأن تكون خياراتنا إما أن ننجح أو أن ننجح.
وقال إن اللقاء يحمل رمزيات عديدة أولها أن شعبنا يعيش داخل وخارج فلسطين ومع مرور أكثر من 72 عامًا على النكبة واللجوء، واليوم نقول بأن شعبنا موحد وسيبقى موحد في الداخل والخارج.
وأشار هنية إلى أن الرمزية الثانية هي المظلمة التاريخية التي تعرض لها شعبنا الذي يعيش بمخيمات الشتات واللجوء والخارج في لبنان المقاومة والصمود وسوريا والأردن وداخل الضفة وغزة والعراق والجاليات بكل مكان، هذا شاهد على المظلمة التاريخية التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني.
ونبه إلى أن الرمزية الثالثة في أننا نلتقي بين رام الله وبيروت ولبنان هذه البلد الملتزم بالقضايا العروبية وفي مقدمتها قضية فلسطين.
وقال هنية: "هذه لبنان التي اقتسمت مع الشعب الفلسطيني فترة الدم ولقمة العيش وخبز الطابون .. هذه لبنان التي لا زالت تحمل لواء المقاومة وكسرت أنف العدو عام 2000 و2006 وما زالت هذه المقاومة تشكل امتدادًا لمقاومة شعبنا بداخل فلسطين المحتلة".
ونبه إلى أن شعبنا الفلسطيني الذي يرفض التوطين والتهجير والوطن البديل ويتمسك بحق العودة هو يستحق أن يعيش حياة كريمة في مخيمات لبنان وأن نخفف من تداعيات الأزمات الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها أهلنا في المخيمات.
وقال هنية: "إن ثقتنا عالية بكل أشقائنا في لبنان أن يأخذوا هذا الأمر مأخذ الجدية والوضع القانوني الذي يجب أن يلحظ في هذه المسألة وتوفير الحياة الكريمة لأبناء شعبنا".
وأكد أن قضيتنا تمر بمرحلة تحمل مخاطر غير مسبوقة وذات طابع بمفهوم التهديد الاستراتيجي لقضيتنا ولكل المنطقة، وأن هناك محاولات لتغيير التاريخ عبر صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع مع دول عربية".
وشدد رئيس المكتب السياسي لحماس على أن هذه الصفقة والخطط والمشاريع تهدف لتحقيق 3 أهداف في غاية الخطورة: الأول: تصفية القضية الفلسطينية بضرب ركائز وثوابت القضية، والثاني هو محاولة بناء تحالف في المنطقة لاختراق الإقليم عبر ما يسمى التطبيع والاعتراف المتبادل وعمليات السلام.
وأوضح أن الهدف الثالث للمشروع الأميركي هو إعادة ترتيب معسكرات الأعداء والأصدقاء في المنطقة بحيث تصبح "إسرائيل" جارة وحليفة وصديقة.
وذكر أن "الهدف بأن طائراتها تغادر من داخل الأراضي المحتلة وتجوب في سماء وفضاءات دول عربية وتحط في مطارات دول عربية وترفع الأعلام الإسرائيلية من بعض أطفالنا الذين هم بعمر الزهور، وبالتالي إسرائيل جارة وصديقة وحليفة، وهناك أعداء بدءًا من دول ومرورًا بمكونات وفصائل المقاومة".
ونوه إلى "أنه لا يمكن مواجهة هذا المخطط الكبير بخطوات صغيرة أو ردات فعل محدودة ولا بتعبيرات وبيانات ولا بعض الفعاليات على أهميتها وضرورتها ووجودها".
وقال هنية: " لكن نحن نرى في حماس وعبر حوارنا المفتوح مع إخواننا بفتح الذي نقلناه خلال أشهر بنقلة نوعية للأمام ومع الكل الوطني وفصائلنا أفضت لهذا الاجتماع في ظروف لا تخفى على الجميع مع ظل عدم انعقاد الاجتماع منذ 9 سنوات للأمناء العامون".
وأضاف: "انتقلنا للحديث مع بعضنا بصدر مفتوح وبدون اتخاذ مواقف لتحميل بعضنا أو تسجيل مواقف سياسة على بعضنا، وهدفنا أن نواجه مصيرنا المشترك والميادين والمعارك جمعتنا داخل وخارج فلسطين".
وأكمل هنية بقوله: "لقد جمعتنا ميادين الأسر والانتفاضة والانتصار وقادرون على بناء المعادلات التي تخدم شعبنا وقضيتنا".
وشدد على أن حركته ليست في إطار منافسة ولا تريد بديلًا عن منظمة التحرير أو فتح أبواب المنظمة لتفعيل وجود الفصائل جميعها في كافة أطر المنظمة.
وأشار إلى أن حركته ستسخر إمكاناتنا من أجل الوحدة وهذا يتطلب التوافق على برنامج سياسي وطني متفق عليه يشكل القاسم المشترك.
وأكد أن ذلك يتطلب إنهاء العلاقة مع الاحتلال وحقبة أوسلو ويفتح عهد فلسطيني جديد، إلى جانب استراتيجية كفاحية نتفق عليها عبر لجنة تجلس لوضع كل التفاصيل المتعلقة به، والاتفاق على إعادة وتطوير منظمة التحرير حتى تشمل الجميع.
وقال رئيس المكتب السياسي لحماس: "يجب أن ننجح هذه المرة في الإقلاع وانهاء الانقسام وبناء موقف فلسطيني موحد ليكون ركن أساس لمواجهة هذه المشاريع".
وأضاف: "لن نعترف بإسرائيل وإسرائيل ليست جارة أو حليفة وليست جزء من الحل وستبقى العدو.. غزة استطاعت أن تبني نظرية ردع مع العدو".
وقال هنية: "نملك أوراق قوة كثيرة متمثلة في شعب صامد ومقاومة متطورة وشعوب أمة حية.. مستعدون لتطبيق الاتفاقات فورًا لتحقيق وحدة وطنية حقيقية".