يوافق اليوم الجمعة، الذكرى الـ (51) على حريق المسجد الأقصى المبارك في 21 أغسطس/آب 1969، وهي أهم الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلال الأقصى في حزيران (يونيو) عام 1967م، حيث مثلت جريمة حريق المسجد أبرز النوايا والمخططات التي تهدف لهدم وتدمير المسجد المبارك، وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه.
ويستذكر الفلسطينيون اليوم، حريق المسجد الأقصى المبارك، حين أقدم في متطرف أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهان على إشعال النيران بالمصلى القبلي بالمسجد، وشبّ الحريق بالجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية الأقصى، والتهم كامل محتويات الجناح، بما في ذلك منبر صلاح الدين الأيوبي التاريخي.
وألقت "إسرائيل" القبض على الجاني، ونقلته سلطات الاحتلال إلى مستشفى للأمراض النفسية في المزرعة بالقرب من عكا وبعد فترة ليست طويلة تم ترحيله إلى أستراليا، وروج في حينه خرافة قال فيها: إنه" قام بفعلته بأمر من الله".
وحرق ما مساحته حوالي 1500 متر مربع من أصل مجموع مساحة الجامع القِبْلي البالغة 4400 متر مربع، أي حوالي ثلث المسجد.
ويعتبر المسجد الأقصى أحد أكبر مساجد العالم وأحد المساجد الثلاثة التي يشد المسلمين الرحال إليها، وهو أيضًا أول القبلتين في الإسلام. يقع داخل البلدة القديمة بالقدس في فلسطين. وهو كامل المنطقة المحاطة بالسور واسم لكل ما هو داخل سور المسجد الأقصى الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من البلدة القديمة المسورة.
تبلغ مساحته قرابة 144,000 متر مربع، ويشمل قبة الصخرة والمسجد القِبْلي والمصلى المرواني وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى 200 معلم. ويقع المسجد الأقصى فوق هضبة صغيرة تُسمى "هضبة موريا"، وتعد الصخرة أعلى نقطة فيه، وتقع في قلبه.
ذُكر المسجد الأقصى في القرآن: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .. سورة الإسراء ، الآية 1. وهو أحد المساجد الثلاثة التي تُشد الرحال إليها، كما قال رسول الإسلام محمد صل الله عليه وسلم.
وأثارت جريمة احراق الاقصى ردود فعل عالمية ودولية نددت به، وأدان مجلس الأمن الدولي في قراره رقم (271)، الاحتلال لتدنيسه المسجد، ودعا "إسرائيل" إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها المساس بوضعية المدينة المقدسة.
في السياق تحاول السلطات الإسرائيلية بشتى الوسائل والطرق المس بالمسجد من خلال أعمال حفرية تحته، إلى بناء الأنفاق المتواصلة بعضها بعضا التي أدت إلى تقويض أساسات المسجد في الحرم القدسي، وما زالت سلطات الاحتلال تعمل جاهدة من أجل تهويد القدس عاصمة فلسطين الأبدية.
وأمام إرهاب الاحتلال وفي تساوق تام معه اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب 6 ديسمبر 2017 رسميا بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.