ذكر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الثلاثاء، أن 60 حريقا اندلعت داخل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بفعل بالونات حارقة زعمت أنها أطلقت من القطاع.
ووصفت الصحيفة العبرية إطلاق البالونات الحارقة هذا اليوم بــ "غير المسبوق".
ولفتت إلى أن النيرات التهمت خلال الأيام الماضية أكثر من 2000 دونما في مستوطنات الغلاف، مشيرة كذلك إلى سقوط عشرات البالونات التي كانت تحمل أجسام متفجرة أيضا.
في السياق، نقل موقع "0404" العبرية عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "حركة حماس أخطأت في استخدام البالونات الحارقة".
وأضاف المسؤول أنه "قد يكون رد فعل الجيش قاسياً في قطاع غزة بعد إطلاق البالونات الحارقة والتي تسببت بعشرات الحرائق في الغلاف".
وتابع "رد الفعل هذه المرة سيكون قاسياً ومختلفاً عما عرفوه في حماس حتى الآن".
وبحسب الموقع الإسرائيلي فإن "الجيش الإسرائيلي أجرى خلال الساعات الماضية مشاورات حول طبيعة رد الفعل على الحرائق وأنه سيتم اتخاذ القرارات قريبًا".
يشار إلى أن وزير حرب الاحتلال بني غانس أعلن أنه بدءا من صباح اليوم، سيُقفل منفذ كرم أبو سالم التجاري أمام دخول البضائع باستثناء العتاد الإنساني والوقود.
وبحسب ما يسمى بمنسِّق نشاطات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، اتخذ القرار بعد مشاورات أمنية في أعقاب إطلاق مكثف للبالونات وفق ما جاء في البيان.
بدورها ذكرت ما تسمّى "سلطة الطبيعة والحدائق" البالوات احرقت حوالي 400 دونم. وعلى الرغم من تأكيدها عدم وقوع إصابات، إلّا أنها تحدّثت عن أن هذا الأمر أثار سخط المستوطنين.
الصحيفة العبرية نقلت عن "منتدى رؤساء السلطات في "غلاف غزة" و"سديروت" أن "ظاهرة البالونات المشتعلة والبالونات المتفجرة التي عادت إلى حياتنا تثبت الثمن الباهظ الذي يدفعه "سكان" "غلاف غزة" و"سديروت"، مع عدم وجود حل لمواجهة "التنظيمات الإرهابية" في غزة"، وفق كلام المشاركين في المنتدى.
وأضافوا إن "روتين حياتنا يُخرق مجددا عبر تفجيرات تصمّ الآذان، حرائق وإطلاق صاروخي بشكل دائم ومتواصل، كل ذلك في ذروة أزمة صحية واقتصادية".
كما وصفت "يديعوت"، حسب قول المستوطنين إن "البالون المتفجر مثل الصاروخ، إطلاق البالونات يمثل تصعيدا أمنيا، نحن نطلب من حكومتنا وضع الخلافات جانبا وتوفير الأمن الدائم لعشرات الآلاف في "غلاف غزة" و"سديروت".
من جهته أكد مسؤول المكتب الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، أن إغلاق المعابر التجارية ومنع ادخال مواد البناء وإجراءات تشديد الحصار التي يفرضها الاحتلال هي سياسات عدوانية لن تكسر روح الصمود الوطني الفلسطيني ولن تحد من عزيمة الشعب الفلسطيني.
وقال شهاب في تصريح صحفي صباح اليوم الثلاثاء: "إن الحصار ليس قدراً علينا، ولن يسمح أبداً بتحول الحصار إلى واقع مفروض على غزة، مشيرًا إلى أن غزة الأبية بكل ما تملك من قوة إرادة لن تستسلم تحت وقع الحصار والعدوان.
وأضاف شهاب: "على العالم كله أن يدرك أن بمقدور الشعب الفلسطيني قلب الطاولة في وجه مؤامرات الحصار والعدوان ولن يقايض حقه في الحياة الحرة الكريمة بذرة من تراب وطنه المقدس، ولا بحق من حقوقه الثابتة، ولا بسعيه من أجل تحقيق الحرية لأسراه في سجون الاحتلال".
وفي وقت سابق اليوم، حملت حركة حماس يوم الثلاثاء الاحتلال الإسرائيلي كافة النتائج والتداعيات المرتبة على إغلاقه معبر "كرم أبو سالم" التجاري مع قطاع غزة ومنع إدخال البضائع للقطاع.
واعتبرت حماس منع الاحتلال دخول البضائع إلى غزة سلوكا عدوانيا، وإمعانا في الجريمة بحق مليونَي فلسطيني في القطاع.
وشددت على "أن من حق أبناء شعبنا وأهلنا في غزة التعبير عن حالة الغضب، وإسماع صوتهم مجددًا إلى العالم، الذي لم يحرك ساكنًا إزاء استمرار هذه المعاناة وتفاقم أوضاعهم المعيشية والإنسانية.
وأكدت حماس "أن الفعل الشعبي واستخدام أدوات وأشكال النضال للتعبير عن حالة الغضب والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الحصار أمرا طبيعيا، ونتيجة طبيعية لسياسات الاحتلال العدوانية، وإحكام حصاره لقطاع غزة.
وجددت تأكيدها أن "المقاومة الفلسطينية التي لن تقبل بفرض هذا الواقع على أهلنا في غزة، لن تتخلى عن واجبها ودورها الوطني والقيمي والأخلاقي تجاه شعبنا وحماية مصالحه".