أكد القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، أن الإخلاص هو النتيجة الحتمية للفوز، والفلاح، والخلاص، منوهاً إلى أنه عندما نُضحي بشهواتنا الزائلة، حينها نستطيع أن نحرز النصر على أعدئنا، ونحقق آمال شعبنا، وأهدافه بالحرية والعودة.
جاء ذلك في خطبة صلاة عيد الأضحى، في مسجد الزبير بن العوام، بحي الجنينة شرقي مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
وقال المدلل:" إنه يوم عيد سعيد.. يوم تكبيرٍ، وتسبيحٍ، وتهليلٍ، وتحميد.. يوم العطف على اليتامى والمساكين.. يوم التصدق على الثكالى والمحتاجين".
وأضاف "نحن اليوم نعيش يوماً شرّفه الله بشعائره، وخصه بمآثره.. إنه يوم التضحية والفداء.. يومٌ ابتلى الله فيه الخليل إبراهيم لما رأى فى منامه من يخبره بأن الله يأمره أن يذبح ولده.. أيُّ ابتلاءٍ أعظم من هذا الابتلاء، أن يُؤمر الوالد بذبح ولده".
وتابع المدلل يقول :"وما كان من أبي الأنبياء إبراهيم إلا أن يمتثل لأمر ربه، رغم صعوبة الموقف ومرارته على النفس.. إنها قمةُ الخضوع والاستسلام والطاعة".
ولفت إلى أن إبراهيم (عليه السلام) حمل سكينه وحبلاً، حتى لا يتحرك الغلام، ويُشفق عليه كأب، والغلامُ لا يعلم إلى أين هو سائر، أخبره إبراهيم: "يا بنيّ إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى؟"، ليُظهر الابن قمة الطاعة قائلاً: "يا أبتِ افعل ما تُؤمر، ستجدني إن شاء الله من الصابرين".
وبيّن المدلل أنه عندما يخضع الإنسان لأمر ربه، ويتجرد من هوى نفسه، وشهواتها، ويُحركه الإخلاص، فإن النتيجة الحتمية هى الفوز والفلاح والخلاص، قال تعالى: "فلما أسلما وتله للجبين، وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين، وفديناه بذبح عظيم".
وأشار إلى أن الله أمر جبريل أن ينزل بكبش عظيم من الجنة، ويفتدى به الذبيح إسماعيل، منوهاً إلى أنها النجاة الحقيقية لكل من يُضحي بشهواته وحياته من أجل عقيدته وكرامته.
وقال المدلل بهذا الصدد :" أما آن لأمتنا وللأنظمة الحاكمة أن تُدرك خطورة الخضوع لأمريكا و"إسرائيل" والتطبيع مع أعدائنا، وأن التضحية بالقدس والأقصى وفلسطين لصالح الكيان الصهيوني، لن يزيد أمتنا إلا ذلاً وهواناً وضياعاً وفقراً وانكساراً".
وشدد على أن يوم عيد الأضحى يجب أن يزيدنا طهارةً، ونزاهة، وتقوىً، ونحن نُقدم الأضاحي قرباناً إلى الله نتأسى بسيدنا إبراهيم وولده، قال تعالى: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها، ولكن يناله التقوى منكم".
كما شدد المدلل على أن الإخلاص لله فى جهدنا، وجهادنا، وتضحياتنا وانتمائنا إلى ديننا، وأرضنا المباركة، وقدسها، وأقصاها، عنوان العزة والكرامة.
واستعرض المدلل أهم المعاني التي يغرسها فينا عيد الأضحى، ومنها تعزيز وحدة شعبنا، وإظهار المشاعر النبيلة تجاه بعضنا البعض.. عندما يَعطفُ الغني على الفقير، ويَدعمُ القوي الضعيف.. وعندما يتواضعُ الحاكم والمسؤول لأبناء شعبه فلا يتعالى عليهم ليزدادوا ثقةً وأمناً وأماناً.. حينما تَشيعُ روحُ المحبةِ، والمودة، والتعاضد، وتتلاشى الخصوماتُ، والتفرقةُ، ويزول الانقسام.. عندما نُضحي بشهوة السلطة والكراسي الزائلة، حينها نستطيع أن نحرز النصر على أعدئنا، ونحقق آمال شعبنا، وأهدافه بالحرية والعودة، ولا تذهب تضحيات شعبنا سدىً".
المصدر/ وكالة شمس نيوز