دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، لاغتنام هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، لتعزيز قيم وأفعال الخير والعمل الصالح في المجتمع.
جاء ذلك في خطبة الجمعة، التي ألقاها الشيخ عزام، خلال افتتاح مسجد الحاج جريد أبوحليب، ببلدة القرارة شمال محافظة خان يونس، والذي أشرفت على بنائه وتجهيزه اللجنة الدعوية العامة لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وجمعية إقرأ الخيرية.
وقال الشيخ عزام :" أن نشهد أيام الخير، أيام ذي الحجة، فهذه نعمةٌ وفضل من الله، واجبنا اغتنامها وتعزيز الخير والعمل الصالح".
وأضاف " ونحن نعيش نفحات هذا الشهر المبارك، وهو من الأشهر الحرم، التي حرّم الحق تبارك وتعالى القتال فيها، ونهى عن الظلم والفساد، كما قال "فلا تظلموا فيهن أنفسكم.."، نتساءل: هل تحترم الحكومات العربية والإسلامية حرمة شهر ذي الحجة، أم أن العنف، والقتال، والسجون، والتعذيب، وقمع الناس، سيستمر بلا توقف؟!".
وأشار إلى أن العربي كان في الجاهلية يَلقى قاتل أبيه فيَكفُ عنه احتراماً للأشهر الحرم، فماذا نفعل نحن اليوم؟!، تساءل مجدداً.
ولفت الشيخ عزام إلى أن الفتن والحروب تشتعلُ اليوم على أسس طائفية ومذهبية، دون أدنى احترام للشهر الحرام.
ونوه إلى أنه على صعيد الأفراد، فإن القرآن الكريم يُحذّر، والنبى كذلك يُحذّر من العصبية العائلية والعشائرية، ونحن - بكل أسف- نرفض الالتزام، ونجري وراء أهوائنا، ومصالحنا، ومشاعرنا!.
ولفت الشيخ عزام في خطبته التي تابعها مراسل "شــمس نيوز "، إلى أنه في مثل هذه الأيام حج النبي (صلى الله عليه وسلم) حجة الوداع، وخطب خطبة الوداع التي هي أشهر وأهم خطبة في تاريخنا كله، استحضر خلالها أهم مبادئ الإسلام، وفي قلب تلك المبادئ صيانةُ النفس، وحُرّمة الدماء والمال والعرض، والصيغة مشهورة في تاريخنا، "إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا.. فلا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض".
وتحدث الشيخ عزام عن العمل الصالح، مبيناً أن مفهومه واسع جداً، ولا ينحصر في الصلاة والصيام فقط، بل يضاف لها الصدق، بر الوالدين، البعد عن الغيبة والنميمة، حب الخير للآخرين، السعي لتعزيز وحدة الأمة، تنقية القلب من الضغائن والبغضاء.. إلخ، مشدداً على أن هذا كله من العمل الصالح، الذي يحثُ النبى الكريم على الإكثار منه في هذه الأيام المباركة.
وكرر رسولنا الكريم التأكيد - وفق الشيخ عزام- على صون حرمة المسلم لأخيه المسلم، بقوله: "أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه، إن كل مسلم أخٌ للمسلم، وإن المسلمين إخوة، فلا يحل لإمرءٍ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه، فلا تظلمن أنفسكم.. اللهم هل بلغت".
وبيّن الشيخ عزام، أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بلّغ، ونشهدُ بذلك، لكن السؤال الموجع: هل نحترم كلامه الذي بلّغنا إياه، أم أننا نضعه وراء ظهورنا إذا تعارض مع مصالحنا وعائلاتنا وعشائرنا وطوائفنا؟!.
وأعرب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن ثقته من قدرة الأمة على العودة لدورها، لكن متى؟!، ليجيب على نفسه قائلاً :"سيتحقق ذلك عندما نتضامن، ونتماسك.. عندما نُصغي لما يقوله القرآن، ونعمل بهدي النبي العدنان".
بدوره، قال مسؤول اللجنة الدعوية العامة وجمعية اقرأ الخيرية وليد حلس، "إن هذا الافتتاح يأتي ضمن سلسلةٍ من الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها اللجنة الدعوية والجمعية في قطاع غزة".
وأوضح أن المسجد المُفتتح هو السابع من بين المساجد المفتتحة في محافظة خانيونس، والتاسع عشر في محافظات غزة؛ خلال الأعوام الثلاث الماضية.
وتوجّه حلس بالشكر والتقدير للمتبرعين والمحسنين من أبناء شعبنا المعطاء، ولكل من ساهم في اتمام وإعمار هذا الصرح المبارك.
ونوه إلى أنهم بصدد افتتاح المزيد من المساجد في قطاع غزة خلال الفترة المقبلة إن شاء الله، داعياً أهل الخير للتبرع والمشاركة في إتمام و إعمار بيوت الله عز وجل، لأنها من أفضل الصدقات الجارية، وأعظمها للمرء المسلم في الدنيا والآخرة.