أكد رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الدكتور محمد الهندي، أن السلطة الفلسطينية في اختبار جدي أمام واقع الضم، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات جدية في مواجهة مخططات الاحتلال "الإسرائيلي" والادارة الأمريكية.
وأوضح د.الهندي خلال ورشة الحوارية إلكترونية نظمها مركز رؤية للتنمية السياسية عبر تطبيق البث المباشر "زوم"، مساء الخميس، أن هناك مخاطر حقيقية تمس القضية الفلسطينية، مبينًا أن الحوار بين "إسرائيل" والإدارة الأمريكية يدور حول شكل وحجم وتسويق الضم وليس مبدأ الضم.
وقال د.الهندي، إن "اسرائيل" والادارة الأمريكية قررتا انهاء مصير الضفة الغربية والقدس المحتلة بدون اي شريك فلسطيني، مبينًا في الوقت ذاته أن هذا الظرف ملائم لطبيعة الوضع العربي والاقليمي لـ"إسرائيل" لتنفيذ المخطط الصهيوني.
وأضاف أن "إسرائيل" تكرّس الضم بشكل يومي على الأراضي الفلسطينية من خلال الاستيطان وغيرها من الوسائل بما يمنع أي تطور كيان فلسطيني في الضفة الغربية نحو أي شكل من أشكال السيادة الحقيقية، موضحًا أن الوقائع على الأرض هي التي تحكم مستقبل المفاوضات القادمة.
واستدرك د. الهندي: "هناك احتمال أن يتخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شروط الاجماع الإسرائيلي على خطة الضم نتيجة لحسابات انتخابية بحتة لها الأولوية التي سيخوضها ترامب".
وعلى صعيد مواجهة المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، شدد على السلطة اتخاذ خطوات جديدة لمواجهة الاحتلال كما فعل الرئيس الراحل ياسر عرفات، إضافة إلى تحويل حوار (الرجوب-العاروري) إلى بناء جديد يهدف لإنشاء مرجعية وطنية تتصدي لصفقة القرن وخطة الضم، إلى جانب تفعيل المقاومة الشعبية، مشيرًا إلى أن عودة السلطة للمفاوضات مع "اسرائيل" يعطيها فرصة لتكريس مخطط الضم".
وحول إجراءات السلطة الفلسطينية، أكد "أنها هذه المرة كانت أكثر جدية واستشعارا للمخاطر وأكثر جدية في انسحابها من اتفاقاتها مع الاحتلال، مشيرًا إلى أن عودة السلطة للمفاوضات مع "اسرائيل" يعطيها فرصة لتكريس واقع الضم، إلى جانب أنه يعطي مظلة لتحالف بعض الأنظمة العربية للتساوق مع الاحتلال".
كما شدد د. الهندي على أن الموقف الفلسطيني من صفقة القرن وخطة الضم هو "طرف الخيط" هو موقف اجماع فلسطيني سواء من قبل الفصائل الفلسطينية الرافض لصفقة القرن ورفض خطة الضم والتعهد للتصدي لها .
وحول الدور الأوروبي، أكد د. الهندي أن أوروبا تشهد غياب التماسك الداخلي بين دول الاتحاد الاوروبي خاصة عقب جائحة كورونا، لافتًا أن دورها كان هامشيًا وأصبح أكثر هامشية وضعفًا في المرحلة الحالية.
وتطرق د.الهندي، إلى التحالفات السرية العربية مع الاحتلال بزعم ما يسمى مواجهة العدو المشترك الجديد، مشددا على أن الوضع الاقليمي والدولي يستوجب على الفلسطينيين المضي قُدمًا بعيدًا عن الحسابات الصغيرة لتماسك الوضع الداخلي المشترك، والعودة إلى الوحدة الوطنية وحماية الحقوق والثوابت الفلسطينية.
ولفت أن إدراج خطة الضم داخل برنامج حكومة "نتنياهو- غانتس" يوضّح أن جميع "الإسرائيليين" يتبعون إلى اليمين "الاسرائيلي" فيما يتعلق بالتعامل مع القضية الفسطينية.