أجمع مؤتمرون من قادة في فصائل المقاومة الفلسطينية وشخصيات وتيارات فكرية وسياسية واتحادات مهنية عربية وممثلين عن مكونات العمل على ضرورة بناء استراتيجية شاملة لإسقاط خطة الضم وصفقة القرن الأمريكية.
وانعقد "الملتقى العربي: متحدون ضد صفقة القرن وخطة الضم" عبر تقنية الفيديو في تحدٍ للمشروع الصهيو - امريكي الذي يسعى الى تجزئة الأمة، وتقسيم كياناتها الوطنية، ليتمكن من تنفيذ كل مخططاته الرامية الى نهب موارد الأمة وتعطيل مشروعها النهضوي وضرب مقوماتها الروحية والمادية.
وأكدت الكلمات كافة على أن "صفقة القرن" هي صفقة ميتة منذ لحظة الإعلان عنها لأنها من طرفٍ واحد، مشددين على أن المشروع الصهيوني يتعدى خطره إلى كل المنطقة العربية والإسلامية.
من جانبه، قال رئيس الدائرة السياسية، وعضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور محمد الهندي، خلال كلمة له، أنه لا راهن على الوضع العربي والأوروبي في مواجهة مخططات الضم "الإسرائيلية"، وإنما نراهن على الشعب الفلسطيني وأحرار العالم.
وشدد الهندي، على أن "موقف أوروبا تجاه خطة الضم كان باهتاً وأقرب إلى التواطؤ"، قائلاً: "الرهان على الرباعية والمجتمع الدولي وحتى الانتخابات الأمريكية القادمة هو رهان لا قيمة له".
واوضح أن الجدل الذي يدور اليوم في كلاً من أوروبا وأمريكا وإسرائيل حول تداعيات الصفقة إنما هدفه هو حماية أمن ومصالح إسرائيل والحفاظ عليها كدولة يهودية ديمقراطية مهيمنة في المنطقة".
واعتبر الهندي أن " الجدل والنقاش القائم بين الأطراف المذكورة هو فقط من أجل بحث صيغ لتنفيذ خطط الضم ووضع مخارج لتسويقها على المجتمعين العربي والدولي ، دون أدنى اعتبار للحقوق الفلسطينية والعربية في فلسطين"، مضيفاً "أن قضية فلسطين ليست حقلا لتجارب الهواة والمهزومين والمفاوضين".
وأشار إلى انه لا يوجد إمكانية لمواجهة المؤامرات التي تعصف بالقضية الفلسطينية دون موقف عربي فلسطيني موحد".
وأوضح أن "الشعب الفلسطيني مدعوماً من قوى التحرر العربي وأحرار العالم، مستعداً لتفجير انتفاضة شاملة جديدة"،مؤكداً أن المقاومة ستستمر في فلسطين حتى تنقشع المؤامرة عن الشعب الفلسطيني".
من ناحيته لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له إلى أن أمريكا تملك أن تعلن ما تريد، لكنها لا تستطيع فرض وسلب فلسطين من أهلها.
وقال الشيخ قاسم إن "اتحادنا حول فلسطين أعاق خطط "إسرائيل" والمستكبرين، ودعم المقاومة واستمراريتها، وعزَّز الأمل بالتحرير"، وأضاف "إنّ اتحادنا عطَّل ويعطل خيارات المحتل ومعه أمريكا".
وأكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني وتضحياته هي التي منعت رسم حدود الدولة الغاصبة، وحمت الحق للأجيال، وأبقت قضية القدس وفلسطين حية.
بدوره، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى بناء استراتيجية شاملة، وخطة شاملة لتحقيق هدف محوري في هذه المرحلة، وهو إسقاط خطة الضم وصفقة القرن على طريق تحرير كل التراب الوطني الفلسطيني لكل فلسطين من البحر إلى النهر، وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وديارهم التي هجروا منها، وتحرير كل أسرانا من سجون الاحتلال الصهيوني.
ودعا هنية خلال كلمته في الملتقى، الأحزاب العربية والإسلامية المشارِكة فيه إلى بناء شراكة استراتيجية مع الشعب الفلسطيني للتصدي لهذا الخطر الكبير الذي لا يقتصر خطره على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، فالمشروع الصهيوني يتعدى خطره إلى كل المنطقة العربية والإسلامية.
يشار إلى أن ست هيئات عربية دعت للمؤتمر وهي (المؤتمر القومي العربي، المؤتمر القومي - الاسلامي، المؤتمر العام للأحزاب العربية، اللقاء اليساري العربي، الجبهة العربية التقدمية، مؤسسة القدس الدولية)، حيث سيستمر المؤتمر على مدى يومي السبت والأحد في 11 و 12 تموز/يوليو الجاري.