أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسف موسكو إزاء إعلان وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر عن نجاح البنتاغون في "ردع" روسيا والصين خلال العام الأخير.
وقال لافروف في أعقاب محادثات افتراضية مع وزراء خارجية مصر وجنوب إفريقيا والكونغو: "تصريحات مارك إسبر، لا أرى فيها شيئا يستحق التعليق، وإذا كان يعتبر ردع روسيا والصين أهم أولوية لوزارته، فإن ذلك يعكس الفلسفة التي تتبعها الإدارة الأمريكية الحالية التي تغمرها في الواقع الرغبة في ردع كل واحد باستثناء نفسها".
ووصف لافروف تصريحات إسبر بالـ"محزنة"، خاصة وأنها تتناقض مع الموقف التقليدي القاضي بأن المسؤولين العسكريين يتعاملون مع القضايا التي قد تؤدي إلى نشوب نزاعات بحذر وحيطة أكبر من السياسيين.
وأعرب عن ثقته بأن هدف هذا النهج الأمريكي يكمن في التخلص من كل ما يحد من حرية تصرفات الإدارة الأمريكية لمنحها الحصانة من أي عقاب على الصعيد الدولي، مشيرا بهذا الصدد إلى انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من سلسلة معاهدات دولية مهمة، بما في ذلك معاهدة التخلص من الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى ومعاهدة السماء المفتوحة ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتابع: "مثل هذا النهج والفلسفة لوزير الدفاع يستدعي أسفنا لأننا معنيون بطبيعة الحال بتطوير الحوار الطبيعي مع جميع الدول بما فيها الولايات المتحدة".
شن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (FBI)، كريستوفر راي، هجوما حادا على الصين، واصفا إياها بأنها أكبر خطر على الأمن القومي للولايات المتحدة.
وقال راي، أثناء ندوة حوارية أجريت في "معهد هادسون" أمس الثلاثاء إن خطر التجسس الصيني يشكل "أكبر تهديد طويل الأمد" للولايات المتحدة في مجال المعلومات والممتلكات الفكرية والاقتصاد، مضيفا: "هذا يمثل تهديدا لأمننا الاقتصادي وعلى نطاق أوسع لأمننا القومي".
من جهة أخرى، اتهم مدير FBI الصين بشن حملة واسعة النطاق لتكدير صفو الحياة الأمريكية، وألقى باللوم على حكومة بكين في سرقة البيانات الشخصية لنحو 150 مليون مواطن أمريكي جراء عملية الاختراق التي استهدفت عام 2017 وكالة Equifax للتصنيف الائتماني للأفراد، محذرا من أن هذا الهجوم لم يكن الوحيد من نوعه على ما يبدو.
وزعم راي على أن الشعب الأمريكي أصبح "ضحية سرقة واسعة النطاق من قبل الصين"، واصفا ذلك بأنه "إحدى أكبر عمليات نقل الثروات في تاريخ البشرية".
وتابع: "إذا كنت أمريكيا بالغ السن فإن الصين قد سرقت على الأرجح بياناتك الشخصية".
ولفت إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالي يفتح الآن قضية جديدة ذات صلة بالتجسس الصيني المزعوم كل عشر ساعات، مشيرا إلى أن نحو 50% من إجمالي عدد القضايا المتعلقة بمكافحة التجسس التي يعمل عليها FBI حاليا يتعلق بالصين.
وحمل راي السلطات الصينية المسؤولية عن إطلاق حملة تستهدف المواطنين الصينيين المقيمين في الخارج لاعتبارهم تهديدا لحكومة بلادهم، ومحاولة إجبارهم على العودة.
ولفت مدير FBI إلى أن العمليات الاستخباراتية الصينية المزعومة تشمل الدفع باتجاه خيارات تناسبها في انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، قائلا: "ليس التهديد خاصا بالانتخابات، إنه تهديد قائم على مدار العام، وفي كل وقت. لكنه بالتأكيد يحمل تداعيات على الانتخابات، وبالتأكيد لديهم تفضيلات تتماشى مع ذلك".