يوافق، الثامن من يوليو/تموز، الذكرى السنوية السادسة للعدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة صيف 2014، والذي استمر على مدار 51 يومًا، شن خلالها الاحتلال برا وبحرا وجوا، ما يصل إلى 60 ألفا و664 غارة على مناطق متفرقة من القطاع.
وبدأ العدوان على غزة فعليا، باستهداف طائرات الاحتلال نفقا للمقاومة في محافظة رفح؛ ما أدّى لاستشهاد سبعة مقاومين من كتاب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ثم ردت فصائل المقاومة بإطلاق رشقات صاروخية على المستوطنات المحاذية.
جاء العدوان في الظاهر وكأنه رد فعل على قصف متبادل مع المقاومة الفلسطينية إثر تفجر الأوضاع في غزة الضفة الغربية بعد خطف مستوطنين الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس المحتلة يوم 2 يوليو/تموز 2014 وتعذيبه وحرقه.
ومنذ بداية هجوم "إسرائيل" على غزة تبين أن الهدف هو تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية، وبنية القطاع التحتية ومنازل المواطنين، لكن ذلك لم ينجح، حيث دمر القصف "الإسرائيلي" للقطاع 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى.
وتسببت العدوان "الأطول والأعنف"، باستشهاد (2322) فلسطينيا بينهم (578) طفلا (1شهر- 16عاما)، و489 امرأة (20-40 عاما)، و102 مسن (50-80 عاما)، وفق إحصاء رسمي صدر عن وزارة الصحة الفلسطينية.
كما استدعت "إسرائيل" 40 ألفًا من قوات الاحتياط أولى أيام العدوان، وارتكب "جيش الاحتلال"، منذ اليوم الأول للعدوان 144 مجزرة بحق عشرات العائلات الفلسطينية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، رصدتها اللجنة العربية لحقوق الإنسان (منظمة إقليمية)، التي ذكرت منها:
- مجزرة الشجاعية: في 20 يوليو، قصفت المدفعية "الإسرائيلية" الحيّ المقتظ بالسكان بشكل عشوائي ومكثف، راح ضحيته نحو 74 شهيدا، بينهم 17 طفلا، فيما جرح مئات الفلسطينيين، وفق تقارير إعلامية.
- مجزرة المدرسة: في 24 يوليو، استهدفت إسرائيل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، شمالي القطاع، أسفرت عن استشهاد نحو 16 من النازحين، وجرح المئات، بينهم أطفال ونساء ومسنون.
- مجزرة سوق الشجاعية: في 30 يوليو، خلال هدنة أعلنتها "إسرائيل" آنذاك لمدة 4 ساعات، قصفت بالمدفعية سوق "البسطات" بالشجاعية، ثم أعادت قصفه بعد تجمع الأهالي، ليسفر عن استشهاد 17 مواطنا، بينهم صحفي، ومسعفان، وإصابة أكثر من 200 آخرين، بحسب مصادر طبية.
- مجزرة رفح: في 1 أغسطس/ آب، خلال فترة تهدئة معلنة، شنت الطائرات "الإسرائيلية" غارات مكثفة على مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 200 فلسطيني، وفقدت نحو 23 عائلة ثلاثة أفراد فأكثر من أبنائها خلال القصف.
وأطلقت "إسرائيل" مُسمى "الجرف الصامد" على عمليتها العسكرية الثالثة على القطاع، بزعم وقف إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه المستوطنات، فيما أطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي "البنيان المرصوص" على عملية تصديها للهجوم "الإسرائيلي" إلى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية والذين سطروا أروع صور الملاحم والبطولات.
وأظهرت مختلف الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية قدرة قتالية على مدى أيام العدوان بشكل لم يتوقعه الاحتلال الإسرائيلي ، وردت الفصائل كافة بقصف المستوطنات المتاخمة للقطاع، قبل أن يتوسع قصفها ليطال عشرات المدن الرئيسية والقرى والمستوطنات داخل فلسطين المحتلة، مثل القدس وتل أبيب ومطار "بن غوريون" واللد وأسدود وحيفا، وصولا إلى مناطق البحر الميت وبئر السبع.
وفق إحصائية للمقاومة الفلسطينية، في عملياتهتا ضد قوات الاحتلال أسفرت عن مقتل نحو 140 ضابطًا وجنديًا، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 71 منهم ، وبـ 1620 جريحًا، فيما خرج من الحرب 322 منهم بإعاقة، وهروب 292 جندي من الخدمة العسكرية خلال معركة "البنيان المرصوص"، فيما أصيب 3000 جندي مصاب بصدمات نفسية جراء المعركة، فضلا عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي وصلت إلى 560 مليون دولار في قطاع السياحة، و370 مليون دولار وغيرها.
وفي 20 يوليو/ تموز وخلال العدوان، أعلنت كتائب القسّام، عن أسر جندي "إسرائيلي" يدعى "آرون شاؤول"، خلال تصدي مقاتليها لتوغل بري لقوات الاحتلال، في حي التفاح، شرقي مدينة غزة.
كما أعلنت حكومة الاحتلال، في 1 أغسطس/ آب، عن فقدان جندي آخر في مدينة رفح، قالت كتائب القسام في وقت آخر إنها قامت بأسر جندي خلال عملية عسكرية شرق محافظة رفح.
وما زال الجنديان، إلى جانب مستوطنين "إسرائيليين" آخرين دخلا القطاع بالخطأ، في فترة لاحقة، في قبضة "حماس"، وترفض الحركة الكشف عن مصيرهم قبل موافقة حكومة الاحتلال على إبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وفي 26 أغسطس/آب 2014، توصلت "إسرائيل" والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برعاية مصرية، إلى هدنة أنهت حرب الـ"51" يوماً.