شرعت مجموعات من المستوطنين في نصب خياما فوق أراض بملكية خاصة للفلسطينيين في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، وذلك تمهيدا لوضع اليد عليها ومصادرتها، علما أن هذه الأراضي تقع بتخوم الكتل الاستيطانية.
ونصب مستوطنون خيمة استيطانية في منطقة قريبة من خربة الفارسية احمير شرق محافظة طوباس، وخيمة في أراضي بلدة بتير غرب بيت لحم.
وأفاد مزارعون أن مستوطنين شرعوا ببناء الخيمة قرب الخربة وتبعد عن مساكن المواطنين ما يقارب 400 متر.
وأضافوا أن المستوطنين يهدفون لإغلاق مئات الدونمات أمام الفلسطينيين وخاصة الأراضي التي أقيمت عليها الخيمة.
وتشهد خربة الفارسية في منطقة واد المالح شرق مدينة طوباس، موجة جديدة من عمليات الاستهداف الممنهج التي تهدف بالأساس إلى ضرب الوجود الفلسطيني في مناطق الأغوار، والسيطرة الكاملة على مقدرات المنطقة.
وفي ذات السياق، أفاد حقوقيون في الأغوار أن طواقم "إسرائيلية" في خربة الساكوت تعمل على تمديدات سطحية أرضية بجانب الطريق المؤدي إلى الساكوت دون معرفة الأسباب وسط تخوف السكان من إغلاق المنطقة مجددا.
وتتعرض عدة مناطق في الضفة الغربية وخاصة في الأغوار والقرى المحاذية للمستوطنات لهجمة متواصلة، بهدف مصادرة مزيد من الأراضي وشق طريق استيطانية وتهجير السكان.
وحسب وسائل إعلام "إسرائيلية" فإن خطة الضم ستحول 43 قرية يعيش فيها أكثر من 110 آلاف فلسطيني (غالبيتهم في غور الأردن) إلى جيوب معزولة ومحاصرة من كافة الجهات بجدار الفصل العنصري.
بدوره، حذر الباحث في قضايا الأغوار والمختص في الاستيطان عارف دراغمة، من خطورة مشروع الضم على ما تبقى من أراضي فلسطينية وخاصة في منطقة الأغوار التي ستدفع ثمن صفقة القرن بسيطرة الاحتلال على أكثر من 51 ألف دونم من أراضي المواطنين الزراعية.
وأوضح دراغمة ان الخطة ستقضي على 46 ألف دونم من الحدود مع الأردن تضاف الى 400 ألف دونم يسيطر عليها الاحتلال في الأغوار بذريعة استخدامها مناطق عسكرية مغلقة.
وأشار دراغمة الى أن 80% من أراضي الأغوار باتت تحت سيطرة الاحتلال وسيؤدي مشروع الضم لإغلاقها ببوابات من الجهات الشمالية الشرقية والجنوبية.
من جانبه، قال رئيس بلدية بتير تيسير قطوش، إن مجموعة من المستوطنين اقتحمت منطقة "الخمار" شرق البلدة ونصبت خيمة فيها.
وأشار قطوش إلى إن هذه هي المرة الثانية التي ينصب فيها المستوطنون خيمتهم في هذا الموقع في غضون أقل من أسبوع، مشيرا إلى أن مواطنين من البلدة كان تصدوا لهم يوم الجمعة الماضي، بعد نصبهم لخيمة في نفس الأرض وأحاطوها بأسلاك، قبل أن يتم طردهم.
وأوضح قطوش أن منطقة "الخمار" واحدة من المناطق المستهدفة وتتعرض لاعتداءات متكررة من المستوطنين، حيث سبق وأن شقوا عام 2018 طريقا استيطانية فيها ونصبوا خيمة، مؤكدا أن المنطقة تعد متنفس البلدة الوحيد من حيث التوسع العمراني.
إلى ذلك، شارك عشرات المواطنين في بلدة بديا قضاء سلفيت، ، بفعالية شعبية منددة باعتداءات المستوطنين ومحاولة الاحتلال السيطرة على أراضي المواطنين في البلدة.
وجاءت فعالية اليوم على أراضي "خلة حسان" الواقعة في أراضي بلدتي بديا وسنيريا، ردا على إرهاب المستوطنين في المنطقة، والمتمثل بالاعتداء على المزارعين وإطلاق النار عليهم.
وشدد المواطنون على ضرورة عدم ترك الأرض مستباحة للمستوطنين، ومنع إقامة أكبر مستوطنة في المنطقة.
بدوره، ناشد رئيس بلدية بديا أحمد أبو صفية أهالي البلدة والفعاليات الشعبية في المحافظة للاستمرار في التصدي لهذا العدوان، في سبيل الدفاع عن الأرض والإنسان لأن المعركة مع المحتل معركة وجود.
ويوجد في سلفيت 18 تجمعا فلسطينيا مقابل 24 مستوطنة ما بين سكنية وصناعية، وتبلغ نسبة الأراضي المخصصة للبناء الفلسطيني في المحافظة حوالي 6% فقط من المساحة الإجمالية، مقابل 9% لصالح المستوطنين.
ويعمل الاحتلال على توسعة المستوطنات وربطها بشبكة مياه وكهرباء وصرف صحي، ليشكل تكتلا استيطانيا يسيطر على مساحة تصل إلى 70% من أراضي سلفيت.
وتعتبر أريئيل، من أكبر المستوطنات في الضفة الغربية، والتهمت آلاف الدونمات من أراضي المواطنين كما أن الاحتلال يسعى لضمها للسيادة الإسرائيلية ضمن مخطط يشمل الأغوار وعدد من المستوطنات المقامة على أراضي الضفة والقدس.
وتعد سلفيت المحافظة الثانية بعد القدس من حيث الاستهداف الاستيطاني، بهدف فصل شمال الضفة عن جنوبها، والهيمنة على المياه الجوفية في المحافظة.