قال خبير عسكري "إسرائيلي": إن "الأوساط الأمنية الإسرائيلية تخشى من سيناريوهات تتحدث عن حالة حرب، وعودة للعمليات الفلسطينية، على إثر خطة الضم الإسرائيلية، مقابل سيناريو تفاؤلي يتحدث عن منح الفلسطينيين تسهيلات اقتصادية تمنع اندلاع موجات عنف كبيرة".
وأشار روني دانيئيل في تقريره على القناة 12 العبرية، الذي ترجمته "عربي21" إلى أن "الجيش يتحضر للتبعات المترتبة على خطة الضم قبل أسبوعين فقط من بدء فرضها على الضفة الغربية، ويخشى كبار جنرالاته من إمكانية انفجار الموقف الميداني، بما في ذلك العودة إلى العمليات المسلحة، بما فيها إطلاق النار والعمليات التفجيرية".
وأكد أنه "رغم اقتراب الموعد المحدد لفرض الخطة وفقا لمواعيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فإن كبار ضباط الجيش يشكون من أنهم يعيشون حالة من الضبابية تجاه الخطة، ولا يحصلون أولا بأول على أهم تفاصيلها وبنودها، ولا يعلمون الأراضي التي ستشملها خطة الضم، وما الذي سيحصل بالضبط الشهر القادم".
وأوضح أن "الانطباع السائد في إسرائيل أن خطة الضم ستترك تأثيراتها المباشرة على الواقع الميداني مع الفلسطينيين، ما يدفع الجيش للتعامل مع عدة سيناريوهات متوقعة، أولها المظاهرات الشعبية العارمة، والثانية عمليات إطلاق النار ضد الجنود والمستوطنين، وثالثها وهو الأخطر من بينها، يتمثل في العودة للعمليات التفجيرية في الحافلات والمطاعم الإسرائيلية، وهو ما شهدناه في سنوات سابقة خلت".
وختم بالقول إن "الجيش الإسرائيلي يتداول سيناريو آخر يبدو متفائلا، وهو أن تمر الخطة بصورة هادئة نسبياً، وهذا السيناريو نابع من حقيقة أن هناك أكثر من مائتي ألف عامل فلسطيني يحصلون على مصادر دخلهم من إسرائيل، والوضع الاقتصادي في الضفة الغربية يبدو جيدا نسبيا".
بالتزامن مع هذه الاستعدادات العسكرية، كشف تقرير "إسرائيلي" أنه "عشية تنفيذ عملية الضم في الضفة الغربية وغور الأردن، يستعد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين لإجراء مباحثات مع عدد من رؤساء الدول العربية، وربما يلتقي بعدد منهم، بينهم مصر والأردن".
وأضاف روعي شارون وغيلي كوهين مراسلا هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني "الإسرائيلي"، في تقريرهما أن "هدف هذه المباحثات هو محاولة فهم كيفية نظرة الدول العربية إلى خطوة الضم المرتقبة، بجانب محاولة تخفيف حدة ردود الفعل المتوقعة على هذه الخطوة، في ظل ما يتمتع به كوهين من علاقات وثيقة جدا مع أوساط واسعة في المجتمع الدولي، خاصة مع زعماء دول الشرق الأوسط".
وأكد أنه "بينما يحذر رئيسا جهاز الأمن العام-الشاباك نداف أرغمان ورئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي، من التبعات المتوقعة لخطة الضم، وآثارها المترتبة على التصعيد الميداني، فإن كوهين يبدو أكثر تفاؤلا منهما".
وأشار إلى أنه "مع بدء العد التنازلي لتنفيذ الخطة أوائل يوليو، فقد تلقى الجيش الإسرائيلي تعليمات واضحة استعدادا لهذه الخطة، حيث يتحضر الجيش لجملة سيناريوهات، الأخطر منها هو الذهاب إلى نزاع مسلح مع الفلسطينيين، وخروج الأمور عن السيطرة، وقد أجرى رئيس الوزراء البديل، وزير الحرب بيني غانتس عدة لقاءات مع قيادة الجيش في الضفة الغربية، والفرضية السائدة أن الجيش يستعد لتنفيذ خطة الضم في الأسابيع القادمة".