لا تتوانى سلطات الاحتلال لحظة عن ملاحقة كل ما هو فلسطيني، من البشر والشجر والحجر، فحكومة الاحتلال تبذل جهوداً كبيرة لتسهيل عملية ضم المستوطنات ومنطقة الأغوار حيث باتت تكثف من ممارساتها الهادفة للتضييق على الفلسطينيين وذلك لإرغامهم على الرحيل عن أرضهم، وكان آخر هذه الممارسات إغراق الأسواق الفلسطينية بفاكهة البطيخ "الإسرائيلي" ما كبد مزارعي الأغوار خسائر فادحة تتمثل في تلف الأطنان من محصول البطيخ.
المزارع الفلسطيني محمد سليمان قال في حديثه لموقع "قناة فلسطين اليوم": مع بداية موسم البطيخ تفاجأنا بفيضان من البطيخ الإسرائيلي في الأسواق الفلسطينية، وكافة الصناديق المخصصة لتعبئة البطيخ كانت محجوزة من قبل الاحتلال للبطيخ الإسرائيلي".
وأوضح سليمان أن النقص الذي واجهه المزارعون في الصناديق المخصصة لتعبئة البطيخ تسبب بتلف ما يقارب من 60-70 % من منتوجاتهم التي بقيت في الأرض لعدم مقدرتهم على تعبئتها وتسويقها.
كما أكد أنه "منذ سنتين لم يشهد المزارعون ضرراً بهذا الحجم، مشيراً إلى أن هدف الاحتلال يتمثل في دفع المزارعين الفلسطينيين لترك أراضيهم المهددة بالمصادرة أصلاً.
وطالب سليمان في معرض حديثه الجهات المسؤولة وعلى رأسها السلطة الفلسطينية بدعم المزارع الفلسطيني ومنع دخول المنتجات الإسرائيلية للأسواق الفلسطينية بالإضافة لتشديد الرقابة على التجار الذين يشترون البطيخ الإسرائيلي، موضحاً أن المزارعين توجهوا بشكوى لوزارة الزراعة ولكنهم لم يلمسوا أي حلول لمشكلتهم.
وفي السياق ذاته أكد الناشط الفلسطيني فارس فقها، أن المزارع الفلسطيني محدود الإمكانيات كما أنه يعاني من صغر المساحات الزراعية مقارنة بالمساحات التي يسيطر عليها المستوطنون.
وأوضح فقها لموقع "قناة فلسطين اليوم": أن الإجراءات التي تتبعها سلطات الاحتلال للتضييق على المزارعين الفلسطينيين ليست جديدة ولكنها ازدادت في الفترة الحالية التي تسعى فيها حكومة الاحتلال لتنفيذ مشاريع الضم.
وفي ختام حديثه شدد على ضرورة أن تتخذ السلطة الخطوات الفعلية لمنع دخول المنتجات الإسرائيلية للأسواق الفلسطينية وألا تكتفي بالشعارات فقط.
بدوره قال مدير زراعة طوباس جعفر صلاحات : "إن الوزارة أصدرت تعليمات بتشديد الرقابة على الحواجز لمنع دخول البطيخ الإسرائيلي للأسواق الفلسطينية".
وأكد صلاحات في حديثه لموقع "قناة فلسطين اليوم" : أن الوزارة تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يخالف تعليماتها المتعلقة بمنع دخول البطيخ "الإسرائيلي".
وأشار إلى أن الوزارة تطبق بجدية الإجراءات التي من شأنها أن تدعم المزارع الفلسطيني إلا أنه بعد إعلان السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني فإن الوزارة لم تتمكن من إحكام الرقابة على مناطق "ب" و "ج".
وكانت حكومة الاحتلال قد أعلنت عن نيتها فرض السيادة الإسرائيليّة على مناطق في الضفة الغربية المحتلة في الأول من تموز المقبل ، وذلك في سياق تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتسوية الصراع الفلسطيني – "الإسرائيلي" والقضية الفلسطينية خارج إطار القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.