كشفت ورقة بحثية عن الفترة الزمنية التي بعدها لا يصبح مريض فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" قادرا على نقل العدوى لغيره، مما يحمل خبرا مطمئنا أن المصابين لا يستمرون في نقل العدوى بالفيروس المسبب لمرض "كوفيد-19" بعد تعافيهم.
الورقة البحثية أصدرها المركز الوطني للأمراض المعدية وقسم أطباء الأمراض المعدية في أكاديمية الطب، في سنغافورة. ووفقا للورقة فإنه بعد "7 – 10 أيام" من ظهور الأعراض لا يصبح المريض قادرا على نقل العدوى للآخرين.
وقال الباحثون إن فترة الحضانة لفيروس كورونا المستجد (أي الفترة من التقاط العدوى حتى ظهور الأعراض) هي في المتوسط خمسة أيام. ويمكن أن تتراوح بين 2-14 يوما.
وأضافوا أن الأعراض الأكثر شيوعًا لعدوى فيروس سارس كوف 2 هي:
1- الحمى.
2- السعال الجاف.
3- التعب.
4- ضيق التنفس.
5- الارتعاش.
6- التهاب الحلق.
7- آلام العضلات.
8- فقدان القدرة على الشم.
9- الصداع.
وقال الباحثون إنه بناء على البيانات المتراكمة منذ بداية جائحة "كوفيد-19" فقد تبدأ الفترة المعدية لفيروس سارس كوف 2 لدى الأفراد الذين يعانون من الأعراض من نحو يومين قبل ظهور الأعراض، وتستمر الفترة المعدية التي يكون فيها الشخص المصاب قادرا على نقل العدوى لآخرين لمدة 7-10 أيام بعد ظهور الأعراض.
وينخفض التكاثر الفيروسي النشط بسرعة بعد الأسبوع الأول، ولم يتم العثور على فيروس قابل للحياة بعد الأسبوع الثاني من المرض على الرغم من استمرار الكشف عن الحمض النووي الريبي للفيروس باستخدام اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل "بي سي آر" (Polymerase chain reaction). وهذه النتائج مدعومة ببيانات وبائية وميكروبيولوجية وسريرية.
وقال الباحثون إنه بناء على ذلك يمكن أن يتم التركيز على اختبار الأشخاص الذين يعانون من أعراض تنفسية حادة والذين يشتبه بإصابتهم بكوفيد-19.
ويعتقد الخبراء أن النتائج يمكن أن تقلل بشكل كبير من الوقت الذي يقضيه المرضى في المستشفيات ومرافق الرعاية، والموارد اللازمة لرعايتهم.
بروتوكول جديد
وأعلنت مؤسسة حمد الطبية في قطر اليوم الخميس عن بروتوكول جديد يتم بموجبه التعامل مع المرضى المصابين بفيروس كورونا "كوفيد-19" الذين تجري ملاحظتهم في مرافق المؤسسة حاليا، يتضمن إخراج غالبية المرضى المصابين بالفيروس من مرافق الرعاية الصحية بعد 14 يوما من تاريخ الحصول على أول مسحة إيجابية للفيروس منهم.
وقالت المؤسسة في منشور على صفحتها على فيسبوك، إن هذا يكون مع اتباع تعليمات الفريق الطبي المختص بما في ذلك تحميل وتفعيل تطبيق "احتراز" على الهواتف الجوالة، كما يجب أن يبقوا في الحجر الصحي المنزلي دون مغادرة المنزل لأي سبب لمدة أسبوع إضافي، حيث إن كل من يخالف تلك الاشتراطات سيعرض نفسه للعقوبات طبقا لقانون العقوبات والوقاية من الأمراض المعدية وقانون حماية المجتمع.
وذكرت المؤسسة أنه قبل ذلك كان العديد من المرضى يبقون في المستشفى أو مرافق العزل لأكثر من 14 يوما، حيث إن خروجهم كان يتطلب أن تأتي نتيجة فحص "بي سي آر" سلبية مرتين قبل أن يسمح لهم بمغادرة المنشأة الصحية. وسيفيد البروتوكول الجديد هؤلاء المرضى من خلال تمكينهم من العودة إلى منازلهم وإلى حياتهم الطبيعية في أسرع وقت ممكن.
وقالت الدكتورة نعيمة المولوي اختصاصية الفيروسات بمؤسسة حمد الطبية إن البروتوكول الجديد لتسريح المرضى المصابين بكوفيد-19 يعتبر خطوة مشجعة نحو الأمام ويجعل دولة قطر تتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية وأحدث الأدلة العلمية التي تبين أنه بعد 10 أيام من المسحة الإيجابية الأولى لا يصبح غالبية مرضى "كوفيد-19" معدين من جديد ولا ناقلين للعدوى.
وأضافت أنه حتى الآن كانت إجراءات التسريح تتطلب من المرضى انتظار أن تأتي نتيجة مسحتين سلبيتين قبل أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، لكن قد تستغرق نتيجة الفحص السلبية أسابيع عدة لتظهر لدى بعض الأشخاص لأن الجسم لا يزال يحتوي على آثار للفيروس.
وأوضحت الدكتورة نعيمة المولوي أن قطر ستخطو خطوة إضافية وسيتم اعتماد فترة 14 يوما بين أول مسحة إيجابية ومغادرة المريض المستشفى.
وتنطبق سياسة التسريح الجديدة فقط على المرضى الذين لا يحتاجون إلى دعم طبي، في حين أن المرضى الذين لديهم أعراض تتراوح حدتها من المتوسطة إلى الشديدة والذين يتطلبون علاجا طبيا مستمرا فسيخضعون للرعاية في منشأة طبية حتى زوال أعراضهم.
وأوضح الدكتور ناصر الأنصاري رئيس قسم مكافحة العدوى في مستشفى حزم مبيريك العام (قطر) أنه بموجب السياسة الجديدة سيتم تسريح المرضى الذين لا تظهر عليهم أي أعراض بعد 14 يوما من التشخيص الأولي، أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة فيمكن وقف العزل بعد 14 يوما من التشخيص أو بعد ما لا يقل عن 5 أيام من زوال الأعراض "أيهما أطول".
وقال إن الأسابيع القليلة الماضية شهدت ارتفاعا في عدد المرضى الذين يتماثلون للشفاء التام من "كوفيد-19″، وهذا أمر مشجع للغاية ومن المتوقع أن يستمر العدد في التزايد في المستقبل القريب.
تعافٍ كامل
وأضاف الأنصاري أنه رغم أن بعض الأشخاص يمكن أن يصابوا بمرض حاد جراء الفيروس، فإن الغالبية العظمى من المرضى يتعافون بالكامل ولا يعانون سوى أعراض خفيفة.
ولفت إلى أن هناك أدلة واضحة من جميع أنحاء العالم تشير إلى أنه بعد 10 أيام من ظهور النتائج الإيجابية بالإصابة بالفيروس لا يصبح الأشخاص ناقلين للعدوى، وهذا يعني أنهم يمكنهم العودة إلى منازلهم وإلى حياتهم الطبيعية.