تخطط جماعات استيطانية متطرفة لتنظيم سلسلة بشرية حول البلدة القديمة في القدس المحتلة يوم الخميس المقبل في ذكرى ما يسمى بـ "يوم القدس" الذي يوافق ذكرى احتلال القدس عام 1967.
ويأتي التحضير لهذه السلسلة البشرية، تزامنًا مع التماس قدمته ما تسمى "جماعات الهيكل" المزعوم للمطالبة بفتح المسجد الأقصى المبارك أمام اقتحامات المستوطنين، ووسط تحذيرات مقدسية من تداعياتها.
وستنطلق السلسلة، التي ستكون بديلًا عن مسيرة الأعلام الاستفزازية التي ينفذها المستوطنون سنويًا في البلدة القديمة، من غربي القدس وصولًا إلى أسوار البلدة القديمة، ومن ثم الوقوف أمام أبواب الخليل، الجديد، العامود والزاهرة.
ووفقًا لخطة المستوطنين، فإن المشاركين في السلسلة البشرية سيقفون بمسافات متباعدة عن بعضهم مترين ونصف تقريبًا، ملتزمين بتعليمات وزارة الصحة الاسرائيلية المتعلقة بفيروس "كورونا"، وهم يحملون الاعلام الاسرائيلية بشكل يحيط البلدة القديمة، وستجوب سيارات وشاحنات الشوارع، حاملة سماعات موسيقية.
ومن المقرر أن تنتهي عند الساعة السادسة والنصف مساءً، حيث سيزحف المشاركون نحو حائط البراق للاحتفال بذكرى "يوم القدس"، وذلك بحضور كبار أعضاء الحكومة والكنيست والرئيس الإسرائيلي وعدد من المدعوين، على رأسهم السفير الأمريكي ديفيد فريدمان.
ولم تعقب شرطة الاحتلال حتى اللحظة لا بالرفض أو الموافقة على تنظيم السلسلة البشرية، وهذا ما دفع المستوطنين إلى تقديم اعتراض عبر المحكمة الإسرائيلية لدفع الشرطة إلى المصادقة وإصدار التراخيص المطلوبة لتنفيذها.
وتزامنًا مع ذلك، قدم ناشطون في "منظمات الهيكل" المزعوم الإثنين التماسًا للمحكمة العليا الإسرائيلية طالبوا من خلاله إلزام الحكومة بفتح ساحات المسجد الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين.
أطماع متطرفة
وتعقيبًا على ذلك، قال المختص في شؤون القدس جمال عمرو لوكالة "صفا" إن "منظمات الهيكل"، والبالغ عددها 28 منظمة لا تتوقف يومًا ما عن أطماعها ومساعيها الهادفة للسيطرة على المسجد الأقصى وإقامة "الهيكل" المزعوم مكانه مدعومة ماليًا وسياسيًا من حكومة الاحتلال.
وأوضح أن تلك المنظمات تصب كل حقدها على المسجد الأقصى، ودائمًا ما تتربص بالأقصى وتروج لبناء "الهيكل" مكانه، وتكثف دعواتها لأنصارها وعتاة المستوطنين لاستهدافه واقتحامه وتدنيس باحاته حتى في المناسبات اليهودية.
وأضاف أن الجماعات المتطرفة تتحدى بشكل سافر مشاعر الفلسطينيين والمسلمين في العالم، من خلال انتهاكها لحرمة الأقصى، لافتًا إلى أن لديها خطط تنفيذية جاهزة لغرض إقامة "الهيكل".
وحذر من تداعيات تنظيم سلسلة بشرية احتلالية على البلدة القديمة والمقدسيين، في وقت تحاصر فيه سلطات الاحتلال أبواب الأقصى والبلدة القديمة، ولا تسمح لأحد بالدخول إليها إلا سكانها.
وبين أن هذه الفعالية الاستفزازية تشكل كابوسًا أمنيًا على البلدة القديمة، نظرًا لما ستتخلله من انتشار عسكري مكثف بالمنطقة لتأمين وحماية المستوطنين المشاركين بالسلسلة.
وأشار إلى أن سيتم إغلاق المحال التجارية في البلدة وتقييد حركة تنقل المقدسيين الذي يعانون أوضاعًا مضاعفة مع تفشي فيروس "كورونا"، وانعدامًا اقتصاديًا وأمنيًا، بالإضافة إلى انعدام منظومة الحياة كليًا بالمدينة.
وتحشد "منظمات الهيكل" لتنظيم أكبر اقتحام للمسجد الأقصى فيما يسمى "يوم القدس"، والذي يوافق يوم الجمعة الـ 29 من شهر رمضان المبارك، حيث قدمت التماسًا للمحكمة العليا تطالب بفتح المسجد أمام الاقتحامات.
وجاء في الالتماس الذي قدمه المحامي إيتمار بن غفير أن "جبل الهيكل" مغلق أمام اليهود منذ عدة أسابيع، بينما يُسمح لموظفي ورجال دائرة الأوقاف الإسلامية بالتواجد والصلاة في المكان.
وزعم المحامي في الالتماس أن الإغلاق لساحات الحرم تم بموجب توافق غير قانوني بين "إسرائيل" والأردن، بحيث يتم منع اليهود من الصعود للمسجد الأقصى.
وأشار إلى أن" الاتفاق بين البلدين تم التكتم عليه، ويتعارض والقوانين الإسرائيلية التي تجيز حرية التنقل والصعود للمكان".
من جانبها، طالبت النيابة العامة الرد على هذه الادعاءات والالتماس بأبواب مغلقة بدواعي السرية ومواد استخباراتية، حيث وافق قاضي المحكمة على طلب النيابة التي استعرضت دوافع الإغلاق والتفاهمات بين إسرائيل والأردن حيال ذلك.
وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أعلنت نهاية آذار/مارس الماضي تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى كإجراء وقائي لمنع انتشار فيروس "كورونا" وحفاظا على حياة المصلين.
وحذرت شخصيات ومؤسسات مقدسية من توجهات إسرائيلية "خطيرة"، لتكريس سيادتها على الأقصى، مستغلة إغلاقه أمام المصلين، بحجة منع تفشي "كورونا".
وأكد الأردن على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ضيف الله الفايز عدم وجود أية اتفاقية مع "إسرائيل" بشأن إدارة الأقصى، مضيفًا أن إدارة أوقاف القدس هي التي قررت الإجراءات الوقائية في المسجد لمواجهة جائحة "كورونا" استنادًا إلى توافق مجلس أوقاف القدس.