بقلم : أحمد المدلل
لا تزال آثار النكبة الفلسطينية عام ١٩٤٨ حاضرة فى حياة الشعب الفلسطينى ... والرواية الفلسطينية تعيد إنتاج نفسها من جديد ... على مدار اثنين وسبعين عاما وشعبنا من نكبة الى نكبة ومن هجرة على طول اليابسة إلى هجرة وموت فى عرض البحار والمحيطات ومن مجزرة الى مجزرة ومن تضييق وحصار الى ما هو أسوأ ... جرائم تُمارس ضد الشعب الفلسطينى لا أول لها ولا آخر من الصديق والعدو والقريب والبعيد ..والحكاية مستمرة ...
وبالرغم من هذا كله وما نسمعه ونقرؤه لا يساوى مثقال ذرة من حقيقة ما يحدث على ارض الواقع ... الا ان الشعب الفلسطينى لم يتنازل عن حقوقه ولم يرفع الراية البيضاء ويعلن دائما تشبثه بفلسطينيته وحقوقه وثوابته التى قدّم ولا يزال من اجلها التضحيات الجسام ... وها هو يُشهر غضبه فى كل لحظة ويُعلن استمرار نضاله بكافة اشكاله ( الديبلوماسى والشعبى والعسكرى ) ولم يقبل المساومة ولن يخضع لواقع ظالم ارادت فرضه قُوى دولية وإقليمية داعمة للكيان الصهيونى وتريد لإسم فلسطين أن يتلاشى ليحل محله اسم اسرائيل ... وجاءت صفقة القرن الصهيوامريكية بالباطل تريد تثبيت اركان الكيان الصهيونى ليكون دولة طبيعية فى وسط العالم العربى والاسلامى ...
فى ظل انقسام سياسى زاد من الوجع الفلسطينى وأعطى الشرعية للعدو الصهيونى للإمعان فى جرائمه ضد شعبنا وارضنا ومقدساتنا ... وتطبيع عربى مع الاحتلال أراد أصحابه تدجين وكى وعى أمتنا لتقبل بالكيان الصهيونى ... وحالة التردد التى تصيب المجتمع الدولى الذى بصق على قراراتٍ اصدرها ووقع عليها بنفسه ... وهيمنة امريكية أراد ترامب ان يعيد من خلالها العالم الى عصر الفرعونية ينصّب نفسه الاله الذى لا معبود سواه- والعياذ بالله- يأمر فيُطاع ويفرض فيُتبع ... نعم ، اعلنا جميعنا الرفض المطلق لصفقة ترامب - نتنياهو ، لكن ما الفائدة ونحن الى هذه اللحظة لم نتفق على مشروع واحد لمواجهة الصفقة وردع الجرائم الصهيونية عن شعبنا ...
لم يبق لدينا وقت ، فالقدس أُعطيت عاصمة أبدية وموحدة للإحتلال ، وحق العودة سائر نحو الشطب بوقف الدعم للاونروا ، والاستيطان مستمر فيما ستشهد الايام القادمة جريمة ضم لاجزاء كبيرة من اراضى الضفة الغربية والاغوار ، وحصار ممنهج لفصل قطاع غزة عن الكينونة الفلسطينية ومحاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطينى ومقاومته، ماذ تبقى لنا ، ونحن ندور حول أنفسنا كمن يدور حول الرحى بلا فائدة ، ماذا ننتظر ، أن تُنزّل السماء علينا حرية وعودة ... لكان أحظى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كانت انتصاراته حدث فيها استشهاد لالاف الصحابة ودم ينزف وألم أصاب الرسول نفسه ...
شعبنا قدّم التضحيات الكبيرة حفاظا على الحقوق لا تفريطاً بها وواجبٌ علينا جميعا ان نحفظ لشعبنا ذلك فى ظل المؤامرات الكبيرة التى تتعرض لها القضية الفلسطينية ... وامام هذه الحيرة والخوف مما ينتظرنا جميعا ، أتساءل وبكل شفافية ، وجميعنا ندّعى حباً وخوفاً وحرصاً على ليلى - فلسطين - وليلى تُدرك جيدا الصادق منا والكاذب ... ما الذى يمنع حواراً بيننا للمكاشفة ومراجعة حساباتنا بتجرد بعيدا عن الشخصانية والمصلحة الذاتية والحزبية من اجل فلسطين القضية والهوية والشعب ، ما السبب الذى أذاق شعبنا الحصاد المرّ الذى يتجرعه صباح مساء ...
ولنتفق على صوغ مشروعٍ فلسطينى واحدٍ،نلتقى فيه على قواسم مشتركة تجمعنا، وننطلق موحدّين لنواجه خطرا داهما نراه بأعيننا رأى العين ...؟