نظمت حركة الجهاد الإسلامي في مدينة رام الله، استقبالًا حافلًا للأسير المحرر القائد جمعة عبد الله التايه، وذلك بعد انهائه الحجر المنزلي الذي فرض عليه في أعقاب الإفراج عنه من سجون الاحتلال الصهيوني وإنهاء محكوميته البالغة 18 عامًا ونصف.
وسار موكب الأسير المحرر التايه وسط مئات السيارات المكللة برايات حركة الجهاد الإسلامي والقوى الوطنية والإسلامية، وصور الأسير وأسرى بلدة كفر نعمة وشهدائها، من مدخل مدينة بيتونيا باتجاه مسقط رأسه بلدة كفر نعمة غرب مدينة رام الله، حيث أقيم مهرجان مركزي على ملعب البلدة.
وشارك في مهرجان الاستقبال جمع غفير من أبناء قرية كفر نعمة والقرى المجاورة، وذلك في مشهد وطني يعزز من مسار الفعل المقاوم ومباركته.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي، على أن هذا الحشد الكبير في هذا العرس الوطني بالاحتفال بالأسير المحرر جمعة التايه "أبو أسامة"، يدلل على تجديد المبايعة للمقاومة ومسارها.
وأشار القيادي في الحركة أحمد دار نصر، في كلمة ألقاها في المهرجان لتهنئة الأسير المحرر القائد التايه، أن حركة الجهاد الإسلامي تبارك للشعب الفلسطيني بحرية قائدها التايه، وأن هذا الاستقبال دليل واضح على أن الشعب الفلسطيني لن يكل ولم يمل الكفاح والنضال والجهاد، وأنه قادر على أن يقدم المزيد من ذلك.
وبين دار نصر، أن القضية الفلسطينية تمر بخطر محدق بعد أن بدأ المشروع الصهيوني بفرض السيادة على الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن ذلك يتطلب وحدة وطنية شاملة، وبرنامجي مقاوم يقوده الشعب صوب التحرر والتحرير. مؤكدًا على أن حركة الجهاد مستعدة لأن تلتحم مع أبناء شعبها في ملحمة التحرر ووقف خطط الصهاينة بل واقتلاعهم، وأن هذا الفعل لن يؤخرها بل ستكون سباقة لذلك.
ولفت، إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال هم على سلم أولويات حركة الجهاد الإسلامي، وأنها لن تتخلى عنهم وستفعل بمزيد من التضحية من أجل أن ينال كل أسير حريته.
وقدم دار نصر، التهاني والتبريكات المقدمة من الحركة وأمينها العام، للأسير المحرر القائد التايه، مثمنة موقفه على إتمامه أيام الحجر المنزلي في منزله في بيتونيا، وقضائه ال14 يومًا كاملة.
بدوره، أكدت القوى الوطنية والإسلامية، على أن روح النضال والجهاد حية في أبناء الشعب الفلسطيني، وأن هذه الروح قادرة على ان تزلزل أمن هذا الكيان إذ تجرأ على تطبيق مخططاته الاستيطانية.
وقالت في كلمة لها في مهرجان الاستقبال، أن المراهنة الحقيقية في مواجهة مشاريع التصفية هي على الشعب الفلسطيني وهو وحده من يستطيع إسقاطها.
وأشارت إلى أن حرية الأسرى واجبة على كل ذي ضمير حي، وأن كل الوسائل والطرق مشروعة في تحرير الأسرى، مطالبة المؤسسات الدولية بأن تسعى جاهدة في الإفراج عن الأسرى.
ومن جهته، أثنى الأسير المحرر القائد جمعة التايه، على هذا الحشد الكبير مقدمًا باقات الشكر والعرفان لكل من احتفى بالإفراج عنه من سجون الاحتلال.
وأكد، على أن هذه الجموع في استقباله، قد جسدت في روحه المحبة للشعب الفلسطيني، كما أن هذا الحشد قد أنساه ليالي الظلم في السجن، وكأنه لم يسجن بل ولد من جديد من رحم شعب يرفض الإطاحة بقضيته.
وأشار إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال، يبعثون رسال العز والكرامة لكل فرد فلسطيني، وأن أسمى مطالبهم هي أن تتحقق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام.
ودعا التايه كل ذي ضمير حي على أن يعمل بكل الوسائل المتاحة للإفراج عن الأسرى من سجون هذا الاحتلال الغاصب، مؤكدا على أن همة الأسرى عالية ولديهم ثقة حقيقية أن شعبهم لن يخذلهم في السجون.
وأشار إلى أن الأسرى لديهم عزيمة لن تهزها كيان الاحتلال، وأنهم عصيون على الانكسار، بل نزعوا مطالبهم من أنياب سجانيهم، وواجهوا وقاوموا بأمعائهم الخاوية، فحققوا الكثير من المطالب، واستطاعوا أيضا إرسال سفراء الحرية وإدخال الهواتف وغيرها الكثير من الوسائل التي تدلل أنهم كتلة واحدة تجبر الاحتلال على ما يريدونه.
وناشد الشعب الفلسطيني وفصائله وقيادته، على أن هناك أسرى في سجون الاحتلال قد أمضوا نصف عمرهم في السجون، كـ "علاء البازيان، كريم يونس، سعيد الطوباسي ومروان البرغوثي وثابت مرداوي ومحمد مرداوي وعبد الله العارضة وزيد بسيسي" ينتظرون الحرية، والاهتمام وتفعيل قضاياهم.
وأخيرا، قدم القائد التايه الشكر لكل القوى الوطنية والإسلامية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، وذلك بتأمين استقبال يليق بالأسرى، وترحم على شهداء الوطن وشهداء قرية كفر نعمة خاصة، وشهداء قادة الفصائل الفلسطينية وأمنائهم العاميون.
الجدير بالذكر أن الأسير المحرر التايه (50 عامًا) أحد أسرى حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكان قد أعتقل في أكتوبر من العام 2001، وحكم عليه بالسجن الفعلي 18 عامًا ونصف، بتهمة مقاومة الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى، إلى جانب اعتقال سابق له قضى خلالها سبعة سنوات في المعتقل، ويعتبر من أبرز قادة حركة الجهاد الإسلامي في المعتقلات، والذي استطاع تحويل فترة اعتقاله لطلب العلم والدراسة، فقد استطاع دراسة الدراسات العليا في المعتقلات، وله مؤلفات عديدة استطاع إتمامها خلال سنوات اعتقاله، وهو متزوج وله من الأبناء إثنين "أسامة" وكان عمره عام حين إعتقاله، و"نصر الله" الذي رزق به بعد إعتقاله بأشهر.