Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

همسة الى دعاة الواقعية والسلام مع الكيان الغاصب

فضائية فلسطين اليوم - فلسطين المحتلة

بقلم / د . يوسف الحساينة

مرة أخرى، وضمن المتابعة لممارسات وإجراءات كيان الاحتلال "الإسرائيلي" بحق شعبنا الأعزل، خاصة في ظل جائحة "كورونا"، أجد نفسي مضطرا لمخاطبة من يطلقون على أنفسهم "دعاةً للواقعية" في التعامل مع كيان الاحتلال الذي يتغذى ليل نهار على سموم وأحقاد الصهيونية العنصرية المتوحشة.

ولعل من نافلة القول، إن الفكر الصهيوني لا ينظر إلى الفلسطيني والعربي إلا مقتولاً أو أسيرا أو أجيراً (خادما).. فكرٌ يقوم على العنف والإقصاء ليس لكل ما هو فلسطيني وعربي وإسلامي فقط، وإنما لكل نبتة خير وحب وسلام وإنسانية في العالم بأسره!

فكيف لنا أن نصنع تعايشا مع من انغمسوا حتى أخمص أقدامهم في الكراهية والحقد والتوحش؟.. كيف لنا أن نسترجع حقاً أو أن نحفظ إرثاً، مع من ينظرون إلينا كفلسطينيين وعرب، (كما ورد في أدبهم وتراثهم الدموي)، أننا مخلوقات بدائية متخلفة لا تستحق الحياة، ولديها استعداد فطري للخيانة

والتنازل عن أرضها ووطنها وكرامتها مقابل حفنة من مال؟!.

ولنستحضر هنا، ما قاله أحد كتّابهم (ليزهار سميلانسكى)، عن العرب: "إنهم قذرون.. جبناء.. أنذال.. أشبه بالحيوانات، لا علاقة لهم بأرضهم".

فيما قال آخر بعد عودته من حرب بيروت عام 1982: "عندما عدت من إجازتي إلى وحدتي التي تقاتل، بادرني (بوعز) بالسؤال: كيف كانت الإجازة؟. قلت له : إن والدتي بكت كثيراً لأنني لم أحضر لها رأس أحدهم (يقصد العرب).. والدتي بكت كثيرا لأنني لم أقتل المزيد.."!

بينما قال آخر منهم متعطشٌ للدماء والقتل ومسكون بالكراهية، ويدعو إلى حرب إبادة للفلسطينيين: لو كنت قائدا لجيشنا الأسطوري، لزرعت الموت والدمار في كل المنازل والشوارع في كل المساجد والكنائس، سنسفك الدماء الكثيرة للأطفال والنساء والشيوخ!.

وهذا المأفون رابين الذي يترحم عليه البعض ويمدحونه، لأنه صنع (السلام المدنس)، يقول في حديث له مع مجلة فرنسية عام 67، إن العربي والفلسطيني، لا يقرأ ولا يتعلم ولا يفكر ولا يحلم ولا يحارب، حسبه أن يمتلك بعض المال ليصرفه على رغباته!.

اليهودي يا سادة في الفكر الصهيوني هو المتفوق المتعلم النقي المبدع والأحق بالعيش واستغلال العالم، لذلك فكل ما يقوم به من قتل وتشريد ومصادرة وتهويد وتآمر على شعوب العالم مقبول بل واجب!.

كيف يمكن إقامة حالة من السلام والتعايش، مع حركة عنصرية تؤمن بالتوحش، وتتلاعب بالحقائق التاريخية وتعتمد على أسلوب ونهج استئصال الفلسطيني، من أرضه وسرقة تراثه وتاريخه وتشويه صورته وإذلاله والتنكيل به؟.

كيف لعاقل أن يقنع نفسه والآخرين، أنه يستطيع أن يقيم سلام مع من يدرسون أطفالهم كل صباح أسفار التوراة، التي تمجد وتُعلي من شأن "يوشع بن نون"، وكيف أنه أباد، الفلسطينيين والكنعانيين وقتل النساء والأطفال والرجال والشيوخ، وهدم الصوامع وحرق الحرث والنسل!.

نعم هكذا هم وهذه هي الحقيقة لقد أمسى سفر "يوشع بن نون" في صلب مناهج التعليم عندهم وهو ينص: (اقتلوا جميع الأغيار "الغرباء" وامحوا آثارهم)!.

تأملوا يا "واقعيون" ويا عقلاء ما قاله الحاخام عوفاديا يوسيف في أكثر من عظة سبتية: (يجب أن لا نرأف بهم لا بد من قصفهم بالصواريخ وإبادة هؤلاء الأشرار الملعونين "يقصد الفلسطينيين"، وذكر أتباعه بالإكثار من ذكر ما ورد في التوراة خلال عيد الفصح (صب غضبك على الأغيار فهذى مناسبة جداً لأوضاعنا لأن أعداءنا يحاولون القضاء علينا منذ خروجنا من مصر وحتى اليوم، من دون توقف، ممنوع الإشفاق على العرب يجب قصفهم بالصواري..خ بكثافة، وقال أيضا في أحد دروسه الدينية عام ٢٠٠٠: (العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعا، إنهم أسوأ من الأفاعي السامة، واليهودي عندما يقتل مسلما عربيا فكأنما قتل ثعباناً أو دودة أو حشرة)!، ويؤكد أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل سكان فلسطين وأنه جاء في التلمود: (إذا دخلت مدينة وملكتها أحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك، ورجالها عبيدا لك أو قتلى مع أطفالهم).

كما أكد المفكر الفرنسي روجيه جارودي أن (بيغن قد احتل لبنان عام ١٩٨٢ بإشارة من التوراة التي تبيح، بل تحضّ على امتلاك أراضي الشعوب الأخرى بالقوة والعنف).

وفى سفر "تثنية الاشتراع" يقول الرب ( يهوه) لموسى وأتباعه "إذا أدخلك إلهك الأرض التي أنت صائر إليها لترثها، استأصل أمماً جكثيرة من أمام وجهك، الحثيين... والكنعانيين... الخ، فأبسلهم إيسالاً (أي أقتلهم) لا تقطع معهم عهداً، أو تأخذك بهم رأفة ولا تصاهرهم".

وما نشاهده ونعيشه اليوم من مارسات تؤكد التطابق بين مسلمات الصهيونية وبين مسلمات الماضي البعيد، وكيف يستلهم اليهودي الصهيوني المعاصر نهج اليهود السابقين.

إذاً، كيف لعاقل يعتقد أن كيان قام على الفكر الصهيوني والتلمودي، واعتمد الإرهاب المنظم والقتل المتعمد للنساء والأطفال والشيوخ والأسرى فلسطينيون وعرب، يعتبر كيانا طبيعياً متحضرا يقيم وزناً للأخلاق ويلتزم بالعهود والمواثيق واحترام حقوق الإنسان؟!.

كيف لأي سياسي أو دبلوماسي موضوعي حاذق، وهو يرى بأم عينيه سلوكا عنصريا همجيا متوحشا من كيان يدّعى زوراً وبهتاناً أنه ينتسب لقيم الإنسانية..

كيان يُلقى بالعمال الفلسطينيين على قارعة الطريق في الضفة المحتلة بزعم أنهم مصابون بوباء "كورونا"، في عمليات لا تقدم عليها سوى عصابات وقطاع طرق وجماعات يسكنها وباء العنصرية، وهو أشد خطرا من وباء "كورونا"، كيف يمكن لعاقل أن تراوده نفسه بسلام ملعون معهم؟

كيف لنا أن نستوعب استمرار "التنسيق الأمني المقدس" بحسب أصحابه، مع قوم متعطشين للدماء كمثل جماعة ضلوا طريقهم في صحراء الربع الخالي أنهكهم الظمأ والعطش لشربة ماء؟

كيف يستقيم لجماعة تدّعى أنها تنتهج أسلوب النضال الشعبي والتحرري للانعتاق من احتلال استيطاني خبيث، لا تعمل بشكل جدي لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام وتداعياته؟!

لقد آن الأوان، لميلاد فجر جديد، يحمل في ثناياه مشروعاً وطنياً خالصاً، يبعث الأمل في الأمة بأسرها، ويسير بها نحو التوحد خلف طريق واحد، طريق المقاومة، المقاومة التي لا تساوم ولا تفرط ولا تتنازل، وصولاً لاستعادة الحقوق وانتزاع الحرية،آن الأوان كي تنصف غزة وأهل غزة الشجعان ومخزون الثورة والنضال الذي لا ينضب.