قال مركز أسرى فلسطين للدراسات إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 51 اسيراً فلسطينياً منذ ما يزيد عن 20 عاماً، بينهم 14 أسيراً أمضوا ما يزيد عن 30 عاماً خلف القضبان بشكل متواصل أقدمهم الأسير كريم يونس.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز رياض الأشقر في بيان صحفي، أن الأسرى الأربعة عشر ضمن قائمة الشرف والبطولة، ورغم مرور ما يزيد من 3 عقود على اعتقالهم إلا أنهم لا زالوا يتمتعون بروح معنوية عالية تعانق عنان السماء، ولم يستطيع الاحتلال أن يكسر شوكتهم أو يضعف عزائمهم، أو يزرع اليأس في نفوسهم، فمنهم من حصل على شهادات الدراسات العليا، ومنهم من كتب الروايات والقصص وغيرها.
وأضاف أن هؤلاء الأسرى معرضين أكثر من غيرهم للخطر في ظل انتشار فيروس كورونا كونهم كبار في السن، وأمضوا عشرات السنين داخل السجون، مما أثر على حالتهم الصحية، وغالبيتهم يعانون من أمراض مختلفة ومناعتهم ضعيفة، ما يشكل خطراً حقيقياً على حياتهم.
وأشار إلى أن هذه الفئة من الأسرى لم تأخذ حقها في تسليط الضوء عليها من قبل وسائل الإعلام، فلكل أسير منهم حكاية ألم، ومعاناة مختلفة عن بقية الأسرى، منهم من فقد أحد والديه أو كلاهما، أو ابناً أو أخاً أو عزيزاً على قلبه، دون أن يتمكنوا من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم.
ومنهم من كبر أبنائه وتخرجوا من الجامعات وأصبح لهم زوجات وأبناء، بعد أن كانوا أطفالاً حين اعتقل، وحرم من المشاركة في هذه المناسبة الخاصة، ومنهم من تزوجت بناته ولم يستطع أن يهنئها أو يشارك في حفل زفافها مما ترك حسرة في قلبه.
واعتبر الأشقر أن هذه الفئة من الأسرى يستحقون أن نذكرهم ونتغنى ببطولاتهم على مدار أيام السنة، وليس في يوم الأسير الفلسطيني فقط، حيث تخطت أعمار بعضهم الستين عاماً، بعد أن تجاوزتهم كل الصفقات، بينما يعانى غالبيتهم ظروف صحية سيئة.
وطالب بضرورة اطلاق سراح هؤلاء الأسرى في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم، خشية على حياتهم لو وصل فيروس كورونا الى سجون الاحتلال، خاصة أن هناك اتفاق سابق بإطلاق سراحهم جرى منذ 7 سنوات بين السلطة والاحتلال لإطلاق سراح كافة الأسرى القدامى على 4 دفعات، حيث أطلق الاحتلال سراح 3 دفعات، وأوقف الافراج عن الدفعة الرابعة بعد تعثر المفاوضات.
وقال إن الأسرى القدامى يعيشون معاناة مضاعفة كونهم أمضوا عشرات السنين خلف القضبان في ظل ظروف صحية سيئة نتيجة فترة الاعتقال والظروف السيئة التي يعيشها الأسرى داخل السجون، كما يعانون من عدم إجراء الفحوص الدورية لهم بشكل منتظم وذلك لاكتشاف الأمراض في أجسادهم قبل استفحالها لكبر سنهم، والتنقلات المستمرة، كما يعاملهم الاحتلال كبقية الأسرى الاخرين، ولا يراعي سنوات اعتقالهم الطويلة أو كبر سنهم.
وبين أن أحد الأسرى القدامى ارتقى شهيداً العام الماضي وهو الأسير فارس أحمد بارود من مدينة غزة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وذلك بعد أن امضى 28 عاماً متواصلة في سجون الاحتلال، حيث اعتقل عام 1991.
وطالب المؤسسات الحقوقية والانسانية التدخل للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح هؤلاء الأسرى الذين قضوا أكثر من نصف أعمارهم خلف القضبان، وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية مع انتشار جائحه كورونا.
كما دعا وسائل الاعلام بتسليط الضوء على هذه الفئة من الأسرى التي أمضت عشرات السنين خلف القضبان من أجل حرية وكرامة الشعب الفلسطيني.