هيثم أبو طه _ غزة
على وقع انشغال العالم بجائحة كورونا، ملف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة يعود للواجهة من جديد، من خلال مبادرة طرحها رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار تنص على صفقة تبادل جزئية يفرج الاحتلال من خلالها عدد من الأسرى من كبار السن والنساء والمرضى والأطفال مقابل أن تقدم كتائب القسام خطوة إيجابية في الموضوع.
وبعد أيام من تصريح يحيى السنوار، كيان الاحتلال أعلن على لسان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الاستعداد لإجراء "محادثات فورية" ولكن عبر وسطاء دوليين لإتمام صفقة.
مسؤول ملف الأسرى في حركة "حماس" موسى دودين أكد في تصريح صحفي، أمس، أن "حماس لم تلمس جدية عملية من طرف الاحتلال حتى الآن في التعاطي مع هذا الملف"، مرحبًا بالوساطات التي يمكن أن تسهل الوصول إلى خطوات باتجاه صفقة.
وقال د. عامر خليل مدير مكتب قناة فلسطين اليوم في غزة، إن قضية الأسرى تبقى عامل ضاغط ومستمر سواء داخل السجون أو خارجها وأيضاً عامل تفجير يمكن أن يهدد الأمن "الإسرائيلي" بشكل كبير في ظل كورونا والمعطيات السياسية الجديدة من موقفي زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد ويحيى السنوار رئيس حركة حماس بغزة حول حياة الأسرى في معتقلات الاحتلال
د. عامر وخلال برنامج وراء القناع بث عبر "قناة فلسطين اليوم" مساء الإثنين، أشار إلى أن إقدام مكتب نتنياهو على إصدار بيان بالتوجه للوساطة فتح باباً يكون فيه ولوج إلى عملية حوار ووضع أرضية للحديث عن إفراج الأسرى.
وفي حال إتمام الصفقة أشار د.عامر إلى عدة سيناريوهات محتملة أولها المتعلقة بتبادل المعلومات بين الاحتلال المقاومة الفلسطينية، بمعنى الاحتلال يريد أن يحصل على معلومات من المقاومة فيما يتعلق بجنوده والمقاومة الفلسطينية تريد أن تحقق مطالبها الخاصة بالإفراج عن الأسرى.
وأضاف د.عامر، إذ ما انتهت مرحلة تبادل المعلومات فإننا نبدأ بمرحلة جديد من التفاوض وهي الأصعب في أي صفقة تبادل وهو الإفراج عن مئات الأسرى من ذوي المحكوميات العالية والتي قد تستغرق وتمد لثلاثة أعوام.
وقال د. عامر، "نتنياهو يشعر بأريحية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الإسرائيلية لأنه يدرك تماماً أن غانتس لا يستطيع تشكيلها، كما أنه في ظل جائحة كورونا وامتداد حالة الطوارئ وقيود الحركة في كيان الاحتلال لا يمكن الذهاب لإجراء الانتخابات إن أُقرت لا يمكن إجراءها إلا بعد انتهاء وباء كورونا.
وتابع: "في ظل هذه المعطيات فإن نتنياهو يشعر بأريحية أكثر ومساحة أكبر من الزمن تعطيه قدرة على المساومة فيما يتعلق بملف الجنود الإسرائيليين".
أما الباحث والمختص بالشأن الإسرائيلي محمود مرداوي قال: إن كيان الاحتلال يرى أن الخاصرة الأضعف لديه هي جبهة الجنوب بالتالي هو يعاني من حالة فراغ داخلية، لذلك فهو يريد أن يهدء هذه الجبهة.
وتابع: مرداوي خلال حديثة لـ "قناة فلسطين اليوم"، "يجب الحذر من تصريح نتنياهو فيما يتعلق بملف الأسرى الذي لا يعني شيء، فنتنياهو له مأرب وأغراض شخصية فإما الذهاب إلى السجن أو يستمر في مشروعه المعادي لفلسطين والفلسطينيين".
وأضاف مرداوي، "نحن لم نصل بعد للمراحل الصعبة من التفاوض في ملف الأسرى، فموضوع أسرى شاليط سيكون خارج الحسبة، فإعلان الاحتلال في إطار الصفقة يعني الإقرار والاعتراف من قبل العدو بأحقية اعتقالهم، لذلك نحن أمام مرحلة طويلة من التفاوض."
وأشار إلى أن معاودة الاحتلال اعتقال أسرى فلسطينيين تم الإفراج عنهم في صفقة جلعاد شاليط يعتبر خطأ استراتيجي ارتكبته المقاومة لذلك لن ترتكبه مع في هذه الصفقة، حيث سيكون هناك وسطاء آخرين إلى جانب المصريين حتى يستطيعوا الحماية والمحافظة ومتابعة الاتفاقات لاحقاً.
لفت الباحث والمختص بالشأن الإسرائيلي محمود مرداوي في نهاية حديثه، إلى أن الاحتلال ومن خلال الست سنوات وما يزيد على احتجاز جنوده لدى المقاومة في غزة فه يريد بذلك اللعب على عامل الزمن للتأثير على وعي المقاومة وقرارها وسقفها حول ما تريده مقابلهم بالإضافة إلى أن نتنياهو لم يمتلك القرار في موضوع الأسرى.