قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، إن الملايين من سكان لبنان مهددون بالجوع بسبب إجراءات الإغلاق المتصلة بجائحة "كورونا"، مشددة على ضرورة أن تستخدم الحكومة اللبنانية "أي مساعدة دولية طارئة لزيادة الدعم المباشر للأسر ذات الوضع الهش".
وأوضحت المنظمة الحقوقية، في بيان نشر على موقعها الالكتروني، اليوم الأربعاء، أن إجراءات الإغلاق المتصلة لوباء (كوفيد-19) العالمي الناتج عن فيروس "كورونا" المستجد أسهم في تفاقم أزمة اقتصادية مدمرة كانت موجودة أصلا، وكشفت عن أوجه القصور في نظام الحماية الاجتماعية في لبنان.
وحثت "رايتس ووتش"، الحكومة اللبنانية على تحسين تنسيق الاستجابة الاقتصادية لفيروس "كورونا" بين مختلف وزاراتها ومؤسساتها، وكذلك مع المبادرات المحلية والخاصة التي قامت بالفعل بمسح لتقييم الاحتياجات.
وفي هذا الصدد، قال ناشطون يقدمون المساعدة إلى الأسر المحتاجة في مناطق لبنانية عدة (بيروت وصيدا وطرابلس وزغرتا) لـ"هيومن رايتس"، إنه لم تُقدَّم لهم أي مساعدات فعليا رغم تعهدات الحكومة.
وبحسب التقرير فإنه "بعد شهر تقريباً من الإغلاق، سبّب غياب أي استجابة واضحة، وفي الوقت المناسب، ومنسقة من جانب الحكومة إلى جوع العديد من العائلات وعجزها عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما فيها الإيجار".
ورأت المنظمة، أنه على الحكومة أيضا إبلاغ الجمهور بخطط الإغاثة الاقتصادية، وتوضيح شروط الاستفادة والجدول الزمني والإجراءات. ونقل البيان عن الباحثة بالمنظمة لينا زيميت، قولها إن "الإغلاق الهادف إلى إبطاء انتشار كورونا، أدى إلى تفاقم الفقر والصعوبات الاقتصادية المتفشية في لبنان قبل وصول الفيروس".
وأوضحت الباحثة أن كثيرين خسروا دخلهم، وقد يعجز أكثر من نصف السكان عن شراء غذائهم وحاجياتهم الأساسية إذا لم تتدخل الحكومة، مشيرة إلى أن "الناس في لبنان يكافحون وهم على حافة الهاوية".
وشدّدت على أنه ينبغي للحكومة أن تطور بسرعة برنامج مساعدات يحمي حقوق الناس، ويؤمن لهم الموارد التي يحتاجون إليها في هذه الأزمة من أجل البقا".
والإثنين، أعلن الرئيس ميشال عون، دخول بلاده أزمة غير مسبوقة تتسم بانكماش اقتصادي، وارتفاع البطالة والفقر وصعود في الأسعار.
وحتى صباح الأربعاء، سجل لبنان 548 إصابة بفيروس "كورونا"، بينها 19 وفاة. ويطبق لبنان حتى 12 نيسان/أبريل الجاري التعبئة العامة، في إطار مواجهة فيروس "كورونا"، بإغلاق مطار "رفيق الحريري" الدولي والمعابر البرية والبحرية، كما يتم فرض حظر التجول من السابعة مساء كل يوم حتى الخامسة من صباح اليوم التالي بالتوقيت المحلي.
وحتى صباح الأربعاء، تجاوز عدد مصابي "كورونا" حول العالم مليونا و432 ألفا، توفي منهم أكثر من 82 ألفا، فيما تعافى ما يزيد على 302 ألف.
المصدر / وكالات