أصدر وزير القضاء المؤقّت في حكومة الاحتلال، أمير أوحانا، بيانًا خاصًّا أعلن فيه إغلاق المحاكم في الكيان الإسرائيلي بشكلٍ كاملٍ، الأمر الذي يعني أنّ محكمة نتنياهو بتهم الفساد وتلقّي الرشا وخيانة الأمانة والاحتيال تأجلّت أوتوماتيكيًا إلى أجلٍ غيرُ معروفٍ، حيثُ سارع المُحلِّلون إلى القول الفصل إنّ نتنياهو يستغِّل أزمة الـ(كورونا) من أجل حلّ مشاكله القانونيّة والتملّص من المحاكمة، على حدّ تعبيرهم.
ويعتبر وزير القضاء المؤقّت من أكثر المؤيّدين لـ نتنياهو ، حيث وبعد مرور ثلاث ساعات على انتهاء المؤتمر الصحافيّ الدراماتيكيّ الذي عقده نتنياهو في مكتبه مع عددٍ من الوزراء في حكومته.
وأعلنت حكومة الاحتلال مساء أمس السبت أنها تتجِّه نحو نقل كيان الاحتلال إلى مرحلة الحجر الصحيّ لجميع المُواطنين بدون استثناء، وهذا يشمل تحويل "إسرائيل" إلى سجنٍ كبيرٍ يُزَّج إليه جميع السُكّان بهدف مُحاصرة وباء الكورونا، علمًا أنّ عدد المصابين بالوباء في الكيان اجتاز الـ200 مُصاب.
وعقد نتنياهو مؤتمراً صحافيٍّ لاطلاع الجمهور على أخر المُستجدّات والتطورّات في الحرب التي أعلنها الكيان على فيروس الكورونا، وجّه دعوة إلى الأطراف الإسرائيلية لوضع السياسة جانبًا، وتشكيل حكومة طوارئ وطنية، وذلك على ضوء المأزق الذي يعيشه كيان الاحتلال بعد انتخابات الكنيست، جديرٌ بالذكر أنّ هذه المرّة الثانية خلال 48 ساعة يقوم نتنياهو فيها باستغلال الوضع الطبيّ لحلّ مشاكله الانتخابيّة والقضائيّة.
وجاءت دعوة نتنياهو إلى تشكيل حكومة طوارئ وطنية بعد دعوة مماثلة وجهت من حليفيه آريه درعي زعيم حزب “شاس” ونفتالي بنيت رئيس تحالف “يمينا”، والذي يشغل منصب وزير الأمن في حكومة تسيير الأعمال.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي استثنائي للتباحث بملف فيروس كورونا إنّه عشية حرب الأيام الستة قبل 53 عامًا، شكلت حكومة طوارئ وطنية، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الظروف التي نعيشها في مواجهة انتشار “كورونا” تحتم علينا ترك السياسة جانبًا وتشكيل حكومة طوارئ وطنية لفترة محددة، ثم بعد ذلك يمكننا العودة إلى حيث توقف الجدال بيننا، على حدّ تعبيره، مُضيفًا أنّ الفيروس لا يُفرِّق بين يساريّ ويمينيّ وبين يهوديّ وعربيّ، وأنّ المعركة هي من كلّ المواطنين الإسرائيليين ضدّ هذا الفيروس الفتّاك، على حدّ قوله.
ومن الجدير بالذكر في هذا السياق أنّ ردّ تحالف “أزرق ابيض” الإسرائيلي على دعوة نتنياهو لم يتأخّر، إذ قال زعيم التحالف الجنرال في الاحتياط بيني غانتس إنّه على استعداد لمناقشة تشكيل حكومة طوارئ وطنية واسعة تكون جميع الكتل البرلمانية في الكنيست ممثلة فيها، على حدّ تعبيره، مُشدّدًا على أنّ هذه الحكومة يجب أنْ تضمّ القائمة المشتركة التي تمثل الجماهير العربيّة في إسرائيل.
وقال غانتس في بيان له إنّ تحالف “أزرق أبيض”، دعم لغاية اليوم وسيواصل دعمه الكامل للجهود المشتركة لمكافحة وباء “كورونا” وتداعياته، مضيفًا: مثلما فعلنا حتى الآن، سنواصل التعامل بشكل مسؤول ورسمي مع الأمر بما فيه مصلحة المواطنين، وتابع قائلاً إنّه على ضوء الأوضاع، فإننا على استعداد لمناقشة تشكيل حكومة طوارئ وطنية واسعة تشمل مندوبين عن كل الأحزاب الممثلة في الكنيست”، مؤكّدًا أنّه سيقوم بكل جهد من أجل الدفع بمثل هذا الإجراء، على حدّ قوله.
وقالت المصادر الحزبيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب إنّه قبل إصدار البيان، تحدث غانتس مع رؤساء أحزاب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان ورئيس حزب “العمل” عمير بيريتس ورئيس حزب “ميرتس”، نيتسان هوروفيتس، وتم نقل رسالة إلى القائمة “المشتركة” تؤكّد أنّ تفاهمات تحالف “أزرق أبيض” وهذه التشكيلات السياسية ستبقى قائمة. وجاء أن قيادة “أزرق ابيض” الرباعية التأمت قبل وبعد كلمة نتنياهو من أجل بلورة الرد، فكان أنْ استجاب التحالف وأبدى استعداده لمناقشة طرح نتنياهو، على حدّ قول المصادر الرفيعة في كيان الاحتلال.
في هذه الأثناء، سارع نتنياهو لإطلاع رئيس الدولة العبريّة، رؤوفين ريفلين على طرحه، طالبًا منه الانخراط في المساعي الهادفة إلى تشكيل حكومة طوارئ. وجاء في بيان أصدره الناطق بلسان ريفلين أنّ الأخير أجرى مساء الخميس مكالمة مع نتنياهو، أخبره فيها أنّه يرحب بأيّة مبادرة تؤدي إلى تشكيل حكومة في أقرب وقت ممكن، وقال: بيتي مفتوح لك، وأردف قائلاً إنّه يجب أنْ نفعل كل شيء للتركيز على التحديات التي نواجهها، مشدّدًا في الوقت ذاته على أنّه مستعدّ للمساعدة بأيّة طريقة مطلوبة من أجل التوصل إلى اتفاق بين الأحزاب في أسرع وقتٍ مُمكنٍ، على حد تعبير رئيس الدولة العبريّة.
هذا وأقلق فيروس كورونا كيان الاحتلال، وشكلت حالة الطوارئ هاجسًا له، ودليلاً جديدًا على فشل حكومته، فقد انتقد موقع “إسرائيل ديفينس” الاستعدادات الإسرائيليّة لمواجهة الفيروس ووصفها بأنّها غير كافية لأوضاع الطوارئ، مشيرًا إلى أنّ من يريد أنْ يفحص كيف تتصرف دولة مستعدة للطوارئ، عليه أنْ ينظر إلى كوريا الجنوبية، والصين وسنغافورة، التي أظهرت تنظيماً فعالاً مقابل ذلك.