تمكن مطورون محترفون من تثبيت نظام التشغيل أندرويد 10 على هاتف آيفون 7، لكن قبل الخوض في كيفية قيامهم بذلك ومدى نجاح هذا الأمر، علينا الإشارة إلى عدة أمور تتعلق بهواتف آبل.
من المعروف أن آبل تصنع هواتفها الخاصة بها، وفي سبيل ذلك فإنها تفرض تحكما مطلقا على العتاد الذي تصنع منه تلك الأجهزة، وكذلك البرامج التي تستخدمها مما يوفر للمستخدمين تجربة فريدة، إن جاز التعبير.
هذه التجربة الفريدة هي التي جعلت آبل تفرض أسعارا عالية على منتجاتها وخدماتها الاستهلاكية الأخرى، لكن كل هذه السيطرة من آبل جعلت منتجاتها وتجارب الاستخدام المميزة أشبه "بالحديقة المسيجة" حيث يمكن للمستخدم الاستمتاع بالتجربة التي تريد آبل أن يستمتع بها، دون أن يتمكن من تجربة أي شيء آخر، سواء أكان جيدا أم سيئا.
لهذا فحتى لو دفعت مبلغا قيما من أجل الجهاز المثير، فإنك لا تملكه حقا، وإنما بالكاد لديك ترخيص باستخدامه ضمن الحدود التي وضعتها آبل. لكن العديد من المطورين لا يتفقون مع هذه الحدود، ويعملون على حل لهذا الوضع من خلال أداة "بروجيكت ساندكاستل" (Project Sandcastle) التي تتيح تشغيل أندرويد على آيفون 7.
لكن لأن نظام التشغيل "آي أو إس" يعمل بسلاسة على هواتف آيفون، فإن هذا لا يعني أن أندرويد سيعمل بالسلاسة ذاتها. فرغم أن أندرويد نظام تشغيل مفتوح المصدر ويعمل على العديد من الأجهزة، لكنه على هواتف آبل سيواجه مشكلة والسبب في ذلك هو المعالج.
فهواتف آبل تستخدم معالجات (SoC) خاصة بها، وهي غير مستخدمة في أي أجهزة أخرى، ولهذا فإن تطوير نظام تشغيل يعمل بكفاءة تامة على هواتف آبل يتطلب من المطورين أن يبدؤوا من الصفر ويكتبوا مشغلات للمكونات المختلفة التي تؤلف آيفون.
كيف قاموا بذلك؟
مع كل ما سبق، فإنه إذا بقي لديك فضول لتجربة أندرويد على آيفون 7 فإنك ستحتاج إلى أداتين من مشروعين منفصلين:
الأولى تدعى CheckRa1n وهي أداة "جيل بريك" (jailbreak) تُستخدم لتحرير آيفون من قيود آبل. ولن تتمكن من تثبيت أي شيء لم توافق عليه آبل على جهاز يعمل بنظام "آي أو إس" بدون فك قيوده بأداة جيل بريك.
الثانية هي "بروجيكت ساندكاستل" التي ذكرناها حيث تتيح تثبيت أندرويد على آيفون.
ومن خلال التجربة على أكثر من طراز آيفون، تبين أن أفضل جهازين يمكن لنظام أندرويد أن يعمل عليهما هما آيفون 7 و7 بلس، لكن كما قلنا، لا تتوقع تجربة سلسلة، لأن أندرويد لم يصمم ليعمل على آيفون، حيث إن العديد من المزايا ظلت معطلة.
ففين حين يعمل المعالج والتخزين والشاشة والاتصال اللاسلكي (واي-فاي) وميزة اللمس للشاشة، فإن أشياء مثل الكاميرا ومعالج الرسوميات والبلوتوث والصوت والاتصال الخلوي ظلت معطلة، وفي الواقع فإنه حتى ميزة اللمس لم تكن تعمل في العديد من أجهزة آيفون التي تم اختبارها.
وبهذا الصدد يذكر موقع مشروع "بروجيكت ساندكاستل" أن عمر المشروع لا يتجاوز شهرا، لكن من المثير رؤية التقدم الذي أحرزوه في هذا الوقت. ويمكن توقع المزيد من التقدم قريبا.
أما الهدف من هذا كله فيقول الموقع إن لتجربة أندرويد على آيفون العديد من التطبيقات العملية المثيرة بدءا من أبحاث التحاليل الجنائية إلى الأجهزة المؤقتة ذات الإقلاع المزدوج، إلى مكافحة النفايات الإلكترونية، مؤكدين أن هدفهم كان دائما "دفع الأبحاث على الأجهزة المحمولة إلى الأمام".