صابر عارف
فرضت الانتخابات الإسرائيلية نفسها على الرأي العام لغلوها بالتطرف، ولكنها لم تحرف بوصلة الشعب الفلسطيني عن رؤية هزالة وهرولة سياسة قيادته الفلسطينية التي ترفض لفظا الصفقة الامريكية التي اعادت وسياسة هذا الرفض العباسي انتخاب نتنياهو مجددا .
فلم تتمكن الانتخابات الإسرائيلية من صرف الانظار الفلسطينية عن مخاطر السياسة الفلسطينية مزدوجة الخطاب والتوجه، على أهمية الانتخابات الإسرائيلية البالغة وعلى ما كانت عليه من نتائج خطيرة ومؤشر كبير على انحراف المجتمع الإسرائيلي نحو أقصى اليمين ونحو اقصى العنصرية واقصي التطرف بإعادة انتخابها بيبي نتنياهو وتكتله الأشد تطرفا رغم اتهامه رسميا بثلاثة قضايا فساد كبرى أقلها انه سارق.عندما اقترب من تحقيق أغلبية برلمانية (61 عضو كنيست)، ستمكنه من تشكيل حكومة عنصرية قوية ومستقرة كما اراد الرئيس الامريكي دونالد ترامب الذي قدم له كل وسائل الانتصار بالانتخابات، كما قدمت له القيادة الفلسطينية من حيث تدري ولا تدري بتخاذها وابتذالها وخاصة في الايام الاخيرة عندما جعلت من تل ابيب ورام الله مسرحا للقاءات التطبيع والصفقات التي نفذها الى جانب ممثلي لجنة التواصل المجتمعي بحضورهم مؤتمر تل ابيب التطبيعي الشهير قبل اسبوعين ، كل من الهباش وابو ردينه باستقبالهم وحوارهم مع صحفيي إسرائيل الرسميين في مطاعم رام الله التي هاجمها الفلسطينيون لاحقا غضبا وحرقا.
في كلمة القاها في المقر الانتخابي لحزب الليكود. وصف نتنياهو انتصاره قائلاً: “هذه ليلة النصر الكبير لليكود”.
مستذكرا انتصاره عام 1996م على ما عرف بمسيرة السلام التي انقلب عليها حيت قال: “أتذكر أن أول انتصار لنا في عام 1996 كان تاريخياً، وهذه المرة هذا النصر أحلى. لأنه نصر على كل الصعاب”
وقال مفتخرا ومتباهيا: “لقد جعلنا إسرائيل قوة عظمى. لقد طورنا علاقات لم تكن لدينا مع قادة عرب وقادة عالميين.
حددت نتائج الانتخابات الإسرائيلية بوضوح جلي الفرق بين سياسة نتنياهو الحاسمة القوية الصادقة مع جماهيرها رغم الفساد المستشري وبين سياسة ابو مازن المتهالكة في تنازلاتها وابتذالها بازدواجية الشعار واللفظ والممارسة.. حددت الفرق بين سياسة الوصول للدول العظمى وسياسة الانحطاط للوصول للهاوية التي سقطنا فيها نحن الفلسطينيين . سياسة الجمع بين الرفض اللغوي لصفقة القرن وبين الرفض الفعلي لتنفيذ اي استحقاق فلسطيني لافشال الصفقة كوقف التنسيق الأمني مثلا او كفتح الطريق لبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية . بدلا من الاستمرار بكل ما يدفع بنجاح الصفقة ونجاح نتنياهو، فبدلا من استخلاص العبر من نتائج الانتخابات الاسرائيلية واستخلاص الدروس لنبنى إستراتيجية كفاحية بديلة لنهج التفاوض الذي فشل، ولوهم المراهنة على حل وسط مع الحركة الصهيونية. ها هو رئيس الأمر الواقع الفلسطيني يمعن بسياساته التي استفزت الشارع الفلسطيني بردود افعال فلسطينية غاضبة وصلت لقاعدته الشعبية بفصيله حركة فتح التي انتخبت ممثليها مؤخرا الذين ارغموا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد المدني الذي كلفه ابو مازن ليكون رئيسا للجنة التواصل المجتمعي مع الاسرائيليين على تقديم استقالته لعباس التي رفضها واستدعاهم للقاء به في محاولة لامتصاص غضبهم من تزايد ومضاعفة الخطوات التطبيعية التي تمثلت في الايام الاخيرة بالعديد من النشاطات والفعاليات التي لم تقتصر على مشاركة عدد واسع من أعضاء ما يسمى بلجنة التواصل الفلسطينية بما فيهم نائب رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي إلياس زنانيري، في ما يسمى “برلمان السلام” التطبيعي الذي أقيم في تل أبيب في مقر اتحاد الصحافيين الإسرائيليين بين ناشطين فيما يسمى البرلمان الإسرائيلي للسلام والمنتدى الفلسطيني للحرية والسلام. الذي لم يشارك به رئيس اللجنة محمد المدني لكنه أصر وللاسف على استضافة الصحافة الإسرائيلية في رام الله ليشرح لهم اسباب الرفض الفلسطيني لصفقة القرن الامريكية!!!.
وصلت سياسة التشجيع الرسمية الفلسطينية على التطبيع مع العدو للبلديات الفلسطينية كبلدية عنبتا التي شارك رئيسها بالمؤتمر المذكور ولبلدية رام الله التي استقال نصف اعضاء مجلسها البلدي احتجاجا على مشاركة البلدية بالجمعية الاقليمية الاوروبيةالمتوسطية (تارلم) التي تشارك بها مستوطنة،، موديعين،، المقامة على اراضي غرب رام الله.
وفي محاولة من عباس لامتصاص الغضب الشعبي استدعى امناء سر اقاليم فتح المنتخبين، الا انه وقع في ورطة اخرى عندما وصف احتجاجات الاطباء المطلبية بالعمل الحقير الااخلاقي بخطاب انزل المقام الرئاسي لمستويات يخجل منها الانسان، الامر الذي دفع بنقابة الاطباء للدعوة اليوم الثلاثاء للاضراب مجددا والقول لعباس في بيان غير مسبوق في الساحة الفلسطينية ،، ما هكذا تورد الابل،،!!!!!
كاتب فلسطيني