توفي الفتى صلاح زكارنة الأربعاء، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها خلال فض الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، مسيرة استقبال أسير محرر من بلدة قباطية جنوب مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال مراسل "فضائية فلسطين اليوم" إن الفتى زكارنة - ١٧ عاما- أصيب بجراح حرجة، إلى جانب 4 آخرين بجراح مختلفة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى.
وتشهد بلدة قباطية منذ مساء أمس حالة توتر شديد على خلفية فض المسيرة من قبل الأجهزة الأمنية واستخدامها للرصاص الحي.
بدوره استنكر رئيس بلدية قباطية بلال عساف طريقة تعامل الأمن مع المسيرة في نعيه للفتى زكارنة.
وقال عساف في تصريح: "رسالتنا للسيد الرئيس ورئيس الوزراء ونحن الذين كتبنا لكم وحذرنا مرارٍا من الوصول لهذه اللحظة التي تراق فيها نقطة دم دون ذنب بين الأهل والإخوة وأبناء الشعب الواحد وخاصة في بلدنا الحبيب قباطية.. نحن الذين رفضنا كل أشكال إطلاق النار في كل المناسبات ولكن ما هكذا تحل الأمور وما هكذا تعالج بقتل الأبرياء ممن لا ذنب لهم".
وطالب بتشكيل لجنة تحقيق وتقصي لمحاسبة المتسبب بهذا الحادث المؤلم والجلل ومحاسبة من أعطى التقدير الخاطئ ومحاسبة من أعطى الأمر بحضور الأمن لقباطية والهدف من وراؤه ومن أطلق النار على شبابنا ومحاسبة من سمح للسلاح بالإنتشار أساسًا".
ودعا عساف إلى محاسبة كل مسؤول مقصر في محافظة جنين بالمؤسسة الامنية وشارك بهذا الدم خاصة لا سيما وأن ظاهرة إطلاق النار ليست وليدة الليلة وليست حكرًا على قباطية.
وتساءل: "فلماذا الآن؟ ولماذا بهذه الطريقة؟ ولماذا الاحتكاك المباشر رغم العلم منذ الصباح بناء على حديث الأمن بوجود مسلحين في حفل استقبال المحرر وهو ليس بجديد علينا في كل الوطن؟".
وأضاف: "كان بالإمكان حل الأمور بطريقة لا تؤدي لإراقة نقطة دم واحدة والأمن يعلم ما أقصد، ولن أدلي به هنا خوفًا من اشعال الفتنة لكن سنسمعكم اياه في حينه خاصة والجميع يعلم أن استقبال أي اسير يجمع مئات الشبان".
وتابع عساف: "لا فرق بين رجل الأمن وبين المدني.. فجميعنا فلسطينيون وأخوة وأهل وأي دم يسفك هو خسارة لنا جميعا.. كل السلاح الموجود في الضفة تعلمون أصحابه ولو اردتم لجمعتموه فلماذا الآن رغم أننا نسمع الرصاص على مدار الساعة دون أن تحركوا ساكنًا.. مطلبنا واضح هو القصاص العادل ضمن القانون لمن ارتكب الجرم".