Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

دولة فلسطين من البحر إلى النهر أقرب من دولة عباس

قناة فلسطين اليوم _ وكالات - الضفة المحتلة

يستمر أركان السلطة الفلسطينية في استفزازهم للملتزمين بتحرير فلسطين بأقوالهم المتكررة حول إقامة دولة فلسطينية وفق حدود الرابع من حزيران وعاصمتها "القدس الشرقية"، ووفق ما يسمى بالشرعية الدولية. في حين أن تحرير كامل التراب الفلسطيني قريب جدا وأقرب بكثير من حدود حزيران. وفي حين أن ما تسمى بالشرعية الدولية هي التي أوجدت الكيان الصهيوني وشردت شعب فلسطين.

وهم الشرعية الدولية

عباس ومن معه ما يزالون يظنون أن ما يسمى بالشرعية الدولية والنشاطات على ساحة المؤسسات الدولية ستؤدي إلى إقامة دولة. لم تقنعهم حتى الآن تجارب ممتدة على مدى عقود من الزمن أن ما يسمونه شرعية هو شرعية القوة وليست شرعية الضعف، ولا شرعية العدالة.

على الأقل تجارب السلطة الفلسطينية منذ عام 1994 لا تشير إلى أن الحقوق الفلسطينية تتعزز، بل على العكس، هي تنتهك باستمرار والصهاينة ومعهم الدول الاستعمارية الغربية يمعنون بعدوانهم على الشعب الفلسطيني.

وأسمع بعض أركان السلطة وهم يتحدثون عن لجوئهم إلى الهيئات الدولية، وعن المحاكم الدولية، والقانون الدولي، وهم ما يزالون يتوهمون أن مثل هذه النشاطات قد تؤدي إلى نتيجة إيجابية. إنهم يلهثون نحو مجلس الأمن والأمم المتحدة عموما، وينفقون أموالا طائلة على ترحالهم على حساب الشعب عسى أن تنقلب معادلات التاريخ من حق القوة إلى حق المظلومين.

المقاومة في مواجهة نظرية الضعف

هم لا يدركون حتى الآن أن نظرية الضعف فاشلة، وإذا كان من بيننا من يريد تقليد الحركة الصهيونية في بكائها وعويلها لكسب التعاطف فإن عليه أن يعرف أن الحركة الصهيونية كانت تتباكى وتبني قواها في آن واحد لأنها كانت تدرك أن الدموع لا تجدي إن بقيت نتيجة لطم الخدود. ووفق ما عهدناه من سلوك سياسي، المتنفذون منا يعملون باستمرار على تصفية أي مصدر من مصادر القوة يظهر لدينا وبإمكاننا تطويره.

دولة القانون الدولي لن تقوم، والقانون هو لمصلحة الأقوياء، والأقوياء هم الذين يضعون القانون، وهم يدوسون عليه إن تضارب مع مصالحهم ويستعملونه ضد من يتحدى إراداتهم. اختصروا الزمن واختصروا الجهد. الأمريكيون لن يسمحوا لكم بإقامة دولة. والدولة التي يقيمها الأمريكيون والصهاينة لن تكون أبدا دولة، وإنما ستبقى وكيلا للاحتلال ومصالحه.

الدولة تُنتزع ولا تستجدى.. معادلات القوى في المنطقة العربية الإسلامية وبالتحديد أمام الصهاينة والأمريكيين قد تغيرت. لا الصهاينة ولا الأمريكيون قادرون الآن على القيام عسكريا بما اعتادوا على القيام به سابقا، ولا العرب المقاومون جاهزون للفرار من ساحات المعارك. تطورت المقاومة في المنطقة إلى درجة أنها أصبحت مؤهلة للهجوم الفعال وإلحاق الهزائم بالعدوين الأمريكي والصهيوني. اشتد عود المقاومة، وهي تمتلك من السلاح الفتاك ما يهابه العدو، وهي قادرة على تطوير قدراتها العسكرية التكتيكية منها والاستراتيجية.

لم تعد حروب الأعداء نزها، ولم يعد العرب يرتجفون ذعرا وخوفا. المقاومة العربية الإسلامية ستهزم الكيان الصهيوني، ولن تتمكن الولايات المتحدة من إنقاذهم. المقاومة ستستعيد فلسطين في وقت ليس ببعيد، وستعيد القدس بكامل حلتها وبكافة أنحائها، وسيعود اللاجئون إلى ديارهم وممتلكاتهم بإذن الله. دولة فلسطين على كامل التراب الفلسطيني ستقوم قريبا، ولن يكون هناك مجال لدولة حزيران.

غزة بنت قواها العسكرية على مدى مدة قصيرة من الزمن، وهي تسابق الحدث لاستجماع مزيد من القوة. وفي أي حرب قادمة، وهي حرب لا محال قادمة، ستسيطر المقاومة في غزة على جنوب فلسطين على أقل تقدير. ومن الشمال سيلاقي الصهاينة أهوالا، ووسط الكيان سينهار.

بالتأكيد هناك من سيهزأ بهذا الكلام، لكن غدا لناظره قريب. وهل هناك من يراهن على ذلك؟ أقصر الطرق نحو تحرير فلسطين هي الانضمام لقوى المقاومة في المنطقة العربية الإسلامية.

 

المصدر: عربي21