أكد مكتب إعلام الأسرى أن الأطفال الأسرى الذين نقلوا إلى الدامون يعانون من ظروف اعتقالية قاسية، حيث تستفرد بهم إدارة السجن ولا تزال تماطل في نقل ممثليهم من البالغين لرعاية شؤونهم.
وأوضح أن إدارة السجون نقلت قبل أسبوعين (34) أسيراً من سجن عوفر إلى سجن الدامون بشكل مفاجئ دون ترتيب مع قيادة الأسرى، ورفضت السماح لممثليهم من الأسرى البالغين بالانتقال معهم كما هو سائد ومعمول به من سنوات، بعد حصول الأسرى على هذا الإنجاز المهم.
وبين أن الأسرى استطاعوا عام 2010 بعد مطالبات متعددة وتصعيد في سجن عوفر، أن يجبروا الاحتلال للموافقة على وجود ممثلين عن الأشبال لمتابعة شؤونهم على غرار الهيئات التمثيلية الخاصّة بالأسرى الكبار، وهي منظومة إدارية ابتكرها الأسرى تمكّنهم من البقاء موحّدين أمام السجّان.
وأشار إعلام الأسرى إلى أن الاحتلال يحاول التنصل من هذا الاتفاق ويعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 10 سنوات، وأن تستفرد بالأشبال وتتعامل معهم مباشرة دون ممثلين لذلك رفضت نقل ممثليهم معهم وفي حال تعاطت مع الأمر لن يكون كالسابق أنما فقط يتواجد الممثلين لساعات قليلة ثم يغادرون أقسام الاشبال إلى غرفهم، وليس إلى غرف في نفس أقسام القاصرين.
وكشف عن أن الأطفال الذين نقلوا إلى الدامون يفتقدون لكل مقومات الحياة وقد حرمتهم إدارة السجون من زيارات الأهل والمحامين، وكذلك حرمتهم من الشراء أي غرض من الكانتينا، وعقوبات أخرى متعددة بغرض التضييق عليهم ليقبلوا بالواقع الجديد الذي تريد فرضه إدارة السجن في الدامون.
ونقل إعلام الأسرى عن نسرين كليب أم محمد وهي والدة الأسيرين القاصرين (محمد 17 عاماً وأنس16 عاماً، صلاح مساعيد) من مخيم عايدة شمال بيت لحم وهما من ضمن الأسرى المنقولون إلى الدامون، بأنها تفاجأت بعملية نقل أبنائها من عوفر إلى الدامون الذي يقع في شمال فلسطين لأنهم لا يزالوا موقوفين، ولم يحكموا بعد وعملية نقلهم إلى جلسات المحاكم ستكون مرهقة لهم جدا نظراً للمسافة الكبيرة التي يقطعوها.
وأكدت أن وضعهم في عوفر كان مستقراً نوعاً ما، وأن الأمور الحياتية الأساسية متوفرة، لكن عندما نقلوا وعلمنا ما هو وضعهم في الدامون صدمنا جداً، والصدمة الأكبر أنه كان لنا موعد زيارة بعد نقلهم بأيام، ولكن أخبرونا بأننا لن نتمكن من الزيارة لأنهم معاقبين لاحتجاجهم على النقل.
وتعيش أم محمد حالة من القلق المستمر على حياة أبنائها القاصرين بعد الأنباء التي وصلت إليهم عن الأوضاع السيئة للأطفال المنقولين، وما تعرضوا له من القمع والضرب والعذاب، والعقوبات التي فرضت بحقهم، وناشدت المؤسسات الحقوقية والإنسانية بضرورة التدخل لحماية أبنائها وكافة الأسرى القاصرين من بطش الاحتلال.
واعتبر إعلام الأسرى أن الاحتلال يسعى للانتقام من الأطفال بعيداً عن ممثليهم ويمارس بحقهم كل أشكال الانتهاك والعقوبات، مشيراً إلى أهمية وجود ممثلين عن الأشبال للاعتناء بهم، وحمايتهم، وتنظيم شؤون ومتطلبات حياتهم اليومية، وضبط وتوجيه سلوكهم، والدفاع عن حقوقهم أمام إدارة سجون الاحتلال، ووضع برنامج تعليمي تربوي تثقيفي للاستفادة من فترات وجودهم في السجون.
وطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية وعلى رأسها الصليب الأحمر للتدخل العاجل، للاطلاع على أوضاع القاصرين، وحمايتهم من جرائم الاحتلال، والضغط من أجل نقل ممثليهم من البالغين إلى أقسامهم كما كان سابقاً.