Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

قتل فيها 24 ضابطاً "إسرائيلياً"

25 عاماً على عملية "بيت ليد".. كانت وما زالت كابوساً يقض مضاجع قادة الاحتلال

بيت ليد.jpg
فناة فلسطين اليوم - فلسطين المحتلة

يوم أشرقت فيه شمس الانتصار وفجّرت فيه بحور الذل والعار وانجلت فيه سحب الظلم والآلام وفاح نهاره بمسك أنور وصلاح وصدحت مآذن المساجد بصيحات المجد والفخار ورددت الجهاد الإسلامي بصوت واحد هتافاً (نعم لخيار المقاومة ولا خيار سواه).

ففي تاريخ 22/1/1995 في مثل هذا اليوم المبارك، يكون قد مضى على عملية بيت ليد الاستشهادية البطولية، 25 عاماً تلك العملية التي هزت أركان كيان الاحتلال، سواء من حيث طريقة التنفيذ أو من عدد القتلى من جنود الاحتلال.

فكانت أول عملية استشهادية فلسطينية مزدوجة تقوم بها حركة الجهاد الإسلامي عام 1995، أو من حيث النتائج الكبيرة التي حققتها حيث بلغ عدد القتلى في صفوف جنود الاحتلال 24 جندياً ونحو 80 جريحا.

الثنائي المزدوج أنور سكر وصلاح شاكر، ترجلا بملابس جيش الاحتلال أمام مفترق بيت ليد قرب مدينة أم خالد المحتلة والتي تعرف للاحتلال باسم "نتانيا"، ليتقدم أنور سكر ويفجّر نفسه وسط تجمع الجنود (المتواجدين أمام المقصف)، وما تكاد تمرّ دقائق حتي يفاجئوا بانفجار ثان لاستشهادي آخر وهو صلاح شاكر، لتتوالي بعد ذلك أرقام القتلى والجرح ، فيسقط 20 قتيلاً وما يقارب 80 جريحاً.

بعد ذلك قتل 4 متأثرين بجروحهم آخرهم مات بعد عام من العملية البطولية.. ليصبح العدد النهائي 26 قتيلاً من ضباط وجنود جيش الاحتلال.

صلاح، أنور، هكذا ارتبط اسماهما، فارسان وحلم واحد، فصلاح شاكر، ابن مخيم رفح، الحامل لشهادة الدبلوم في العلاج الطبيعي، والذي كان شاهداً على مجزرة الأقصى سنة 1990، فعمل في طواقم الإسعاف، وقد أصيب 7 مرات في مواجهات الانتفاضة واعتقل لمدة 18 يوماً.

وأنور سكر ابن 23 عاماً، من حي الشجاعية بمدينة غزة، كان يعمل نجاراً للموبيليا، امتاز بنشاطه الدؤوب خلال انتفاضة العام 1987، وانضم للجان حركة الجهاد الإسلامي قبل اندلاع الانتفاضة، واعتقلته قوات الاحتلال مرتين بحجة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، فكانت بيت ليد العملية هزت الأرض من تحتهم.. وكان يتمنى أن يكون هو الاستشهادي الأول رداً على جرائم الاحتلال؛ وارتقاء العديد من الشهداء وعلى رأسهم قائده هاني عابد لكن سبقه في ذلك الاستشهادي هشام حمد في عملية "نتساريم" (مفرق الشهداء).

فقد شكلت عملية بيت ليد البطولية فارقاً خطيراً لدى كيان الاحتلال، باعتبارها تطور نوعي كان بمثابة الكارثة على "أمن" الاحتلال، حيث أنها كانت أول عملية ازدواجية تمكنت من اختراق التحصينات والاحتياطات الأمنية للاحتلال، لتستهدف موقعاً عسكرياً محطة لنقل جنود الاحتلال، وتسقط عدداً كبيراً من القتلى والجرحى الجنود، والذين كان من ضمنهم ضباط أيضاً.

فكانت وما زالت (بيت ليد) الكابوس الذي يقض مضاجع قادة كيان الاحتلال وجنودهم الجبناء.. حتى أن الكثير من الجنود لم يعودوا يستقلون الباصات من مفترق "بيت ليد" ولم يعودوا يقفون فيه مطلقاً.

وقد جاءت ردود الفعل قادة الاحتلال مرتبكة، تدلّ على عمق المأزق وعجزهم عن مواجهة هذا النوع من العمليات الاستشهادية، فعلي الأثر خرج المقبور إسحاق رابين _ رئيس حكومة الكيان في حينه_ ليعلن هزيمته أمام شعبه بقوله: "ماذا تريدونني أن افعل؟ أأعاقبهم بالموت؟ إنهم يريدونه!". ويأتون هنا من أجله.

هذا وبالرغم من مرور 25 عاماً على وقوع العملية، إلا أن سلطات الاحتلال لا زالت تحتفظ بجثماني الشهيدين ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والأعراف الدولية في هذا السياق، وبحسب بعض التقارير فإن جثماني الشهيدين أنور سكر وصلاح شاكر ضمن 24 جثماناً تواصل سلطات الاحتلال احتجازها وترفض إعادتها.