نظم الإطار النسوي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والحركة النسائية لحركة حماس صباح اليوم الخميس وقفة إسنادية للأسيرات المناضلات في سجون الاحتلال، ورفضًا لسياسات التعذيب بحقهن، بحضور حشدٍ نسوي.
ورُفعت خلال الوقفة الشعارات واليافطات باللغتين العربية والانجليزية المنددة بالاعتقالات الممنهجة الصهيونية بحق النساء الفلسطينيات، والممارسات داخل السجون بحقهم.
وألقت اكتمال حمد عضو اللجنة المركزية العامة كلمة باسم الإطار النسوي للجبهة دعت خلالها "لأوسع حالة دعم وإسناد للأسيرات المناضلات في سجون الاحتلال على وجه الخصوص، في ظل تكثيف الاحتلال لسياساته القمعية بحقهن، واحتجازه مناضلات في ظروف صحية صعبة، وانتهاكه للقوانين الدولية لاحتجازه العديد من القاصرات".
وأشادت حمد "بالمناضلة الرفيقة النائب خالدة جرار أم يافا"، مؤكدة "أنها ستبقى شوكة في حلق العدو الصهيوني، ولن تنجح كل المحاولات لكسر إرادتها"، لافتة أنها "عودتنا على أن تبقى صلبة وقوية في أقسى الظروف، ورغم الاستهداف المتواصل لها. وأن كل محاولات التحريض المستمرة ضدها واحتجازها، ووضع مسألة اعتقالها كإنجاز وانتصار هي دليل فشل وافلاس للاحتلال".
واستعرضت فيها معاناة الأسيرات المناضلات في سجون الاحتلال "اللاتي يتعرضن لأبشع وسائل التعذيب الجسدي والنفسي،" مشيرةً أن "العدو الصهيوني كثف خلال العام 2019 اعتقالاته الواسعة بحق النساء الفلسطينيات من المناضلات والطالبات والقاصرات والزهرات وأمهات الشهداء، وفي مقدمتهم المناضلة النائب خالدة جرار أم يافا، وعدد من طالبات جامعة بيرزيت الرفيقتين ميس أبو غوش وسماح جرادات، ورئيسة مجلس اتحاد طلبة جامعة بيزيت شذى حسون".
وأضافت حمد إن "الاحتلال استمر في اعتقال عدد من أمهات الأسرى للضغط على أبنائهم الأسرى مثل الدكتورة وداد البرغوثي، كما ويواصل احتجاز المناضلة وفاء نعالوة والدة الشهيد البطل أشرف نعالوة، ويمارس سياسة الإهمال الطبي بحق الأسيرة إسراء الجعابيص".
واستعرضت حمد جملة من الانتهاكات بحق الأسيرات، حيث يتم حرمانهن من حقوقهم الأساسية بما فيها الخدمات الصحية، الطعام، الماء، ويتعرضن للتفتيش العاري كإجراء عقابي، ويحتجزن في ظروف غير صحية، إضافة لتعرضهن للاعتداء الجسدي والنفسي كما حدث مع الرفيقة ميس أبو غوش.
وبيَنّت حمد أن "ظروف الاحتجاز والمعاملة غير الإنسانية التي تتعرض لها الأسيرات والمعتقلات الفلسطينيات أدت إلى أضرار صحية ونفسية، وإلى تزايد حالات الإهمال الطبي بحقهم جراء سياسة التنكيل مثلما يحدث مع الأسيرة المناضلة إسراء الجعابيص، وكما حدث مع المواطنة رينا درباس التي قام أحد الجنود الصهاينة بكسر جمجمتها قبل أيام اثناء محاولاتها محاولة منع اعتقال طفلها البالغ من العمر 14 عامًا".
ودعت حمد "المؤسسات الدولية وفي مقدمتها مؤسسات حقوق الانسان والصليب الأحمر إلى تحمل مسئولياتهم في الضغط على الاحتلال، لوقف انتهاكاته المستمرة بحق الأسرى وخصوصاً الأسيرات، اللاتي يتعرضن لشتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي".
كما دعت جماهير شعبنا وكافة قواه الوطنية والمجتمعية والمؤسسات وخاصة الأطر النسوية إلى وضع قضية الأسرى أولوية في نضالهم الوطني، ما يستوجب وضع برنامج نضالي شامل دعمًا للأسرى وفي مقدمتها تصعيد الاشتباك المفتوح مع الاحتلال في جميع مواقع التماس.
ودعت أيضًا "وسائل الإعلام المختلفة إلى تسليط الضوء على معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال، فالاحتلال يواصل تعتيمه على ممارساته الاجرامية بحقهن وخصوصاً ضد الأسيرات الجريحات والقاصرات والطالبات".
من جانبها ألقت النائب في المجلس التشريعي هدى نعيم كلمة باسم الحركة النسائية في حركة حماس، قالت فيها "نلتقي اليوم لننال شرف الوقوف مع أسيراتنا في معركتهن، معركة الكرامة ضد السجان الظالم، ومعركة الكف التي تواجه المخرز، نقف اليوم تضامناً مع الأسيرة الفلسطينية كأيقونة من أيقونات النضال والشجاعة، و الرسالة والالتزام بالقضية".
ووصفت نعيم الأسيرات بأنهن "العنوان الحقيقي والرمز الوطني اللاتي صنعن حبهن للوطن، واللاتي لم يوقفهن الخوف من الملاحقة لها أو للأبناء أو للأزواج على أن يعلمن البشرية جمعاء كيف يكون حب الوطن"، مؤكدة أن "المناضلة خالدة جرار كان بإمكانها أن تكون نائبة في البرلمان وفقط كغيرها، وتطلب السلامة وتقوم بدورها في حدود ما سمح به لكنها ولأنها حرة ولأن الوطن يسكنها أدركت جيدًا ما هو دورها وما هو المطلوب منها فكانت صوت الوطن الحر وصوت المواطن المذبوح في زمن صمت فيه كثر أو نطقوا بغير لغة الوطن وبغير ما يؤمن به المواطن فدفعت الثمن".
واعتبرت نعيم أن "الجريحة المناضلة اسراء الجعابيص شاهد حي على رمزية الملحمة التي جسدتها من لحمها ودمها قبل أن تدفع عمرها فداءً للوطن، ومعها أخواتها بشرى الطويل وشذى حسن وسماح جرادات وميس أبو غوش المعتقلات خلال شهر ديسمبر والقائمة تطول"، مشيرة أن "هناك قرابة 50 أسيرة في سجون الاحتلال و900 أسيرة منذ انتفاضة الأقصى، كانت خلالها المرأة الفلسطينية ولا تزال في المقدمة، وكانت شريكة النضال فواجهت الاعتقال بكل تفاصيله من القمع والقهر والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تفنن السجان الاحتلالي بممارسته بحقهن".
وأضافت "نعيم أن المرأة الفلسطينية اختارت أن تكون رأس حربة في خدمة الحقوق الوطنية الفلسطينية الأصيلة، رافضة حمل العصا من المنتصف، وبادرت إلى حملها من طرفها تضرب به كل المواقف المهزوزة والانهزامية أمام الاحتلال".
ودعت نعيم "لضرورة تجريم التنسيق الأمني في الضفة والذي يلاحق الأيدي الثائرة المنتفضة، وإفشال أي عمل فدائي"، مطالبة "بضرورة الاحتكام إلى القوانين الدولية التي تجرم اعتقال المدنيين بدون تهمة، وضرورة ملاحقة المجرمين الصهاينة الذين يقترفون بحق الأسرى جرائم ضد الإنسانية من تعذيب وامتهان للكرامة، ويمارسون سياسة التعذيب والإهمال الطبي والعزل...الخ".
المصدر/ (الهدف)