كشفت وثائق طبية، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إنها حصلت عليها، أن طاقم إسعاف إسرائيلي، ترك فتى فلسطينيا يبلغ من العمر 16 عاما، غارقا في دمائه، بعد إصابته برصاص قوات الاحتلال ، لمدة نصف ساعة، دون إسعافه، ظنا أنه فارق الحياة.
وفي 15 أغسطس/آب الماضي، استشهد الطفل الفلسطيني نسيم مكافح أبو رومي (14 عاما) من بلدة العيزرية، بالقدس المحتلة، على أبواب المسجد الأقصى، وأصيب رفيقه حمودة خضر الشيخ، بزعم تنفيذهما عملية طعن لجندي إسرائيلي.
وتفيد الوثائق، بحسب ما نشرته الصحيفة، الثلاثاء، أن الفتى (الشيخ) "ظل ممددا على الأرض لمدة نصف ساعة داخل حفرة كبيرة من الدماء، اعتقادا بأنه توفي متأثرا بجراحه".
وخلال نقل "الشيخ" إلى سيارة الإسعاف، لاحظ طاقم هيئة الإسعاف "الإسرائيلية" أنه يتنفس بشكل طبيعي، وقاموا "بمنحه العلاج اللازم وأنقذوا حياته"، بحسب الوثائق.
ويتواجد الفتى الفلسطيني حاليا في مستشفى "إسرائيلي"، تابعة لمصلحة السجون "الإسرائيلية" بالقدس المحتلة، وهو بحالة جيدة ومتهم بالقتل، وفق ذات المصدر.
واتهمت أسرة "الشيخ" طاقم الإسعاف الإسرائيلي بعدم تقديم العلاج له، رغم أنه كان يتحرك على الأرض على مدى نصف ساعة كاملة، بعد إصابته، بحسب "هآرتس".
وقالت الصحيفة:" في حالات كثيرة بالماضي، قال شهود عيان فلسطينيون إن طواقم الإسعاف (الإسرائيلية) تمتنع عن إسعاف منفذي العمليات، حتى إن كان بالإمكان إنقاذهم".
وأضافت:" حدث ذلك مثلا، وفق مصادر فلسطينية، في سبتمبر/أيلول الماضي عندما حاولت فلسطينية (28 عاما) وفق الاتهام تنفيذ هجوم على حاجز قلنديا (جنوبي رام الله بالضفة الغربية المحتلة)".
وأوضحت أنه وفقا لما هو متبع، فإن "الشرطة الإسرائيلية تدير في هذه الحالات، مواقع ساحات الهجوم، ويطلب من عناصرها منح أفراد الطواقم الطبية إذنا بالوصول إلى منفذ الهجوم، بعد التأكد من أنه لم يعد يمثل خطرا".
من جانبها، انتقدت منظمة "بتسليم" الحقوقية في "إسرائيل"، تعامل طواقم الإسعاف الإسرائيلية مع المصابين الفلسطينيين.
وقالت في بيان تعليقا على الوثائق التي حصلت عليها "هآرتس":" حقيقة أن أحدا من المتواجدين بالمكان لم يهتم بالمرة، بفحص الفتى، ومعرفة إن كان حيا ويحتاج للرعاية الطبية، تشير إلى طاقم طبي يستخف بالحياة وبوظيفته عندما يدور الحديث عن حياة فلسطينيين".
في المقابل، أنكرت هيئة الإسعاف الإسرائيلية هذه الاتهامات، وقالت للصحيفة إنها لا تميز بين المصابين، وتعمل "وفق توجيهات قوات الأمن (الإسرائيلية) ووفق القواعد الملزمة في مواقع الهجوم".