يبذل كلاً من حزبي «اليكود» و«كحول لفان» جهوداً كبيرة لتفادي انتخابات «إسرائيلية» ثالثة، عبر ممارسة الضغوط على زعيم حزب «يسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، لكي يغير رأيه وينضم إلى حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، في وقت يحاول قادة «كحول لفان» إقناع المعارضة الداخلية في الليكود إطاحة نتنياهو والشراكة معهم في حكومة وحدة.
قال ليبرمان، الخميس، أن «احتمالات تشكيل حكومة وحدة وطنية فشلت، مشيراً إلى أن قادة الأحزاب الكبرى قررت التوجه لانتخابات ثالثة».
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ليبرمان قوله: «لا أمل بالتوصل إلى حكومة وحدة حاليا، نتنياهو وغانتس قررا التوجه لانتخابات ثالثة"، مؤكداً أن "حزبه لن يشارك في حكومة ضيقة، برئاسة نتنياهو».
واعلن ليبرمان أنه «لن ينضم لحكومة ضيقة، مع الليكود أو مع «كحول لفان»، ولذلك خلص إلى الاستنتاج: «ذاهبون إلى انتخابات». وقال، خلال مقابلات صحافية، إنه لم يبقَ سوى 6 أيام على انتهاء مهلة الـ21 الممنوحة لـ«الكنيست» (البرلمان الإسرائيلي)، لتفويض أحد أعضائه بتشكيل حكومة، ومع فشل محاولات غانتس ونتنياهو لتشكيل حكومة وحدة بينهما، وهذه ليست مدة كافية لنسج اتفاق ائتلافي».
وقد حمّل ليبرمان كلا الحزبين مسؤولية الفشل، واتهمهما بأنهما يسعيان إلى انتخابات جديدة «لأن لكل منهما استطلاعات رأي تبين لهما أنهما سيرفعان من عدد المقاعد».
وقال ليبرمان: «شخصياً، كان لديّ الحق في تشكيل حكومة ضيقة مع نتنياهو. كان يمكن أن تكون هذه حكومة مؤلفة من 63 نائباً، وقد أكون القائم بأعمال رئيس الحكومة ووزيراً للأمن، والحصول على حقيبتين وزاريتين إضافيتين، والانضمام إلى كل لجنة برلمانية أريدها، وأي ميزانية تخدم أهداف حزبنا. رفض ذلك عملياً مناقض بشكل تام لمصالح الحزب. ولكنني فضلتُ أن أتوافق مع مصالح دولة إسرائيل. وعليه رفضتُ ذلك».
واتهم ليبرمان قادة حزبي "الليكود" و"أزرق-أبيض"، بالمسؤولية عن فشل تشكيل حكومة وحدة، والتوجه إلى انتخابات ثالثة، مشيراً إلى أنه حاول الضغط على نتنياهو وغانتس، من أجل التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة.
من جهة ثانية، كشفت مصادر سياسية أن رئيس الكيان الإسرائيلي، رؤوبين رفلين، الذي يحارب فكرة التوجه إلى انتخابات ثالثة، لا يتحمس لفكرة حكومة برئاسة نتنياهو.
وأكدت أن رفلين سمع في الأيام الأخيرة وهو يقول إنه لا ينام الليل بسبب القلق من احتمال أن يضطر لتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة مرة أخرى. وقال: «لا أتصور أن أكون أنا الرئيس الذي يكلف شخصاً متهماً بثلاث قضايا فساد بتشكيل حكومة». وأضافت هذه المصادر أن مَن يعرف رفلين يدرك أنه بدأ يعد الجمهور لوضع يرفض فيه تكليف نتنياهو، حتى لو فاز في الانتخابات.
في سياق متصل، حثت الأمينة العامة للجنة الانتخابات المركزية، أورلي عدس، بمؤتمر صحافي، أعضاء الكنيست إلى الإسراع في سن قانون انتخابات الكنيست المقبلة، وحذرت من أنها تحتاج إلى 90 يوماً على الأقل لإجراء الانتخابات وتحتاج فورا إلى موازنة 100 مليون دولار لتمويلها. وقالت إن كل يوم يتأخرون فيه بسن هذا القانون، يؤدي إلى عرقلة العملية الانتخابية. وأكدت: «اليوم لا توجد لدينا في المخازن أي أدوات ملائمة لإجراء الانتخابات، لا يوجد موظفون ولا يوجد مال نتعاقد من خلاله مع أحد. هذه أول مرة تصيب إسرائيل واقعة كهذه، بحيث تجري ثلاثة انتخابات برلمانية خلال سنة. وهذا الأمر يأخذنا إلى مأزق حقيقي».
وبموجب السيناريو الذي وضعته عدس، ستجري الانتخابات في العاشر من مارس (آذار) المقبل. ولكن بما أن هذا لتاريخ يصادف عيد البوريم (المساخر)، سيضطرون لتأجيلها إلى 17 من مارس. وحتى ذلك الوقت يبقى نتنياهو رئيساً للحكومة الانتقالية. بل سيبقى في المنصب حتى الانتهاء من تشكيل حكومة جديدة.