قال تقرير صحفي "إسرائيلي" إن "مرور 25 عاما على توقيع اتفاق السلام مع الأردن مناسبة للتأكيد على استمرار التنسيق الأمني بينهما، حيث يعيش في أفضل أحواله، لكن التجارة الثنائية تراجعت، والعلاقات الدبلوماسية مجمدة، والعودة القريبة للمناطق الزراعية المستأجرة للسيادة الأردنية شاهد جديد على أن العلاقات تشهد توترا متناميا، ما يتطلب التحذير من أن الاتفاق قد لا يصمد طويلا على المدى البعيد".
وأضاف رفائيل أهارون وآدم رزغين، الصحفيان في موقع "زمن إسرائيل"، في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه "بعد أن زار الملك حسين إسرائيل بعد اتفاق السلام في 1994 و1999، توقفت الزيارات الأردنية لإسرائيل، كما تراجعت مبادرات حسن النية بين الجانبين، واليوم بعد مرور ربع قرن على توقيع الاتفاق فلا يبدو أنهما معنيان بإحياء ذكراه، رغم أنه شكل حجر زاوية تاريخيا بينهما".
وأشارا إلى أنه "فيما استقبل الرأي العام الأردني اتفاق السلام بشكوك مريبة، لكنه حظي بين الإسرائيليين بتقدير واسع، ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الاتفاق مع الأردن القائم على أساس مصالح متبادلة قد يكون نموذجا لاتفاقات مشابهة مع دول عربية أخرى".
وأكدا أنه "بينما عقدت عدة حلقات نقاش بحثية شهدتها إسرائيل، لكن بيت الرئيس أو رئيس الحكومة أو وزارة الخارجية لم يقيموا أي فعالية رسمية باسم الدولة لإحياء الاتفاق مع الجارة الشرقية، التي نمتلك معها أطول حدود جغرافية، مع العلم أن مفردة السلام البارد باتت مستهلكة، لأن العلاقات الثنائية اليوم تعيش جمودا، مع أن الاتصالات الأمنية والاستخبارية ما زالت قوية بصورة استثنائية عن باقي مجالات العلاقات".
تايلور لاك المحلل السياسي أبلغ الموقع أنه "منذ 25 عاما لم يظهر السلام الأردني الإسرائيلي بعيدا لهذا الحد، لا سيما في ظل الحكومة الإسرائيلية وسياستها الحالية، صحيح أن البلدين لم ينجحا بإزالة كل أجواء العداء الثنائية على الصعيد الإنساني، لكن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت تدهورا غير مسبوق في العلاقات، التي وصلت سوءا قد تجاوز ما كان عليه الوضع قبل توقيع الاتفاق".
نمرود غورن، رئيس معهد ميتافيم لما تسمى بالسياسات الإقليمية الخارجية الإسرائيلية، قال إنه "في الوقت الذي يكثر فيه رئيس الحكومة نتنياهو ووزراؤه من الحديث عن تحسن العلاقات مع دول الخليج، فإنهم يتناسون الجارة الشرقية الملاصقة لنا".
لكن يتسحاق غال، الخبير في الاقتصاديات العربية، قال إن "إسرائيل لا تقدر بما فيه الكفاية الأهمية الاستراتيجية للسلام مع الأردن، ما ترتب عليه تدهور خطير في نظرة الأردنيين لاتفاق السلام مع إسرائيل، لأنها بنظرهم ليست مصدر ثقة، ولا تساهم في حل مشكلاتهم، وعشرات المشاريع معها لا تتقدم، وباستثناء التعامل الأمني فليس هناك أي قنوات اتصال بين عمان وتل أبيب".
عوديد عيران، السفير "الإسرائيلي" الأسبق في الأردن بين عامي 1997-2000، قال إن "العلاقات الأمنية ممتازة جدا بين البلدين، وهي الأكثر متانة بينهما، بسبب وجود جملة من التهديدات المشتركة التي تقف أمامهما، خاصة الجماعات الإسلامية المتطرفة، ونادرا ما تأثرت هذه العلاقات بالاعتبارات السياسية".
باروخ شفيغل، الضباط "الإسرائيلي" السابق المسؤول عن تطوير العلاقات مع الجيوش المجاورة، قال إن "التنسيق الأمني الأردني الإسرائيلي في أحسن أحواله، هناك اتصال يومي في قضايا الأمن والعسكر بين عمان وتل أبيب، ما ساهم كثيرا في استقرار المنطقة، وتحويل الحدود المشتركة إلى هادئة جدا، والتصدي بسرعة لأي مشكلة أمنية، وحلها على الفور، بعد أن كانت الحدود في السابق تمثل مشكلة خطيرة".