تتراوح نسبة المصابين بالانسداد المعوي بين 20% و35% من الحالات الاستعجالية في أقسام الجراحة بالمستشفيات، فهذا المرض ينتشر بنسبة عالية ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة.
وقالت الكاتبة باتريثيا ماتاي في التقرير الذي نشرته صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية، إن الانسداد المعوي يمثل مشكلة صحية يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة، لذلك إذا كنت تعاني من هذا المرض، يجب عليك استشارة الطبيب باعتبار أن التشخيص المبكر والعلاج أمران أساسيان.
وأشارت الكاتبة إلى أن هذا المرض يظهر نتيجة تعطل عملية العبور المعوي -بسبب الغازات أو البراز- بشكل تام ومستمر على مستوى الأمعاء الدقيقة أو الغليظة.
ما أسبابه؟
وأضافت الكاتبة أنه على الرغم من وجود العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذا الاضطراب، فإن الوقاية منه ممكنة.
ويعد التشخيص والعلاج المبكر أمران مهمان للحد من مخاطر تعرض المريض لمضاعفات خطيرة، مثل ثقب الصفاق أو التهابه (الصفاق هو غشاء يبطن جوف البطن) وهو ما قد يؤدي إلى الموت، وتختلف أسباب حدوثه بحسب العمر.
فبالنسبة للأطفال وحديثي الولادة، يكون السبب عادة عيبا خلقيا، أما لدى البالغين فعادة ما يكون السبب أنسجة ناتجة عن جراحات سابقة على مستوى البطن أو فتق أو التهاب أو احتباس البراز أو الأورام أو التعرض للإشعاع على مستوى الأمعاء.
ويمكن أن يحدث الانسداد المعوي في الأمعاء الدقيقة أو الغليظة، ولكن من المرجح أن يحدث بسبب داء كرون، والتهاب الردب (التهاب أو عدوى لجيوب يمكن أن تتشكل في الأمعاء) وسرطان القولون، أو المعدة أو المبيض، وكذلك سرطان الرئة، أو الثدي أو سرطان الجلد في مراحله المتقدمة.
ويمكن أن يؤثر الانسداد على أي جزء من الأمعاء بسبب عمليات جراحية على مستوى البطن، أو الحوض أو العدوى أو استخدام أدوية أو اضطرابات معينة في العضلات والأعصاب التي تسببها أمراض أخرى مثل الشلل الرعاش.
ما الأعراض الرئيسية للانسداد المعوي؟
بينت الكاتبة أن العلامات الشائعة تتمثل في:
1- آلام البطن، وتظهر في شكل نوبات تليها فترة من الهدوء.
2- نقص الشهية.
3- قلة الرغبة في الشرب.
4- القيء.
5- الشعور بالضيق.
6- زيادة النبض.
7- انخفاض ضغط الدم.
8- الألم عند ملامسة البطن.
9- الإمساك الشديد ويسببه الانسداد التام، في حين أن الانسداد الجزئي يمكن أن يؤدي إلى الإسهال.
كيف يتم تشخيصه؟
عندما يشتبه المختصون في إصابة شخص ما بالانسداد المعوي، لا يتردّدون في إخضاعه للرعاية الصحية في المستشفى. عادة ما تشمل الاختبارات فحصا طبيا للبطن عن طريق الجس، واستخدام حقنة شرجية، والتصوير الشعاعي أو الأشعة المقطعية أو الموجات فوق الصوتية.
ما العلاج؟
يعتمد العلاج على سبب الانسداد، ويشمل استخدام أنبوب معوي يتم إدخاله مباشرةً في المعدة لإخراج محتويات الأمعاء المسدودة. ويمكن أن يكون العلاج بالعقاقير مفيدا لتحفيز حركة الجدران المعوية.
كما تُجرى الجراحة بشكل عاجل في حالة انسداد الأمعاء الغليظة. في بعض الحالات، قد يكون من الضروري إجراء فغر لفائفي (إجراء يتم خلاله ربط الطرف المعوي للأمعاء الدقيقة بشكل دائم بفتحة جراحية في جدار البطن)، أو فغر القولون (فتحة يتم إنشاؤها بين الأمعاء الغليظة وجدار البطن).
وأوضحت الكاتبة أنه لمنع هذا الاضطراب عند الإصابة بالإمساك، من المهم تجنب استهلاك الدهون والأطعمة المقلية والأطعمة الغنية بالتوابل والابتعاد عن الخمر والتبغ، ويجب شرب الكثير من الماء وتناول الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى ممارسة التمارين البدنية.