شهدت معظم المناطق اللبنانية في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة انتفاضة شعبية اجتماعية احتجاجًا على الأوضاع المعيشية المتدهورة؛ ورددوا هتافات تنادي بإسقاط الحكومة.
واغلق المتظاهرون الطرقات بالإطارات المشتعلة في كافة المناطق اللبنانية، في حالة من الاستنكار لفرض الضرائب التي أقرتها الدولة مؤخراً.
في المقابل استخدمت قوى الأمن اللبناني الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في بيروت ما تسبب في حدوث إصابات وحالات إغماء.
ومع ساعات الصباح، أُقفل طريق بيروت دمشق الدولي بالاتجاهين، وتحول السير باتجاه طرقات فرعية، كما أقفلت طريق ابلح الفرزل عند محلات محفوظ ستورز، وطريق زحلة رياق بالاطارات المشتعلة في منطقة الحمرا بلازا.
المحتجون الغاضبون اقفلوا أيضًا مداخل البلدات بالاطارات المشتعلة، وطالبوا بمحاكمة الفاسدين وبرحيل الحكومة، ولم يبقَ مدخل بلدة على الطريق الدولي أو تقاطع إلا واشتعلت فيه الإطارات.
وانطلقت مسيرة حاشدة من "ساحة الشهداء" في صيدا جابت شوارع المدينة مرورًا بساحة القدس وصولًا الى سنترال صيدا في شارع "حسام الدين الحريري"، حيث أقيم اعتصام بمشاركة مئات الشبان الذين رفعوا لافتات تندد بسياسة الحكومة الاقتصادية.
وكان قرار فرض رسم على «واتساب» الذي كان بمثابة الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات على كل السياسات الحكومية الممعنة في إفقار الفقراء وضرب أي فرصة لبناء الدولة.
جاء القرار بناءً على اقتراح قدّمه وزير الاتصالات محمد شقير الى مجلس الوزراء، بحسب وزير الإعلام جمال الجراح والذي يحقق للدولة 200 مليون دولار، بحسب مصادر الوزارة، ولاقى موافقة جميع الوزراء دون اعتراض إلا أن حزب الله سجل تحفظه حسب ما أعلن الوزير محمد فنيش. فيما قال وزير الاتصالات الأسبق شربل نحاس لـ البناء ان القرار مخالف للقانون ولا يحق لوزير اتخاذه بل يحتاج الى قانون في مجلس النواب، لأنه يرتب عبئاً مالياً ، بينما اوضح خبير الاتصالات العميد محمد عطوي لــ البناء أن القرار يخفي رائحة صفقة عبر شراء نظام تطبيق ومعدّات من الخارج لا تملكها الدولة وبالتالي تحقيق أرباح مالية من هذه الصفقة ، محذراً من خطورة هذه المعدات في عملية التنصت على شبكة الاتصالات اللبنانية فضلاً عن تعرض لبنان للمقاضاة من الشركة العالمية المشغلة لواتسآب .
وأدت التظاهرات إلى إصابة 70 شخصًا معظمهم من القوى الأمنية، بحسب ما أكدت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، اذ أفادت عبر حسابها على "تويتر" عن إصابة 60 عنصرًا من القوى الأمنية في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها عدة مناطق لبنانية التي اندلعت بسبب الضرائب الجديدة التي تفرضها الحكومة.
وحذرت قائلةً: "لن نقبل بالاعتداء على عناصر قوى الامن وعلى الاملاك العامة والخاصة، وننبه الى أن كل مخل بالأمن وكل شخص تبين انه اعتدى على الاملاك العامة والخاصة وعلى عناصر قوى الامن سيتم توقيفه وفقًا للقانون".
وكان قد أفاد "الصليب الأحمر" عبر حسابه على "تويتر" أنّه تم نقل 23 إصابة وإسعاف 70 آخرين تزامنًا مع الاحتجاجات التي انطلقت مساء أمس في وسط بيروت.
من جهتها، حذرت سفارة الإمارات في بيروت رعاياها في جميع المناطق اللبنانية بضرورة تفادي أماكن التظاهرات، والبقاء في مقر إقامتهم لضمان أمنهم وسلامتهم.
وطلبت السفارة السعودية في بيروت من جميع مواطنيها "المقيمين والزائرين أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التظاهرات والاحتجاجات".
وفي وقت سابق، أعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق كافة البنوك في لبنان اليوم، كما أصدرت وزارة التربية والتعليم العالي أيضًا بيانًا قضى بإقفال المدارس الرسمية والخاصة والجامعات بسبب الأوضاع الراهنة.