أكد عضو الكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الدكتور يوسف الحساينة أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ما زالت تتقدم الصفوف ومازالت رؤيتها الفكرية والسياسية محل احترام وتقدير من كل مكونات شعبنا وأمتنا وذلك بفضل من الله تعالى ومن ثم بفضل دماء شهدائها وعذابات أسراها وبسالة مجاهديها.
جاء ذلك خلال احتفال " للأقصى حنين في ذكرى الشقاقي الأمين " والذي نظمته دائرة العمل النسائي أمس الأحد بمسجد عسقلان غرب مدينة غزة في ذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي الثانية والثلاثين والتي تتزامن مع الذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد الأمين العام المؤسس د. فتحي الشقاقي.
وقال الحساينة:" إن ما ميز ويميز حركتنا المجاهدة أنها استطاعت وبفضل من الله أن تقدم رؤيتها الوطنية في الصراع مع العدو الصهيوني ضمن فهمها العميق للإسلام كأيدلوجيا حية وباعثة ومنهاج حياة ، واستلهمت من معانيه ومقاصده قيم الثورة ورفض العدوان والطغيان ، والجهاد في سبيل الله وفي سبيل الأوطان".
وأوضح أن مقاومة الاحتلال ركيزة من ركائز انتمائنا للإسلام العظيم وأنها أدركت بوعيها وقراءتها العميقة للتاريخ والواقع أن فلسطين بما تمثله من بُعد قرآني وسياسي وجغرافي تمثل رأس الحربة لأي مشروع يسعى لنهضة الأمة ومواجهة افرازات الهجمة الغربية على منطقة الحوض العربي والإسلامي.
وأكد أن فلسطين قضية مركزية للأمة في صلب رؤية الحركة باعتبار أنه لا يمكن التصدي للعدوان والهجمة الغربية على الأمة، ما لم تكن فلسطين قضية لكل الأمة، ومركز الصراع فيها وحولها كأمة طامحة للانعتاق من الاستعمار والاحتلال والهيمنة من المشروع الغربي الذي زرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة لتحقيق أهدافه الخبيثة.
واوضح الحساينة أن حركة الجهاد الاسلامي استطاعت أن تمارس عملها الجهادي مبكراً ، بل أصبحت ركيزة أساسية من ركائز المقاومة والنضال الفلسطيني منذ انطلاقتها وحلت الجدل العقيم والوهمي بين الإسلام وفلسطين وبين الإسلاميين والوطنيين وطرحت الحركة رؤيتها الواضحة أنه لا سلام ولا صلح مع العدو الغاصب للأرض والحقوق .
وبين أن الحركة اعتمدت على خيار المقاومة بكافة أشكالها، وخاصة المقاومة المسلحة في مواجهة الاحتلال، وكان لها بفضل تضحيات شهدائها العظام مصباح الصوري ومحمد الجمل وسامي الشيخ خليل وزهدي قريقع، وثورة السكاكين، السبق في تفجير انتفاضة الحجارة، وشاركت الحركة بفعالية وقوة في انتفاضة الأقصى وما تلاها من هبات جماهيرية كما في هبات القدس والضفة الغربية، ومشاركتها الكبيرة في مواجهة العدوان الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة من خلال ثلاث حروب شنها العدو على أهلنا في القطاع.
وأشاد الحساينة بدور سرايا القدس وكتائب القسام والأقصى وابو علي مصطفى والألوية، لوقوفهم جبناً إلى جنب في مواجهة العدوان الصهيوني، مبينا أن سرايا القدس خاضت منفردة جولات مع الكيان الصهيوني مثل بشائر الانتصار وكسر الصمت وجولة شهر رمضان الماضي، وأخيراً مشاركتها الفاعلة والمميزة والريادية في مسيرات العودة بجانب القوى والفصائل والمكونات الأخرى.
وأشار إلى أن حركة الجهاد نأت بنفسها عن الأفخاخ السياسية الملغومة والتي جسدها اتفاق اوسلو الكارثة ،و من اليوم الأول وقفت بكل جدارة في مواجهة هذا الاتفاق، الذي ترك آثارا مدمرة على المشروع الوطني، لإدراكها مبكرا أنه لن يحقق أي مكتسبات أو انجازات لشعبنا وقضيتنا.
ونوه الحساينة الى ان هذا الاتفاق سوف يعطي الكيان الصهيوني أفضلية استراتيجية و سيعفي الاحتلال من تكاليف احتلاله للأراضي الفلسطينية عام 1967، وذلك لأنه كيان تمددي وتوسعي وتلمودي لا يؤمن بالحلول ولا بالسلام .
وتابع: صوابية موقف حركة الجهاد ما زال يتأكد كل يوم، والكيان الصهيوني قبر أوسلو وقتله وأفشل حل الدولتين، وأنهى مسيرة التسوية ، وهو يهدد الآن بضم الضفة الغربية أو معظم اراضي الضفة الغربية وغور الأردن وإقامة دولة للمستوطنات بالضفة الغربية ، مع اجراءات متسارعة لتهويد القدس ومصادرة الأراضي واقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه سيما في القدس" مشيرا إلى أن أصحاب اوسلو أنفسهم اعترفوا بموت الاتفاق وفشل مسيرة التسوية "وهذا يجعلنا نطمئن أكثر ونلتف بقوة حول الحركة التي مازالت متمسكة بثوابت وحقوق شعبنا" بحسب د. الحساينة.
وأكد أن وحدة القوى الفلسطينية تكون بتفعيل المقاومة بكافة أشكالها، وعلى رأسها المقاومة المسلحة كمدخل لاستعادة الوحدة الوطنية، وتقوية وتصليب المشروع الوطني في مواجهة العدو، موضحا أن مشاريع التسوية التي تعترف بالكيان الصهيوني أو تتنازل عن أي حق من حقوقنا باطلة وغير واقعية وغير عملية ولن تحقق أي انجاز أو تعيد أي حقوق لشعبنا .
ودعا الحساينة السلطة في الضفة لمغادرة نهج التسوية وسحب الاعتراف بالكيان واطلاق يد المقاومة بالضفة الغربية والقدس.
وأشار الى أن انهاء الانقسام يكون بتحقيق المصالحة والوحدة على أساس الثوابت واعادة الاعتبار للميثاق الوطني الفلسطيني واعادة بناء منظمة التحرير، بما يكفل دخول حركتي الجهاد وحماس فيها كونهما مكونين رئيسيين في النضال الفلسطيني.
وبين أن القضية تمر بواحدة من أهم وأخطر مراحل تاريخها وتتعرض لخطر التصفية ، وهذا يستوجب مراجعة وطنية شاملة لمسيرة المشروع الوطني، وبناء استراتيجية وطنية جامعة، تفرز قيادة فلسطينية تعمل على اعادة بناء المشروع الوطني، وتقرر برامجه النضالية لمواجهة الاحتلال، وحماية المشروع الوطني.
ووجه الحساينة التحية لمرشح الرئاسة التونسية الدكتور قيس سعيد لرفضه التطبيع مع العدو الصهيوني واعتباره خيانة ولموقفه الثابت والمبدئي والقومي الذي لا يساوم على ثوابت الأمة.
كما وجه التحية للأسرى البواسل وفي مقدمتهم المجاهد طارق قعدان وكل الاسرى الميامين .
ودعا القوى الحية في المنطقة العربية والإسلامية للالتفاف حول قضية فلسطين ودعمها واسنادها، شاكرا كل القوى والدول التي تقدم الدعم العسكري والمادي والسياسي لفلسطين.