يُنظر للهواتف القابلة للطي على أنها مستقبل الهواتف الذكية، وهي الأجهزة التي تملك شاشة يمكن ثنيها من الوسط سواء إلى الداخل أم إلى الخارج، لكن يبدو أن لدى شركة مايكروسوفت رأيا آخر في تلك التقنية، وهو هاتف مزدوج الشاشة يعمل بنظام أندرويد أطلقت عليه "سيرفس ديو".
أصبح سيرفس ديو أول تحد كبير للهواتف ذات الشاشات القابلة للطي مثل غلاكسي فولد وهاتف هواوي القادم "مايت إكس".
والسؤال هنا ليس هو ما إذا كانت الأجهزة ذات الشاشات الكبيرة التي يمكن طيها قادمة أم لا؟ وإنما هو ما التصميم الذي سيثبت أنه أكثر فائدة؟ هل سيكون شاشة واحدة كبيرة يمكن طيها من وسطها، أو شاشتين منفصلتين تتصلان بمفصل وتعملان باعتبارهما شاشة واحدة كبيرة؟
ولأجل معرفة الإجابة يقارن موقع "سي نت" المعنيّ بشؤون التقنية، بين جهازي سامسونغ غلاكسي فولد ومايكروسوفت سيرفس ديو.
شاشتا سيرفس ديو أكثر قوة
أكبر ميزة في جهاز مايكروسوفت سيرفس ديو هي أن لديه شاشتين من الزجاج، في حين أن جهاز فولد يستخدم شاشة من البوليمر المصنوعة خصيصا له (بلاستيك بشكل أساسي)، وهي حساسة للغاية وعرضة للضرر، بشكل دفع الشركة إلى تضمين الجهاز بتعليمات خاصة لرعايته حتى لا يخسر المستخدمون ثمنه البالغ نحو ألفي دولار.
شاشة سيرفس ديو الإجمالية أكبر
إذا كان هدفك هو الحصول على شاشة أكبر، فإن سيرفس ديو يحتوي على شاشتين قياس كل واحدة 5.6 بوصات، أما هاتف فولد فإن قياس شاشته عند فتحها يبلغ 7.3 بوصات.
لكن يجب ملاحظة أن سيرفس ديو لا يأتي بشاشة ثالثة خارجية، على عكس غلاكسي فولد الذي يحتوي على شاشة خارجية بقياس 4.6 بوصات، ومع ذلك فإن هذه الشاشة طويلة جدا وضيقة، وليست عملية للاستخدام خاصة عند استخدام لوحة المفاتيح للطباعة، وفقا لموقع سي نت.
وضعيات استخدام عديدة لسيرفس ديو
يفتح سيرفس ديو ويغلق مثل الكتاب، لكن يمكن أيضا نصبه لمشاهدة فيلم، أو يمكن استخدام أحد جانبيه شاشة واستخدام الآخر لوحة مفاتيح أو أداة تحكم بالألعاب، ويمكن استخدامه وهو مفتوح كليا أو جزئيا. أما غلاكسي فولد فإنه يعمل بأفضل حال عندما يتم فتحه كليا.
سيرفس ديو يعمل مع قلم رقمي
من أكبر عيوب غلاكسي فولد أنه لا يعمل مع قلم رقمي، وذلك بسبب شاشته الهشة القابلة للخدش عند تعرضها لضغط استخدام القلم الرقمي، في حين لا يواجه سيرفس ديو مزدوج الشاشة ذواتا السطح الزجاجي مثل هذه المشكلة، وقد يكون في ذلك ترويج حقيقي عند بيع هاتف مايكروسوفت سيرفس ديو.
كاميرا سيرفس ديو قد تمثل مشكلة
عند الكشف عن سيرفس ديو لم تتحدث مايكروسوفت عن كاميرا الجهاز، وهذا يضع علامات استفهام، لأن الكاميرات تمثل نقطة مهمة رئيسة في عملية البيع للهواتف. وغلاكسي فولد يملك ست كاميرات، منها ثلاث في الجهة الخلفية وواحدة في الجهة الأمامية عند غلق الهاتف واثنتان داخليتان.
ومن الواضح أن الجهاز الذي عرضته مايكروسوفت لا يملك كاميرا خلفية، مما يعني أن المستخدم سيضطر إلى استخدام الكاميرا الأمامية لالتقاط الصور، وفقا لموقع وايرد الذي شاهد نسخة أولية من الجهاز. على أمل أن تعالج مايكروسوفت هذا الأمر عند طرح الهاتف للبيع العام المقبل.
المفصل بين الشاشتين قد يكون مزعجا
يعمل سيرفس ديو بنظام التشغيل أندرويد، وعلى افتراض أنه يعمل بالإصدار أندرويد 10 الذي يدعم الأجهزة القابلة للطي، فهذا يعني أن التطبيق عند فتحه يمكن أن يمتد عبر الشاشتين، مع وجود فاصل أسود كبير بوسطه ويمر من أعلى إلى أسفل، وقد حاولت مايكروسوفت الترويج لهذا المفصل على أنه ميزة، لكن من المرجح أن تنتصر الهواتف القابلة للطي في مجال التطبيقات التي تمتد على كامل الشاشة، لأن الصورة لن تكون مفصولة بذلك الفاصل الأسود المزعج.
سامسونغ تتقدم كثيرا على مايكروسوفت في مجال الهواتف
تملك سامسونغ آلة تسويق ضخمة لإقناع المشترين بمدى إثارة وتفرد غلاكسي فولد. كما أن سنة الانتظار قبل طرح سيرفس ديو رسميا لن تكون في صالح مايكروسوفت في الوقت الذي يبدأ فيه مصنعو الأجهزة الآخرون بيع أجهزتهم القابلة للطي أو مزدوجة الشاشة.
الهواتف الأولى مزدوجة الشاشة السابقة تملك سجلا سيئا
قبل سيرفس ديو، كان هناك جهاز "زد تي أي أكسون أم"، وهو هاتف مزدوج الشاشة مشابه لسيرفس ديو ويملك مفصلا مركزيا مشابها إلى جانب بعض مشاكل التصميم (وجود البطارية في أحد الجانبين الذي جعل مسألة التوازن مشكلة حقيقية، وكان استخدام الكاميرا معقدا).
وقبل أكسون أم كانت هناك هواتف "يوتا فون" و"كيوسيرا إيكو" و"أل جي دبل بلاي" و"سامسونغ دبل تايم"، وغيرها من المحاولات غير الناجحة لتصميم جهاز بشاشتين متصلتين.
وقد تجادل مايكروسوفت وغيرها بأن تلك الأجهزة ربما كانت سابقة لزمانها، لكن التاريخ يظهر أن الحذر أو حتى التشاؤم أمر ضروري.
السعر والتفاصيل أمران مهمان
من المؤكد أن سيرفس ديو مثير للاهتمام، ويأتي في وقت يتزايد فيه الاهتمام بتصميم الهواتف القابلة للطي، لكن صنع هاتف جيد مزدوج الشاشة ليس كافيا بحد ذاته كي تستعيد مايكروسوفت اسمها في مجال صناعة الهواتف مرة أخرى.
وذلك أن التفاصيل مهمة أيضا، فهل سيكون الهاتف خفيفا بما يكفي لاستخدامه طيلة اليوم؟ (هاتف فولد يمكن أن يصبح ثقيلا جدا)، وهل ستلتقط كاميراته صورا رائعة؟ وهل سيكون من السهل الحصول عليه (عبر الإنترنت أو متاجر التجزئة)؟
والأهم من ذلك هو أن سعره يجب أن يتحدد بشكل صحيح، فغلاكسي فولد تبلغ تكلفته 1980 دولارا، لكن الهواتف القابلة للطي الأقل تكلفة قادمة دون شك، فإذا كان ثمن سيرفس ديو مرتفعا فإن المطاف سينتهي به في أيدي قلة من الناس، وسيكون ذلك عارا على شركة تراهن على هاتف أندرويد بشاشة كبيرة قابلة للطي.