أحيت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عصر اليوم السبت ، الذكرى السنوية الثانية والثلاثين لانطلاقتها، وذلك بمسيرة جماهيرية مركزية بغزة، بحضور لافت لكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وانطلقت المسيرة التي تحمل عنوان (جهادنا.. اقترب الوعد)، من ميدان فلسطين (الساحة) صوب شارع عمر المختار وصولاً إلى مفترق السامر، ومنه إلى شارع الوحدة وصولاً إلى مفترق "ضبيط"، مكان منصة المهرجان قبالة برج شوا وحصري".
وتوافد عشرات الآلاف من الجماهير الفلسطينية وكوادر ومناصري الجهاد يتقدمهم قيادات الحركة وأعضاء مكتبها السياسي، فيما انتشر عناصر من سرايا القدس، على عدة مفترقات رئيسية في المدينة، بالإضافة لمسير عسكري محمول تم خلاله استعراض أنواعاً مختلفة من الأسلحة.
وتخلّل مهرجان الانطلاقة كلمة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي المجاهد زياد النخالة، وكلمة للقوى الوطنية والإسلامية وأنشودة قدّمها فريق "الوفاء" الفنّي.
بدوره حذر الأمين العام للجهاد، الاحتلال الإسرائيلي من المساس بحياة الأسرى الأبطال في المعتقلات، مؤكدا أن أي مساس بحياتهم هو إعلان حرب على شعبنا.
وشدد القائد النخالة على أن الحركة لن تخذل الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال مهما كلفها من ثمن، موجهًا كل التحيةَ للشيخ خضر عدنان الذي لم يهدأ يوماً في الدفاعِ عن الأسرى.
أوضح، أن حركة الجهاد الإسلامي وعلى مدار أكثر من ثلاثين عامًا لا زالت متمسكة بثوابتها، وخاصة طريق الجهاد والمقاومة ضد العدو الإسرائيلي، قائلًا: "إن الرجال الذين اختاروا الجهاد والمقاومة طريقا إلى فلسطين، من الضفة المرابطة إلى غزة المقاتلة، لا تنحرف لهم طريق، ولا تأخذهم حياة الذل والمهانة إلى دهاليز الوهم، فهذه الحركة منذ انطلاقتها؛ وهي الأكثر وضوحًا في مواقفها، والأكثر ثباتًا على ما آمنت به".
وأشار القائد النخالة إلى أن سرايا القدس تقف صفًّا واحدًا، وعلى خطوط النار الأولى إلى جانب كل قوى المقاومة في فلسطين، وقد سجلت وتسجل كل يوم مفخرة جديدة في المواجهة مع الاحتلال.
كما وأكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي ، على أن المقاومة هي الطريق والخيار الوحيد لانتزاع حقوقنا في فلسطين، لافتًا إلى أن المقاومة في المنطقة والإقليم هي متكاملة، وتشكل رافعة كبرى لجهادنا ضد العدو الصهيوني.
وقال: "نرفض ونقاوم كل المؤامرات التي تسعى لتصفية قضيتنا المقدسة، عبر الاستمرار بالرهان على الذين أنشأوا هذا الكيان" مضيفًا نعلن أمامكم لا لاتفاقيات أوسلو الملعونة، وامتداداتها المتمثلة في صفقة القرن، وسنقاومها بكل ما نملك من قوة".
وتابع النخالة قوله: "إننا مع الذين يقفون معنا في جبهة واحدة ضد المشروع الصهيوني، وضد كل الذين يقفون مع المشروع الصهيوني".
وفي كلمتها قالت القوى الوطنية والإسلامية خلال المسيرة: إنّ "حركة الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها الجهادية الـ32 دشّنَت نفسها بالمقاومة متسلحة بالوعد والوعي وصوابية الهدف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت على لسان القيادي بحركة حماس د. صلاح البردويل: "جئنا لنشارك اخواننا في الانطلاقة الـ32، فالشقاقي الرجل المؤسس كان منسجماً مع ذاته ومع فكره وأدواته".
وأردف البردويل: "مثلت الجهاد الاسلامي وسرايا القدس مدونّا من مدونات المقاومة، التي كانت ركيزة من ركائز الوحدة الوطنية"، موجهاً التحية لقيادة الحركة في كافة أماكن تواجدها.
ودعا البردويل حركة فتح للاستجابة لنداء الوحدة كاملاً دون اجتزاء، مُضيفاً: أنّ "استعادة الوحدة هدف مقدس، وأنه لا مناص من الاستمرار في جهود إعادتها مهما تآمر المتآمرون، وأنّ طريق الوحدة هو طريق الشراكة الكاملة في القرار والمؤسسة والبرنامج والجهاد والمقاومة".
وأعرب عن فخر حركته بالعلاقة القوية مع حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري، مُشدّداً على التمسك بالرؤية الوطنية التي قدمتها الفصائل الثمانية، والتي كان للجهاد الإسلامي دور مباشر في صياغتها.
كما دعا البردويل إلى التلاحم مع عائلات الشهداء والجرحى الذين وضعوا حداً لأوهام المطبعين ولصفقة القرن ونحيي قيادة مسيرة العودة من كل الفصائل.
ووجّه التحية إلى غرفة العمليات المشتركة وكل الكتائب والأجنحة العسكرية، داعياً إياهم لمزيد من العمل المشترك في ساحات المقاومة؛ كي نلقن الاحتلال دروساً في الردع وصلابة الإرادة والانتصار.