حذرت هيئات دينية مقدسية من تصاعد اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، عقب بدء الجمعيات اليهودية المتطرفة بتنفيذ مخططاتها وبرامجها التهويدية التي أطلقتها على مدار الأيام السابقة عبر مواقعها الإعلامية، وعلى لسان كبار حاخاماتها.
وأدانت تلك الهيئات المتمثلة في كل من "مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، الهيئة الإسلامية العليا، دار الإفتاء، دائرة قاضي القضاة، ودائرة اوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى" في بيان مشترك، هذه الممارسات التي تقود المنطقة والعالم نحو المجهول.
واستهجنت تصرفات شرطة الاحتلال غير المسؤولة فيما جنحت إليه بدايةً من غضها الطرف عن هذه الدعوات التحريضية المقيتة وليس أقل من هذا خطورة توفير كل أسباب الدعم والحماية لهذه المجموعات المتطرفة وتمكينها من تدنيس ساحات المسجد عبر تحويله الى ثكنة عسكرية تعج بمختلف وحداتها العسكرية والأمنية والاستخباراتية.
وأوضحت أن هذه الممارسات تزامنت مع فرض حصارٍ مطبق على كافة مداخل المدينة المقدسة والبلدة القديمة مع تشديد إجراءاتها على أبواب الأقصى باحتجاز البطاقات التشخصية للمصلين، وغيرها من الممارسات التعسفية والقمعية والتي لا تعنى سوى بتمرير هذه المخططات الشيطانية.
وأكدت أنه لا يمكن القبول بمثل هذه الإجراءات التعسفية تحت ذرائع المناسبات والأعياد اليهودية، والتي لن تصبح حدثًا عابرًا في أي وقت من الأيام، فمهما بلغت ممارسات الاحتلال ومن خلفه مجموعات المتطرفين من الصلافة والغطرسة.
وأشارت إلى أن هذه المجموعات المقتحمة بقوة السلاح لن تصبح جزء من المشهد العام في المسجد الأقصى الذي كان وما زال وسيبقى مسجدًا إسلاميًا خالصًا للمسلمين وحدهم بكل ساحاته وطرقاته ومصلياته فوق الأرض وتحتها وفي فضائه.
واعتبرت هذا التصعيد الممنهج حلقة في سلسلة متصلة من الانتهاكات الهادفة إلى زعزعة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في الأقصى منذ أمد بعيد.
وأكدت أن هذا الأمر يستدعي دق نواقيس الخطر ورص الصفوف على مستوى حكومات وشعوب العالم الإسلامي، وما مناشدتنا إلا صرخة من الألم على ما ألم بالمسجد الأقصى.
وخاطبت الهيئات المقدسية الأمة وشعوبها، قائلة: ان" المسجد الأقصى أمانة في عنق كل مسلم غيور إلى أن يرث الله الأرض وما عليها".
وحملت حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن انجرارها وتماهيها مع دعوات غلاة التطرف لتنفيذ هذه الاقتحامات التي سبقتها عشرات بل مئات المنشورات التحريضية بمستوى تحريض وعنف غير مسبوق طالت كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى.
وحذرت من خطورة هذه المنشورات ونواياها بإحداث مس حقيقي بالوضع القائم في المسجد الأقصى، لتكريس هذه القضية واظهارها على أنها قضية نزاع قومي سيادي.
وقالت إننا رغم هذا الحصار وهذه الممارسات سنبقى على عهدنا ورباطنا في بيت المقدس وأكنافه، وسنظل الاوفياء للقدس وأقصاها".