بحث المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، المستقيل، جيسون غرينبلات، مع رئيس قائمة «أزرق ـ أبيض» بيني غانتس، في تل أبيب أمس، الخطة الأمريكية للسلام المسماة «صفقة القرن». ولم تعلن تفاصيل اللقاء الذي حضره السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان.
لكن الإذاعة الإسرائيلية العامة نقلت عن مصادر "إسرائيلية" قولها إنه بخلاف التصريحات السابقة بقرب الإعلان عن «صفقة القرن»، فإنّ الإدارة الأمريكية قرّرت إرجاء الإعلان عنها.
وهذه هي المرّة الأولى التي يلتقي فيها غرينبلات بغانتس، الذي حلّ في المكان الأوّل في انتخابات الكنيست التي جرت الثلاثاء الماضي.
وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أن غرينبلات بحث مع مسؤولين إسرائيليين إن كان بالإمكان نشر الخطّة في هذا «التوقيت السياسيّ الحسّاس بالنسبة "لإسرائيل"». ونقلت عن مسؤولين أجروا مباحثات مع غرينبلات شعورهم أن زيارته كانت «وداعيّة» فقط.
وخلال الأسبوع الأخير أصرّ نتنياهو على أن «صفقة القرن» ستُنشر بعد الانتخابات الإسرائيلية «بفترة قصيرة جدًا أو بأيّام». وفي الأثناء تباينت مواقف المحللين الإسرائيليين من الزيارة وتوقيتها وعلاقتها بالانتخابات الإسرائيليّة و«صفقة القرن».
وذكر المراسل الدبلوماسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إيتمار آيخنر، أن هدف زيارة غرينبلات هو فحص إن كانت الساعة حانت لإعلان تفاصيل «صفقة القرن»، وما هو التوقيت المناسب لذلك، إن كان خلال مفاوضات تشكيل الحكومة الإسرائيليّة أم بعدها.
وقدّر آيخنر أنّ «زيارة غرينبلات في الوقت الحالي جاءت للتأثير على المشهد السياسي في إسرائيل، وللتأكد من أن صفقة القرن ستكون جزءًا من الاتصالات لتشكيل الحكومة المقبلة».
ولفت إلى أن غرينبلات سيحاول خلال لقاءاته «تحضير الأرضية لإعلان صفقة القرن ومحاولة تقويض المعارضة لها». وذهب مراسل صحيفة «معاريف» السياسي شلومو شمير، إلى أن زيارة غرينبلات تبرهن على أن «وضع صفقة القرن ميؤوس منه»، مشيرا إلى أنّ غرينبلات، الذي ينهي منصبه مبعوثًا للرئيس الأمريكي في المنطقة، لم ينتظر حتى تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، وبدون أن ينتظر الحسم بمن سيكون رئيس الحكومة المقبل، معتبرا ذلك «مؤشرا على يأسه من الخطّة». وعلّل شمير ذلك بالإشارة إلى أن غرينبلات سيكتشف «كم هي صفقة القرن لا تثير اهتمام نتنياهو، ولا تظهر حتّى في قائمة مخاوفه»، موضحا أن «لغانتس سلّم أولوياته وصفقة القرن ليست واردة فيه ولا حتى تلميحا».
ويدّعي شمير أن نجاح نتنياهو في تشكيل حكومة يمينيّة «سيقضي على احتمالات صفقة القرن نهائيًا حتى قبل الإعلان عنها».
يشار إلى أن ترامب أوضح قبل أيام أنه لم يتحدث مع نتنياهو بشأن الانتخابات التي وصفها بأنها متقاربة قائلا: «سنرى ما سيحدث».
وقال ترامب إنه غير قلق فيما إذا خسر نتنياهو منصبه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية، مشددا على أن العلاقات «الأمريكية وثيقة مع إسرائيل» بصرف النظر عن طبيعة الحكومة، ومن يقف على رأسها.
وكان نتنياهو ركز خلال حملته الانتخابية على علاقته القوية مع ترامب، وعلى الدور المؤثر الذي قد يلعبه في المفاوضات مع الإدارة الأمريكية بعد طرح «صفقة القرن.