أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، مساء اليوم الأربعاء، أن المقاومة الفلسطينية كل يوم تستفيد وتراكم قوتها وتأخذ العبر وتحاول أن تستفيد من المواجهة مع اسرائيل، مشدداً على أن المقاومة كل يوم أفضل من اليوم الذي سبقه ، وهدفها حماية شعبها والتصدي للعدوان الإسرائيلي المجرم.
وأكد د. الهندي في حوار خاص لقناة الرافدين، أن المقاومة هي إمكانات يمتلكها الشعب الفلسطيني وليس فصيل بعينه، وأن تطور المقاومة وقدرتها على صناعة السلاح بنفسها بعد الحصار الشديد على قطاع غزة، يمكن البناء عليها، لافتاً إلى أن زة قاعدة أساسية تمتلك وسائل رغم أنها وسائل قليلة ومتواضعة بما تملكه إسرائيل، إلا أن إسرائيل لم تستطع أن تقضي على المقاومة وسلاحها. مشدداً على أن المقاومة يمكن أن تواجه إسرائيل وتمنعها من تحقيق أهدافها في غزة .
ولفت إلى أن الضفة الغربية المحتلة، ورغم التنسيق الأمني الذي يمنع الشباب من المقاومة، إلا أن العمليات الفردية التي يقوم بها الشباب الفلسطيني ضد جنود الاحتلال على الحواجز تؤكد أن هناك روح وإرادة قوية تتحرك لدى الشعب، مؤكداً أن الشاب الذي يهاجم جنود إسرائيليين مدججين بالأسلحة بسكين يمتلك إرادة قوية، ولذلك يجب أن نراهن على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي المجرم.
وأشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لا يتفاوض مع السلطة الفلسطينية في رام الله، في ظل انفصال غزة عن الضفة، والتلويح بصفقة القرن، مستدركاً أنه ربما يأتي رئيس وزراء إسرائيلي جديد يأتي لفتح باب المفاوضات مع السلطة مرة أخرى، وقد يكون أحد عوامل الدفع حرب على قطاع غزة، الأمر الذي يتطلب من المقاومة أن تنتبه جيداً وكل يوم تحاول أن تدرس وتعي هذا العدو المجرم.
وشدد الدكتور الهندي على ضرورة انهاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن هناك قرارات بهذا الشأن من كل أطياف الشعب الفلسطيني، المجلس المركزي لمنظمة التحرير، واللجنة التنفيذية، والمجلس الثوري لحركة فتح، وفصائل المقاومة، متسائلاً إذا كل هذا الاجماع الفلسطيني على وقف التنسيق الامني ولم يوقف، فمن الذي يتحكم ومن صاحب القرار؟
وبشأن صفقة القرن، لفت إلى أن صفقة القرن، طلعت قرارات من أعلى المستويات في السلطة من عباس ضد الصفقة، متسائلاً ما هي الخطوات على الأرض حتى تصبح الصفقة في خبر كان.
وشدد على أن طريق المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، وأن رئيس السلطة أبو مازن الذي أعلن أنه لا يؤمن بالمقاومة المسلحة، ولا حتى بالمقاومة الشعبية دخل في المفاوضات وإذا فشل تفاوض مرة أخرى، وهذا نهجه الذي أعلنه بوضوح. موضحاً أن هذا الطريق وصل لنهايته المحتومة.
وأوضح أن فصائل المقاومة وقفت ضد اتفاق أوسلو منذ البداية واسرائيل كانت مستمرة في سياسة الاستيطان في الارض الذي من المفترض أن تصبح دولة فلسطينية، متسائلاً كيف نتفاوض وهم يبنون الاستيطان ؟ لذلك اتفاق أوسلو وهم كبير.
وعن الخيارات المتاحة لمواجهة المؤامرات ضد القضية الفلسطينية، لفت عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إلى أن الاقليم كله منهار ولا نعول على بعض الأنظمة العربية الذين يهرولون على التطبيع مع إسرائيل، التي لا تقيم لهم اعتباراً. وأنه لو أرادت أن تعمل معهم تطبيعاً (إسرائيل) لفعلت عام 2002 في المبادرة العربية.
وقال:" نحن بحفاظنا على أنفسنا وتمسكنا بالثوابت وإعادة الاعتبار للميثاق الوطني وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية حتى تكون مظلة للجميع، وإذا لم نفعل وبقيت السلطة تفاوض، فنحن فصائل المقاومة حماس والجهاد الإسلامي واليسار وحتى جزء من حركة فتح هناك كثير منهم يؤمنون بالمقاومة مستمرون في مراكمة ومحاولة امتلاك القوة الحقيقية لمواجهة المشروع والمعركة مفتوحة.
وحيال احتفال بعض الأصوات بسقوط نتنياهو في الانتخابات الاسرائيلية، أشار إلى أن نتنياهو لا يريد مفاوضات لذلك هي متوقفة ، وإنما يريد الانقسام ليقول للمفاوض أن لا تمثل شيء وفي نفس الوقت يقيم مستوطنات ويريد أن يضم الأغوار، وفي نفس الوقت بعض الاصوات التي خرجت تحتفل بعدم فوز نتنياهو ستكتشف أن الأمر لم يتغير شيئاً، فالاستيطان مستمر والتهويد مستمر وليس هناك أي فرق وأي أمل لمفاوضات قادمة.
وبشأن الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة في القدس المحتلة من قبل المستوطنين وقادة الاحتلال، أوضح الدكتور الهندي أن ملف القدس على الطاولة منذ فترة طويلة ويتم تهويدها والعالم والأمريكان ومن دار في فلكهم يعترفوا بالقدس عاصمة لإسرائيل، مضيفاً أن من يواجه اسرائيل في القدس هم أهلنا في مدينة القدس رجال ونساء واطفال وشيوخاً، وكل العالم يتفرج دون أن يحرك ساكناً.
وقال: أدرك أن قلوب الشعوب الاسلامية مع القدس مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن للأسف كثير من الشعوب مقموعة ولا تتحرك، وكثير من الشرفاء لا يستطيعون التحرك، ولكن هذه المرحلة ستمر. مضيفاً أن الأساس في هذه المرحلة هو أهلنا في القدس المحتلة والضفة الغربية الذين أثبتوا وجودهم وقدرتهم على المواجهة في البوابات وكذلك المشايخ والعلماء الذين التف حولهم أهل القدس لحماية الاقصى، متمنياً أن تتراكم الجهود وتخرج الشعوب العربية لتقوم بدورها تجاه القدس.