كشفت صحيفة عبرية، عن مواقف سابقة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن منطقة غور الأردن الذي أعلن نيته ضمها بعد فوزه في انتخابات الكنيست التي ستجري الثلاثاء.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقال افتتاحي للكاتب بن-درور يميني، أن "غضب قادة جهاز الأمن في إسرائيل بشأن إعلان نتنياهو عن نيته ضم غور الأردن، لأن مثل هذا الإعلان، يفترض بحث آثاره بشكل جدي مسبقا".
ونوهت إلى أنه "عندما يكون هناك تخوف من ردود فعل سياسية أو في المجال الأمني، فثمة حاجة إلى الاستعداد، وهذا لم يحصل"، معتبرة أن "إعلان نتنياهو، كان نزوة سياسية".
وأضافت أنه "مرة أخرى يداس على المصلحة الإسرائيلية لصالح حيلة انتخابية"،، وقال إن حزب "الليكود أصر بنفسه أن يثبت بأن إعلان الضم هو حزبي، فقد ترافق الإعلان وبث الدعاية التي اتهمت بني غانتس (رئيس حزب أزرق أبيض) بالاستعداد للتنازل عن غور الأردن".
وردا على "دعاية الليكود"، بينت الصحيفة، أن مارتن إينديك، الذي رافق المفاوضات بإدارة جون كيري في عامي 2013 - 2014، "أكد أن المعارض الأكبر للتنازل الإسرائيلي عن الغور كان يعلون"، منوهة إلى أن "نتنياهو في تلك الأيام، أعرب عن استعداده لتنازلات بعيدة الأثر".
وأضافت: "كان كيري يتحدث مع نتنياهو كل يوم تقريبا، وأعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مسودة أولى للاتفاق، وبحسب الخطة، كانت إسرائيل ستبقى مع تواجد عسكري معين في المناطق، علني وخفي، هكذا في غور الأردن، ولكن ليس الضم ولا السيادة الإسرائيلية".
وأكدت أن "نتنياهو وافق حينها على المسودة الأولى التي وضعها كيري، وكان من بين المؤيدين تسيبي لفني، التي كانت الوزيرة المسؤولة عن المفاوضات،وأفيغدور ليبرمان الذي كان في حينه وزيرا للخارجية، أما على رأس المعارضين، فقد وقف بالفعل في حينه يعلون".
وقالت: "ثمة من يحاول إعادة كتابة التاريخ، ولكن تقارير تلك الأيام تعرض الصورة الحقيقية، ففي آذار/مارس 2014 كّتب في يديعوت أحرنوت أن يعلون هو "جوزة منيعة على الكسر" بسبب معارضته لمخطط كيري، أما بالنسبة لليبرمان، فقد صرح لصحيفة "تلغراف" البريطانية، في كانون الثاني/يناير 2014، أن المسودة الأولى التي عرضها كيري هي "الصفقة الأفضل التي يمكن لإسرائيل أن تحصل عليها".
وأفادت الصحيفة أن "موقف نتنياهو وجد تعبيره أيضا في الإحاطة التي قدمها للصحفيين مصدر في مكتب رئيس الوزراء في 26 كانون الثاني/يناير، حيث قيل أن المستوطنات ستبقى خارج حدود إسرائيل"، زاعمة أنه "رغم أن نتنياهو قال نعم لخطة كيري، ويعلون لا، إلا أن المفاوضات فشلت بسبب الفلسطينيين".
وتابعت: "في اللقاء الذي جرى في 17 آذار/مارس 2014 في البيت الأبيض رد الجانب الفلسطيني بالرفض التام حتى على المسودة الثانية التي تضمنت تقسيما للقدس، أما نتنياهو فلم يتمكن من الرد بالسلب".
واعتبرت يديعوت أن عقد جلسة حكومة الاحتلال الأحد في غور الأردن، "مرحلة أخرى في مسرحية كلها إعادة كتابة ما كان فقط قبل خمس سنوات"، مؤكدة أن "نتنياهو ليس فقط لم يضم الغور، بل أبدى الاستعداد للتنازل عنها".